الحلقة الثانية

41.7K 899 8
                                    

خرجوا سويا من غرفة الطبيب وكل منهما يشعر بالضيق تنهدت (ألفت) ثم تحدثت مهونة ع صديقتها

-إن شاء الله هتعملى العملية وتبقى بخير متقلقيش
نظرت لها (تيسير) بجدية
-انا عاوزة اروح دلوقتى عن أذنك
وتركتها دون ان تتكلم كلمة اخرى وظلت تنظر لها (ألفت) بإسى حيث اتجهت (تيسير)
**************
بينما كانت (فريدة) تجلس مع المربية خاصتها ع فراشها وهى نائمة تضع وجهها بين كفاى يدها وهى تبتسم وتتحدث
-يعنى ابنك ده يا دادة راجل ؟
فضحكت (سعاد)
-طبعا يا بنتى ٠٠
مطت (فريدة) شفتاها بعدم رضا
-اييييه ده يا عينى اتلاقيه وحش وبيعاملك وحش اووووى
هزت (سعاد) رأسها نافية وهى تقول
-لا يا حبيبتى ابنى ده كويس جدا وبيعاملنى كويس
قالت (فريدة) بتلقائية
-يبقى مش راجل
-يا بنتى عيب اللى بتقوليه ده
-ازاى بس يا دادة ماما قالتلى كده مفيش راجل كويس وانتى ذات نفسك قولتيلى انك اطلقتى من جوزك ده عشان كان بيستغلك وياخد فلوسك
تنهدت (سعاد) وقالت محدثة نفسها
-ربنا يسامحها امك اللى دخلت الافكار دى فى دماغك
فتابعت (فريدة)
-مش كده يا دادة ؟
-يا بنتى مش معنى ان راجل ولا اتنين او حتى عشرين يا بنتى صدفتيهم ولا سمعتى عنهم حاجة وحشة يبقى كل الرجالة كده ما فى ستات وحشة و ٠٠
قاطعتها (فريدة) ببراءة
-لا يا دادة متقوليش كده
-انا هقوم احضرلك العشا يا بنتى ربنا يهديكى
وتركتها وخرجت وظلت (فريدة) مستلقية ع الفراش تنظر لسقف الحجرة فى صمت كعادتها فهى لا تفعل شئ سوى انها نائمة فى الغرفة كالعادة لا جديد ٠٠ حبيسة هى !!
*******************
ظلت تحاول جاهدة الاتصال به كى تراضيه ولكن دون جدوى لم يرد عليها زفرت (هنا) بضيق وقالت
-ليه كل ده يا (معز) حصل ايه لده كله بس ده ابن خالتى اومال لو زميل ليا فى الجامعة كنت عملت ايه ؟!
*****************
دخلت (تيسير) ع غرفة ابنتها الوحيدة وهى تبتسم
-أزيك يا حبيبتى ؟
بادلتها البسمة (فريدة) وهى تقول
-أزيك يا مامى كنتى فين طول النهار
-كان عندى مشوار بس
ثم صمتت قليلا وتابعت
-ايه رأيك تخرجى بكرة ؟
اتسعت عينان (فريدة) وهى تقول
-ايه اخرج ؟!! بارة فى الشارع عند الرجالة ؟!!
-انتى مش امبارح كنتى مضايقة اووووى وزهقانة
-بس عارفة يا مامى انك عاوزة مصلحتى وعارفة ان كل الناس اللى بارة طماعنين فيا
حدثتها (تيسير) بهدوء
-ماهو انا مش هخرجك واخليكى تشوفى رجالة
-امال ؟!
-هتروحى عند واحدة صحبتى نقعد عندها وتتعرفى ع بنتها بنتها اصغر منك بسنة يمكن تبقوا صحاب
ظلت (فريدة) تفكر قليلا ثم قالت
-اوكى مامى
*******************
كان (شريف) يجلس فى منزله يشرب كوب من القهوة ثم امسك الهاتف وقام الاتصال ب (ريم) فجائه صوتها
-مش ممكن كنت لسه بفكر فيك
ابتسم (شريف) قائلا
-بكاشة
-انا !!!! حرام عليك انت عارااف اد ايه انا بحبك
-وانا كمان
-انا مستنية اخر الشهر بفارغ الصبر
-مش بقول بكاشة انتى مستنية الهدية
-انا بتكلم بجد
-هانت كل يوم عن يوم بيقرب لقانا
ابتسمت (ريم) قائلة
-كمان بقيت شاعر
-متعدد المواهب
تحدثت (ريم) قائلة
-المهم هتجبلى ايه هدية ؟
هز (شريف) رأسه بإسى وهو يقول
- مش قلت برده !| عموما اللى انتى عاوزه
-اممممممم مش عارفة بس مش هتنازل عن ساعة قيمة مفيش منها فى مصر
-يالتواضعك سيدتى
-عشان تعرف بس
*****************
كان (معز) يجلس فى غرفته امام حاسوبه ثم ترك الحاسوب وهو يضع يده تحت ذقنه ويحدث نفسه
-هربيكى من اول وجديد يا (هنا) مش انا (معز فاروق الشاذلى) اللى اسيب واحدة هتكون إن شاء الله خطيبتى تكلم ده وده انتى لسه متعرفنيش
ثم سرح بخياله وتذكر اول لقاء جمع بينهم
(كانت (هنا) فى احدى النوادى تجلس ع احدى الطاولات ثم رأت هاتف ع تلك المنضدة اخذته لتفتحه لكى ترى يخص من حين فتحت الهاتف وجدت ان الخلفية تخص شاب وسيم ابتسمت قليلا وظلت تنظر له دون ان تعى كم مر من الوقت •• ثم قامت بفتح البومات الصور لكى ترى له صور مختلفة ظلت واضعة يدها ع خدها وهى تنظر له فى هيام فى تلك اللحظة اتى (معز) من خلفها وهو غاضب
-انتى ازاى تفتشى فى تليفون مش بتاعك
ارتبكت (هنا) وقالت
-انا انا انا بس كنت بشوف بتاع مين وكنت هديه لإدرة النادى لو معرفتش صاحب التليفون
ارتفع احدى حاجبى (معز) قائلا
-وهو هتعرفى صاحب التليفون بالفرجة ع صورى !!! ولا يكونش مصور البطاقة ؟!
ابتلعت ريقها
-تليفونك اهو عن اذنك
ثم تركته يقف وحيدا يبتسم ع تلك البلهاء التى لم يعرف اسمها بعد)
ابتسم (معز) وهو يردد
-احلى غبية شوفتها فى حياتى ٠٠
****************
فى صباح اليوم التالى ذهبت كلا من (تيسير) و (فريدة) إلى منزل آل (المغربى) نظرت (فريدة) إلى ازهار حديقة الفيلا لقد كانت رائعة بشكل لا يوصف اقتربت من زهر البنفسج واشتمت رائحته
-واااااااو ريحته تجنن
ظلت تنظر حولها فمنذ ان صعدت السيارة مع والداتها وهى لا تصدق انها ترى الناس فى الطريق نظرت للسماء التى لطالما رائتها من شرفة غرفتها ابتسمت للطبيعة فى تلك اللحظة كانت تتحدث (تيسير) مع (ألفت)
-انا عاوزة اطلب منك طلب يا (ألفت)
-خير يا حبيبتى
-(فريدة) تخلى بالك منها
-يا حبيبتى إن شاء الله هتعيشى ليه بتقولى كده وانتى هتاخدى بالك منها
-كل حاجة بإيد ربنا بس فى حالة حصلى حاجة متسبيش (فريدة) دى زى الوردة المغمضة متفهمش حاجة
نظرت لها (ألفت) بضيق
-انتى اللى عملتى فيها كده
تنهدت (تيسير)
-كنت عاوزة احميها
صمتت (ألفت) فهى تعرف رأى (تبسير) جيدا فى تلك المسألة ثم تحدثت قائلة
-مش هتناقش معاكى عشان بقالى 20 سنة بحاول اقنعك انك غلط وربتيها غلط ومفيش فايدة فيكى
-انتى اللى بتقولى كده نسيتى (صلاح) كان بيضربك ازاى ؟!
-واهو غار فى داهية واتجوزت تانى (أمجد) وعايشة معاه سعيدة
ابتسمت (تيسير) بسخرية
-(أمجد) اللى كان عاوز مربية لابنه وبيدور ع اى واحدة عشان تربيه
-وربيته كويس وطمر فيه يا (ألفت) وعمره ما قالى يا مرات بابا حتى
تحدثت (تيسير) بسخرية
-اه باين عشان كده سابك هو وابوه وبيرموا ليكى فلوس انتى وبنتك اول كل شهر ولا كأنهم يعرفكو وكل واحد فيهم عايش حياته فى (لندن)
كادت (ألفت) إن تخبرها بمجئ (شريف) ليكن بجانبهم ولكنها تراجعت خشت ان تتراجع فى توصيتها ع (فريدة) لوجود رجل بمنزلها فقد اخبرها الطبيب بإحتمال نجاح العملية هو احتمال ضعيف جداا فإختارت ان تصمت دون ان تجادلها
بينما جاءت (هنا) من خلف (فريدة) ووضعت يدها ع كفها
-انتى مين ؟
ارتجفت (فريدة) وشعرت بالخوف قليلا وهى تلتف لها وتقول
-انا بنت الست اللى هناك دى
حيث كانت تشر ع (تيسير)
-اوووووه مش معقول انتى (فريدة) ده انا بسمع عنك اساطير لدرجة انى سميتك (رابنزول)
نظرت لها (فريدة) بعدم فهم قائلة
-افندم !!
-لا لا متخديش فى بالك
ابتلعت (فريدة) ريقها ثم ابتعدت عنها وذهبت إلى والداتها
-ماما مش كفاية كده انا عاوزة اروح
-حاضر يا حبيبتى
وذهبت معها لتستقل سيارتهم بينما نظرت لها (ألفت) بشفقة فجاءت (هنا)
-دى نكتة يا ماما دى بت نكتة دى خوافة اوى
-عمرها ما شافت ناس يا (هنا) انا لازم اغير الافكار السودا اللى زرعتها (تيسير) فى دماغ البنت دى
-معاكى ربنا دى خايفة تكلمنى وانا بنت زيها امال لو كنت راجل
-ربنا يستر
****************
فى المساء جلست (تيسير) بمفردها فى غرفة شعرت بإنها لا تستطيع إن تآخذ انفاسها بينما كانت (فريدة) فى غرفتها تقرأ كتاب ومعها كوب من القهوة حتى غلبها النعاس فنامت وهى جالسة ع المقعد ٠٠
فى الصباح دخلت (سعاد) غرفة (تيسير) حاولت ايقاظها ولكن عرفت انها لن تستيقظ مجددا ٠٠





رواية سجينة القصر للكاتبة علا السعدنيWhere stories live. Discover now