الحلقة الثالثة عشر

31K 738 5
                                    

فنظر (شريف) وهو لا يصدق

-ابن عمها مين وازاى ؟
-(زين حسين اباظة)
-طب معلش النهاردة خطوبة اختى وزى مانت شايف يعنى
-تمام بكرة إن شاء الله هعدى عليك الساعة 2 الظهر وتكون قايلها وتحضر نفسها لإنها هتيجى تعيش معانا
-تيحى تعيش مع مين حضرتك ؟
-معايا ٠٠٠ اقصد مع ابوها وعيلتها
-ابوها !! ابوها ميت
-مين قال كده ؟!
-طب دى الحكاية حكاية هستناك بكرة إن شاء الله ونتكلم
-تمام
وخرج (زين) من المنزل وشعر (شريف) بالضيق الشديد نظر لها ووجدها مازالت تضحك مع (سيف) فشعر بالغضب اكثر وذهب نحوهم وهو يقول
-مش كفاية بقى هئ ومئ وضحك
نظرت له (فريدة) بشدة بينما قطب (سيف) حاجبه ثم قال
-تعالى يا (شريف) عاوزك ٠٠
فإبتعدا عن (فريدة) وظلا يتحدثا وقال (سيف)
-مالك ؟! اكيد مش مضايق منى انت اللى قايلى
-مش منك خااالص ليها ابن عم ظهر
-اوباااا يعنى ايه ؟
-يعنى خلاص ملييش سلطة عليها والانئح ابوها عايش مش ميت زى ما امها مفهمها
-اوباااا دى (فريدة) متستحملش كل الصدمات دى
فنظر له (شريف) بشدة
-مش فاهم !!
-متبقاش غيور ع الفاضى اقصد انه صحيا ٠٠ يعنى دى لسه خارجة الدنيا طازة
-مش عارف
-طب كلمها بليل بهدوء
-إن شاء الله
******************
بعد إن انتهت من الخطبة كان (معز) واقف مع (هنا) عند الدرج المؤدى للغرف فى الطابق العلوى
-مش هعزمك بقى بارة ع العشا كده زى المخطوبين
-قول ل (شريف) بس انصحك بلاش
-ليه يعنى يجى معانا لو عاوز
-ما تكتب الكتاب بقى يا (معز) ونصيع انا وانت براحتنا
فإبتسم (معز)
-انتى مشكلة مش مديانى اخد فرصتى فى اى حاجة الاعتراف فى الحب انتى خدتيه وطلب الخطوبة عملتيه كمان الجواز سبيلى اى منظر
-يلا ياض ع بيتك واتغطى كويس لاحسن تستهوى
-ياااض !!! بقى كده يا هننونتى
ابتسمت (هنا) واتسعت عيناها فى سعادة وبراءة
-اول مرة تدلعنى
-بحبك يا (هنا)
-لا هيغم عليا انا طالعة فوق بقى يلا باااااى
وجريت ع السلم لتصعد غرفتها فإبتسم (معز)
-مش عارف ببقى كده معاها ازاى !!
كانت (فريدة) ستدخل من باب الفيلا فرأت (معز) أمامها فإبتسم لها (معز) لطالما حكت له (هنا) عنها فإبتسمت له ابتسامة خفيفة وانصرف ثم دخل خلفها (شريف) وهو يشعر بالضيق
-ورايا ع المكتب
تعجبت (فريدة) من اسلوبه ولكنها اعتادت منه ع ذلك فهو شخص متقلب المزاج دخلت خلفه
-خير يا استاذ (شريف) ؟
-انتى متآكدة ان والدك مات
-ماما قالتلى كده
-طب ع فكرة فى واحد بيقول انه ابن عمك وبيقول ان ابوكى عايش
اتسعت عينان (فريدة)
-انت بتقول ايه ؟!
-اهدى يا (فريدة) بس انا إن شاء الله معاكى ابن عمك جاى بكرة إن شاء الله وعاوز يخدك لإبوكى
صمتت (فريدة) للحظة وشعرت بالحزن داخلها
-ممكن بابا يكون اتغير يا (شريف)
ابتسم فتلك المرة الإولى التى تقول له (شريف) دون استاذ فتحدث بهدوء
-هحاول ع اد ما اقدر مسبكيش متخافيش
-التوكيل خليه معاك يا (شريف) ولو لزم الأمر خلى الفلوس بإسمك
-ليه بتقولى كده ؟
-انت متعرفش حاجة عن بابا
-انا مش عاوزك تخافى انا معاكى إن شاء الله
هزت رأسها وصمتت
*****************
فى صباح اليوم التالى كانت (ياسمين) فى المكتب مع (فادى) تنفخ وتشعر بالضيق نظر لها (فادى) وشعر بشئ ما خاطئ بها فهى ليست ع ما يرام فنظر لها مطولا ثم قال
-انتى كويسة يا انسة (ياسمين)
فعوجت فمها وأجابت بحدة
-وانت مالك ؟!!
فنظر لها وأبتلع ريقه فمنذ إن عملا سويا لم تحدثه بتلك الطريقة الحادة فقال بضيق
-اسف انى ادخلت فى حاجة متخصنيش
ثم نظر للأوراق التى أمامه وأكمل عمله بينما هى ظلت تنظر له وظلت تحدث نفسه
-معقول واحد فى اخلاقه يعمل كده !! ولا بيمثل علينا ولا حبه ل (ريم) عاميه ومخليه مش شايف قدامه
***************
فى تمام الساعة الثانية ظهرا من اليوم التالى كان قد وصل (زين) إلى الفيلا استقبله (شريف) بعيدا عن مكتبه وماهى الا لحظات حتى اتت (فريدة) دخلت وهى مترددة وخائفة بعض الشئ عندما رائها (زين) ظل ينظر لها بشدة وإلى جمالها لاحظ (شريف) نظراته فشعر بالضيق الشديد واتك ع اسنانه وهو يقول
-دى بنت عمك (فريدة)
فإبتسم ابتسامة واسعة ثم وقف ومد يده ليسلم عليها فنظرت ليده ثم نظرت له مرة اخرى وشعرت بريبة وهى تقول
-مبسلمش
فإبتسم (شريف) بداخله ثم نظر ل (زين)
-ياااريت تقعد كده وخلينا نكلم
سحب (زين) يده ولكنه ظل ينظر ل (فريدة) التى كانت تشعر بالتوتر فتحدث (زين) وهو ينظر لها
-ابوكى عاووز يشوفك يا (فريدة)
-بابا !!!
فنظر له (شريف)
-وانت فاكر بقى ان اى حد يجى يقول انه ابن عمها هصدق
-مستعد اديك الورق المطلوب ٠٠ انا ابوها قالى اجى هنا عشان اخدها عشان هو عاوز يشوفها
فقال (شريف)
-وهو مجاش ليه ؟!
-عشان هو مشلول
فقالت (فريدة)
-بس انا عمرى ما شفت بابا وحتى معرفش اى حاجة عنه ولا شفت ليه صورة واحدة
-وتشوفيه ليه لما ممكن تعيشى معانا وتشوفيه هو بنفسه
فقال (شريف) بحدة
-(فريدة) مش هتمشى من هنا ومش هتروح فى حتة
فنظر له (زين) بغضب
-وانت مين انت عشان تسمح ولا متسمحش ؟
-انا مسئول عنها
فقالت (فريدة)
-(شريف) ده اكتر انسان بثق فيه وهو مسئول عن املاكى
ابتسم (شريف) قليلا ثم نظر إلى (زين)
-انا عاوز كل الاوراق اللى يخصك ويخص ابوها ماهى مش زيطة واى حد يقول انه قريبها هدهاله كده
فنظر له (زين) بتحدى
-اتفقنا بس خليك فاكر لما يتثبت صحة كلامى (فريدة) مش هتقعد هنا ثانية واحدة
ثم تركه وغادر بينما شعرت (فريدة) بالخوف وظلت ممسكة بذراعها فى خوف فنظر بها (شريف)
-انتى خايفة ليه ؟
-قولتلك انت متعرفش بابا خالص
-يا (فريدة) انا احميكى بنفسى
فظلت تبكى بشدة
-مش هتقدر مش هتقدر يا (شريف) ده ابويا
-وانا بقولك متخافيش
وقفت (فريدة) وهى تقول
-عن اذنك انا طالعة ادتى
وتركته وذهبت بينما ظل هو ينظر لها وشعر بالأسى فهى محقة إن كان والداها مازال ع قيد الحياة فلن يحق له التدخل فى شئونها بعد الأن
******************
مر ثلاثة أيام وقد اكتشف (شريف) بإنه ابن عمها حقا وإن والداها مازال ع قيد الحياة كان (شريف) يجلس مع (سيف) فى أحدى المطاعم يتحدث قائلا
-انا رايح اوديها بإيدى لإبوها النهاردة
-ماهو خلاص انت مبقاش ليك اى صفة عليها دلوقتى
-بس انا مش مستريح للواد (زين) ده نظراته ليها مريبة
-ممكن يكون شك بسبب غيرتك مانت غيرت عليها منى
-لا ابدااا مش كده انا واثق ان (زين) مش كويس مش عارف افهمك بس بحس لما بتبقى واقفة قدامه عينه هتطلع عليها انا مأمنش ابدا لواحدة زى (فريدة) تعيش مع كائن زى ده
-اكيد ابوها هيخاف عليها
-اهو انا مش خايف الا من ابوها ده انت مش متخيل حالة (فريدة) ازاى لما عرفت انها هتقابله
-انت لازم تعمل اللى عليك ولو مستعجل اسبوع واتقدم ليها لو مش قادر تستغنى عن بعدها كده
-طب و (ريم) ؟
-بعد اللى قولته وخوفك الأوفر ع (فريدة) مينفعش تسئل سؤال زى ده انت لازم تسيب (ريم) و فورا
هز (شريف) رأسه بالإيجاب
****************
بينما كانت (ريم) تجلس مع (ياسمين) فحدثتها (ريم) قائلة
-وايه اخبار (فادى) بقى ؟
-وانتى بتسألى ليه ؟! انتى من ساعة ما قولتى انه طلب رقم تليفونك وانا بطلت اتعامل معاه لاحسن يعمل معايا انا كمان كده ولا حاجة
فإبتسمت (ريم) بسخرية
-يعمل معاكى ايه ؟ّ هو انتى فاكرة ان (فادى) ممكن يبصلك انتى !!
شعرت (ياسمين) بالضيق وقالت
-وليه لا ٠٠ انا لا وحشة ولا معيوبة يا (ريم) وع حد قول الناس انى جميلة
فإبتسمت (ريم) بتهكم ورددت بسخرية
-اه جميلة !! بس مش هيبصلك لسببين اولا لازم تعرفى ان (فادى) مبيعرفش يحب غير (ريم) والسبب التانى هو ان محدش هيحب (ريم) وبعديها يبص لواحدة تانية
شعرت (ياسمين) بالضيق الشديد من حديثها
****************
كانت (فريدة) تركب سيارة (شريف)وهى متوترة وما إن وصلوا فى أحد الأحياء الشعبية حتى شعرت بالتوتر ونظرت حولها وقالت
-بابا ساكن هنا؟!
فهز (شريف) رأسه بالإيجاب ثم ترجلوا من السيارة وذهبوا إلى عنوان المنزل المدون فى الورقة وكانت معهم المربية (سعاد) وصعدوا للشقة وما إن طرقوا باب الشقة حتى وجدوا احدهم يفتح الباب ويبدو انه كان يتحرك ع كرسى متحرك نظرت (فريدة) للشخص القعيد الذى فتح لهم الباب وقالت
-انت بابا !!

رواية سجينة القصر للكاتبة علا السعدنيWhere stories live. Discover now