الحلقة الثامنة

31.6K 815 5
                                    

فإبتسم (كمال) قائلا
-انتى فاكرانى ؟
فعوجت (فريدة) فمها فبالطبع تذكره فهذا ثانى رجل تراه فى حياتها وقالت
-ايوة
رأها تنظر للورود وتشتم رائحتها فقطف احد الورود ليعطيها لها
-اتفضلى
نظرت له وقالت بحزن
-ليه كده قطفتاه ليه ؟
-حسيتك حبتيها
شعرت بالحزن قائلة
-تقوم تقطفها !!!!
-انا كان قصدى ابسطك
-انت مين ؟ّوعاوز منى ايه ؟
-انا ابن خالة (هنا) وجاى اتعرف عليكى
شعرت (فريدة) بالضيق قائلة
-عن اذنك انا طالعة انام
-استنى بس انا سمعت عنك (هنا) قالتلى كل حاجة عنك
-طب وعاوز ايه ؟
-عاوز اقولك انى محظوظ جدا انى عرفتك او حتى سمعت عنك
احمر وجه (فريدة) فلم يقل احد من قبل لها هذا الكلام
-بس ليه بتقول كده ؟
-عشان انتى جميلة ومؤدبة وواضح انك مثقفة كمان
ابتسمت قليلا ثم نظرت له مليا
-انت راجل مش كده ؟!
قطب حاحبيه وقال
-افندم !!!
-معلش سورى بس حقيقى بستغرب لما بلاقى راجل مبيزعقش او مبيضربش ماما كانت دايما تقولى كده بس انا شيفاك مختلف
ابتسم قليلا
-خلاص نبقى صحاب
قطبت حاجبيها
-بس مفيش صحوبية بين ولد وبنت
-لا فى عادى
قاطعته (فريدة) بحدة
-قلت مفيش وانا مش ممكن ٠٠٠ اصاحب ولد اصلا الكلمة تقيلة ٠٠ اصاحب كلمة مش لطيفة
ابتسم (كمال) ع برائتها
-طب تحبى تعتبرينى ايه ؟
-زى الدكتور هاخد مشورتك وقت ما احتاجك ٠٠ بس ده اذا احتاجتك
ابتسم لها
-موافق
فإبتسمت بخجل ونظر لها (كمال) وهو مبتسم ٠٠
كان يتابع (شريف) ذلك المشهد من شرفة مكتبه ابتسم بسخرية حين رأها تتحدث معه وحدث نفسه قائلا
-مجنون انى صدقتها اصلا
*******************
كانت (هنا) فى غرفتها فإرسلت رسالة إلى (معز) عبر الهاتف
(ما صدقت وجيت قابلت اخويا)
ع الجهة الأخرى ابتسم (معز) وارسل رسالة قصيرة جدا
(ده انا برده !!!)
ابتلعت (هنا) ريقها وأبتسمت وقالت محدثة نفسها
-الصراحة أنا
****************
مر يومان وطلب (شريف) مقابلة (فريدة) فى المكتب كانت تشعر بإنها لا تريد ان تتحدث معه وخائفة منه للغاية خجلت ان تحكى ما حدث ل (ألفت) ولكن قررت ان ترتدى ملابسها وتستعد لمقابلته ارتدت فستان لونه سماوى مع طرحتين بيضاء وسماوى ايضا نظرت لنفسها فى المرآة وحاولت ان تعطى لنفسها المزيد من الثقة ثم نزلت إلى حيث مكتبه طرقت باب الغرفة سمعت صوته من الداخل
-ادخل
دخلت وهى مترددة وتنظر أسفل وقالت بصوت خافت
-طنط (ألفت) قالتلى انك عاوز تقابلنى
-بالظبط اتفضلى اقعدى هنا
جلست ع الكرسى الذى امامه ولم تنظر فى وجهه فنظر لها ماليا وقال
-انا درست كل الملفات وبما إن والداتك اصلا شغالة فى مجال انا شغال فيه فكان الموضوع سهل الحمد لله
-ايوة
-الصراحة والداتك كانت حاسمة جدا وواضح انها شديدة ومفيش حد كان يقدر يغشها واضح من الملفات جدا
-بس انا مفهمش لا فى المعمار ولا المقاولات
-لازم تفهمى امال هتودى الثروة دى كلها فين ؟!
تنهدت قليلا
-اولا انتى لازم تتعاملى مع ناس لازم تشوفى الناس الحبسة اللى انتى ٠٠٠
ابتسم بسخرية وتابع
-عاوزة تفهمينا بيها وانك عمرك ما اختلطتى بناس تنسيها
شعرت (فريدة) بالحزن قائلة
-يعنى انا بوهمكوا بحاجة محصلتش انت مش شايف كده
-الصراحة شفتك من يومين مع (كمال) فى الجنينة وكنتوا منسجمين وبتضحكوا
-(كمال) !!!! •••• اهاااا قريب أختك صح ؟! لا هو كان بيكلمنى حاول يدينى ثقة فى نفسى وكمان مصدقنى مش زيك ولو انت مش مصدقنى مش هقبل منك أى مساعدة
نظر مليا لها
-تقصدى ايه ؟
-عشان اثق فيك لازم احس انك واثق فيا انت ليه مصمم تطلعنى وحشة انت شفت منى حاجة وحشة ؟!!!
صمت قليلا فتابعت هى
-بالعكس انا اللى شفت زعيقك ونرفزتك انت شوية وكان ناقص تضربنى ع حاجة مليش ذنب فيها وبدل ما تساعدنى انى اتعامل مع الناس بتخلينى اخد منك موقف انا نازلة من اوضتى بالعافية كنت هقول لطنط (ألفت) أيه ابنك اللى جايباه يدينى الثقة فى نفسى وفى اللى حواليا بيرعبنى !!!
ثم وقفت والتفت لكى تخرج فقال (شريف) بصوت عالى
-استنى هنا
وقفت (فريدة) وهى تشعر بالخوف ثم التفت له ببطئ
-فى أيه تانى؟!!!
تحدث بنبرة حاسمة
-فى أنى خلاص قررت اعلمك ومبحبش اتراجع عن قرارى
-هتتعامل مع واحدة غشاشة بالنسبة ليك !!
-انتى مش كده ٠٠ عموما بتعرفى ألمانى يا (فريدة) ؟
هزت رأسها بالنفى فإبتسم وقال
-ولا أنا
-طب وهنحتاجه فى أيه ؟
-أمك قبل ما تموت كانت فى صفقة بينها وبين راجل ألمانى والمفروض كانوا هيتقابلوا اول الشهر اللى جاى
-وماما كانت بتعمل صفقة دى ليه ؟
-مول تجارى داخلة فيه شريكة اعتقد أمك كانت عاوزكوا تستقروا هناك او مش عارف دماغها بقى
-طب وهنعمل ايه ؟
-انا خطيبتى بتعرف ألمانى كويس هكلمها تشتغل مترجمة معانا
-انت خاطب ؟!!
-ايوة
-امممم ده برده هيبقى احسن التعامل بينى وبينها هيبقى اسهل عشان هى بنت
هز (شريف) كتفاه بلا مبالاة قائلا
-زى ما تحبى •• المهم تعالى بقى عشان تراجعى معايا وتعرفى نظام الشركات ماشى ازاى
-تمام
وجلسوا سويا وظل يشرح لها نظام الشركات وطريقة الحسابات الخاصة بتلك الشركات ٠٠
****************
فى المساء كانت (هنا) تستعد للقاء (معز) و والداته وكانت (فريدة) معاها فى غرفتها نظرت (هنا) إلى ملابسها فى الدولاب وعوجت فمها ثم نظرت ل (فريدة) وهى تقول
-ولا حاجة عجبانى اقولك ع حاجة بس متكسفنيش
-ايه ؟
-عاوزة فستان وطرحة من بتوعك
ابتسمت (فريدة)
-بجد انتى عاوزة تتحجبى ؟
هزت رأسها بالإيجاب
-طبعا عشان ربنا وحابة لما يجى يشوفنى يحس بتغير
ابتسمت (فريدة)
-طب تعالى افتحى دولابى ونقى اللى انتى عاوزه
وذهبت معها إلى الغرفة
***************
كان (شريف) يمسك هاتفه ليتحدث مع (ريم) وما إن طلبها حتى جائه صوتها
-حبيبى
-عاملة ايه يا (ريم) ؟
-الحمد لله كويسة جداا بس زعلانة منك من اخر مرة
-معلش يا حبيبتى بس نرفزتينى
-خلاص سامحتك
-المهم عاوزك قى خدمة
-خير !!!
-انا محتاج حد يترجم ليا إلمانى ضرورى فى شغل يشتغل معايا مترجم وعارف انك كويسة فيها ايه رأيك تشتغلى معايا ؟
نفخت (ريم)
-شغل !!! شغل ايه لالا انا مش عاوزة اشتغل انت عارف رأيى
-ده انا قلت انك هتساعدينى
-امممم خلاص هكلملك (ياسمين) صاحبتى هى كويسة انما شغل وصحيان بدرى وإلتزام مواعيد انا مش بتاعة الكلام ده
ابتسم (شريف) ابتسامة باهتة ثم قال
-طب ابقى خليها تكلمنى ضرورى
-اوك
****************
أرتدت (هنا) فستان لونه سيمون هادئ وعليه طرحتين أحدهما سيمون والأخرى ابيض هادئ كانت تبدو جميلة حين وجدتها (فريدة) بذلك
-جميلة اووووى ما شاء الله
-ربنا يخليكى حبيبتى
ثم جعلتها تجلس بجانبها
-شفتى (معز) طلع راجل واتقدم ليا مش كل الرجالة وحشة يا (فريدة)
تنهدت (فريدة) بإسى
-مش عارفة حقيقى طب ليه ماما كانت بتقولى كده
صمتت قليلا وتابعت
-من ساعة ما شفت قريبك (كمال) وأنا حاسة فعلا إن فيهم طيبين مش كلهم زى ماما ما قالت
عقدت (هنا) حاجبيها
-(كمال) !!! •• طب و (شريف) أيه ظروفه انتى بتقعدى مع (شريف) أكتر
-أخوكى !!!!
صمتت قليلا وخافت إن تحكى لها ويعرف هو ويثور عليها مرة أخرى فحاولت تغيير مجرى الكلام
-انا هروح اكمل الكتاب اللى بقراه هستناكى بليل تحكيلى حصل ايه مع (معز)
-انتى مش هتقعدى معانا
-هو جاى يشوفك انتى انا مليش لازمة هقعد فى أدتى
شعرت (هنا) بالضيق قليلا وتركتها وذهبت غرفتها ٠٠
***************
كان (معز) قد وصل مع والداته واستقبلهم (شريف) وجلس معهم وظلوا يتحدثون حتى دخلت (ألفت) عليهم وقامت بالترحيب بهم وما إن اتت (هنا) بفستانها الطويل وحجابها حتى نظر كل من (معز) و (شريف) وهما فاتحين فمهم وأعجبت بها (دلال) والدة (معز) ٠٠  

رواية سجينة القصر للكاتبة علا السعدنيWhere stories live. Discover now