الحلقة السادسة

32.8K 824 2
                                    

ظل (كمال) ينظر إلى (فريدة) وهو لا يعرف من تلك الحسناء فصرخت مرة اخرى بوجهه
-انت مين ومن فضلك اطلع بارة
نظر (كمال) حوله ثم قال
-مش دى ادة (شريف) ؟
رأت (هنا) إن الوضع تأزم بينهم فقالت لتهدئة الاجواء
-تعالى يا (كمال) بارة اخرج وهفهمك
وخرجوا سويا بينما ظلت (فريدة) حزينة فتانى شخص فى نفس الأسبوع يراها ع تلك الحالة بدون حجابها وملابسها الخفيفة وظلت تبكى
***************
كانت (هنا) مع (كمال) بالخارج توبخه
-انت كنت واقف مش عاوز تتحرك كده ليه ؟
ابتسم (كمال) قائلا
-بينى وبينك جميلة
-بس انت كسفتها
-ليه يعنى ؟
-اصلها محجبة
-مين دى اصلا ؟
-دى (فريدة) بنت طنط (تيسير) اللى حكتلك عنها
-دى اللى عمرها ما شافت رجالة
واطلق صافرة ثم تابع
-ليها حق امها تخبيها دى جميلة اووووووى وشكلها مؤدبة جدا الصراحة مكنتش مصدقك بس لما شوفتها صدقت
-دى غلبانة اوووووى
-اخوكى فين ؟
-فى الادة اللى تحت
-اوك انا نازله
-طيب
*****************
كان (شريف) فى غرفته سمع صوت هاتفه فإخرجه من جيبه ليرى من المتصل وجد انه رقم غير مسجل فإجاب ع الهاتف
-الو
اتاه صوت (معز) قائلا
-حضرتك استاذ (شريف امجد) ؟
-ايوة
-انا (معز فاروق الشاذلى) وعاوز اقابل حضرتك فى موضوع مهم
-خير
-إن شاء الله خير بس مش هينفع فى التليفون
-خلاص إن شاء الله بكرة فى كافتيريا (٠٠٠٠٠٠) الساعة 3 العصر
-تمام
ما ان انهى مكالمته حتى دخل (كمال) وهو يقول
-حمدالله ع سلامتك يا بطل
ارتسم ع شفتاه شبح ابتسامة باهتة
-الله يسلمك
-معلش جت متأخر
-ولا يهمك
ثم اخذ بعد الملفات المهمة واتجه خارج الغرفة وهو يقول
-كان نفسى اقعد معاك بس زى مانت شايف مشغول
فإصطنع (كمال) الإبتسام وهو يقول
-اه اتفضل
*****************
بعد ان ارتدت ملابسها اتجهت إلى حديقة الفيلا حيث الورود التى تعجبها حين خرج (كمال) وجدها تشتم رائحة الورود ابتسم واقترب منها
-انا اسف ع اللى حصل منى
نظرت له (فريدة) بتوتر ونظرت للإرض فتابع هو
-مكنتش اعرف انك محجبة
نظرت له بريبة ثم قالت
-حتى لو ٠٠ انت غلطان فضلت تبص جامد
-مكنش قصدى اخوفك
-عموما حصل خير
ولم تعطى له فرصة للحديث واتجهت داخل الفيلا فإبتسم (كمال) وهو يقول
-جميلة اووووووى فعلا
**************
كان (فادى) يجلس فى غرفته يبدو عليه الحزن مستلقى ع فراشه سرح بخياله بها فلم يحب غيرها ٠٠ وحدها هى من دخلت فى قلبه ولكنه يعلم جيدا ان مشاعره تلك مشاعر منفردة فهى لن تحبه مطلقا يعرف عنادها يعرف انها تحب المال كثيرااا ولن تبادله المشاعر اغمض عيناه وحدث نفسه محثا اياها ع الاستفاقة
-ايه نسيت نفسك ولا ايه يا (فادى) دى اتخطبت ومش لإى راجل كمان انساها مينفعش تعلق نفسك بإوهام
****************
دخلت (فريدة) إلى الداخل وفتحت غرفة المكتب دون إن تستأذن فلم تعرف إن احدهم بالداخل وحين سمع (شريف) صوت احد ما يدخل رفع حاجبه ونظر تجاه الباب وجدها تلك الفتاة ظلوا صامتين للحظات ينظرون لبعضهم البعض شعرت (فريدة) بالإحراج فهمت بالخروج لولا صوت (شريف) الغليظ
-استنى هنا
استوقفتها كلامته فتابع
-جاية فى ايه وماشية فى ايه ؟!!
-انا مكنتش اعرف ان ده مكتبك
تحدث بإسلوب حاد قليلا قائلا
-طب وعرفتى جاية فى ايه بقى ؟
-اصل فى كتب هنا كتير حبيت اخد كتاب انا دخلتها اول ما جيت هنا بس قلت لما نفسيتى تهدى هبقى انقى اى كتاب اقرا فيه بس عن اذنك
والتفت لتذهب
-استنى هنا
ونظر لها ماليا وتابع
-ادخلى خدى الكتاب اللى انتى عاوزه
-شكرا
وذهبت لتأخذ كتاب ما من المكتبة نظر لها ثم عاود النظر إلى الملفات وهو يقول
-قدامنا إن شاء الله يومين وابتدى ادربك انا بخلص جرد ومراجعة ع ملفات شركتك
-إن شاء الله
وأخذت الكتاب وخرجت
**************
جلست (ياسمين) منهكة ع الإريكة امام التلفاز وهى تمسك (الريموت) وتبحث عن شئ تراه رغم انها لا تنظر للتلفاز ثم عوجت فمها وتنهدت قليلا وحدثت نفسها
-شكلها لسه بتحبه
ونزلت الدموع من عيناها
***************
وفى عصر اليوم التالى كان يجلس (معز) ع احد طاولات الكافيه فى انتظار قدوم (شريف) حاول ان يرتب افكاره كى يخبره إياها حتى وصل (شريف) واقترب منه
-حضرتك استاذ (معز) ؟
-ايوة
-سألت الجرسون وقالى واضح انك معروف هنا
ابتسم (معز) قليلا ثم قال
-انا عرفت حضرتك بأسمى (معز فاروق الشاذلى) مهندس معمارى وبشتغل فى شركة ملكى سنى 28 سنة
فإبتسم (شريف) قليلا وقال
-خير يعنى ؟
-خير إن شاء الله ٠٠ انا شفت اخت حضرتك كذا مرة فى النادى يعنى وقررت اتقدم ليها فإنا بعرفك بنفسى عشان كده
-(هنا) !!! اختى انا
-ايوة
-اها
صمت (شريف) قليلا ثم قال
-سعيد انى اتشرفت بحضرتك وطبعا زى مانت عارف لازم اكلمها الأول
-اه طبعا
-تمام هكلمك إن شاء الله وأبلغك قرارها من ع الرقم اللى كلمتنى عليه
-تمام
*****************
كانت (هنا) تجلس مع (فريدة) ويبدو عليها الحزن تحدثها قائلة
-تخيلى متصلش بيا من ساعة ما قولتله يكلم اخويا شكلك عندك حق
-خلاص متشغليش بالك واضح انه كان بيتسلى
تنهدت (هنا) بإسى ثم قالت
-ممكن اخذ حجاب من عندك اجربه اشوف شكلى بيه
ابتسمت (فريدة)
-اتفضلى
اخذت (هنا) الحجاب وقامت بإرتدائه فوق رأسها ونظرت لنفسها وهى تبتسم وتقول
-شكلى حلو بالحجاب ؟
ابتسمت (فريدة)
-جداااا حبيبتى
-ايه رأيك البسه ؟
-رأيى ؟!! انتى عاوزة تلبسيه ليه ؟
-عشان هو فرض عندنا
-يعنى ربنا فرض كده وبتسألينى عن رأيى
-صح صح انا غبية اووووووى
ثم جلست بجوارها
-مش هتكمليلى صحيح بعد ما أمك اجبرت جدك ان يجوزها والداك
تنهدت (فريدة) وتذكرت ما كانت تقصه عليها والداتها بإستمرار كل يوم
(فقد كانت (تيسير) تشعر بالسعادة حين تزوجت من (طلعت) ٠٠ مر أول شهر بعد زواجهم وتعم السعادة بينهم حيث قضوا شهر عسلهم فى الإسكندرية وبعد إن عادوا القاهرة كانوا يعيشون مع (سليم باشا) حتى ترك (طلعت) فى يوم العمل واصبح لا يذهب إليه يوميا كانت (تيسير) تحدثه
-انت من ساعة ما اتجوزنا مروحتش الشغل
اجاب (طلعت) ببرود
-ومش هروح
-طب ليه ؟
-وهروح ليه محتاجينه فى ايه ؟! عايشين فى قصر عندنا خدامين ليه اتعب نفسى
-بس دى فلوس ابويا مش فلوسك
-وبعد عمر طويل هتبقى فلوسك وانا وانتى واحد
تفاجاءت (تيسير) من حديثه ثم تابع (طلعت)
-عن أذنك انا خارج عندى سهراية حلوة
-برده هتروح الكباريه ده !! مش هتبطل لعب قمار
تحدث (طلعت) بغضب
-انتى هتتحكمى فيا ولا أيه ؟
ثم خرج من أمامها دون ان يستمع إلى كلمة اخرى ومرت الأيام وكان يستغلها ويأخذ من مجواهرت (تيسير) حتى يقامر بها حتى فى يوم قد فقد (سليم) اعصابه وطرده هو و (تيسير) إلى المنزل بلا رجعة حيث انه علم انه يستغل (تيسير) بإبشع الصور وذهبوا ليعيشوا فى زقاق قديم حيث كان (طلعت) يعيش )
تفاجأت (هنا)
-و والداتك راحت تعيش هناك ؟
-كانت بتحبه واضطريت تعيش معاه
-وبعدين بقى
-وبعدين ايه بس انا تعبانة وعاوزة انام
-هتنامى دلوقتى !!!
-صاحية من بدرى
-اوك براحتك
*****************
فى صباح اليوم التالى كان (شريف) فى مكتبه سمع صوت هاتفه فإخذه ورأى ان المتصل (ريم) اجاب ع الهاتف
-ايوة يا حبيبتى فى ايه ؟
-معلش يا حبيبى تعالى فورا فى مول (٠٠٠٠٠٠)
-ليه بس اصل ورايا شغل و ٠٠٠٠
قاطعته
-قولتلك تعالى بسرعة
واغلقت الهاتف بينما نظر هو للهاتف وعوج فمه بعدم رضا ثم استعد ليذهب إليها ٠٠
*****************
بعد إن استيقظت (فريدة) وقامت بالصلاة جلست ع فراشها واخذت الكتاب الذى استعارته من مكتبه (شريف) لتكمل قراءة به ثم وجدت صورة تخص (شريف) وهو صغير ووجدت معه سيدة ومكتوب ع الصورة
-امى الحبيبة
فنظرت للصورة وهى تقول
-بس دى مش طنط (ألفت) !!!!

رواية سجينة القصر للكاتبة علا السعدنيWhere stories live. Discover now