الحلقة الخامسة والعشرون

30.1K 705 2
                                    

ظل (فادى) ينظر للهاتف وهو مدهوشا بينما ظلت تقول (ياسمين)

-الو ٠٠ انت معايا ؟!
ابتلع (فادى) ريقه ثم قال
-معاكى ٠٠ بس هو أنتى معاكى فون تانى ؟
-لا ٠٠ ليه ؟!
-مفيش ٠٠ صحيح انا طلبتك ع الخط التانى مردتيش ؟
-وهو اداك جرس اصلا !! ده الخط ده ضاع منى عند (ريم) تحت الكنبة بتاعتها وقالتلى لو لاقيته هتبقى تدهولى وواضح انها ملقتوش او حد من الخدامين وهو بيروق راماه
عض (فادى) شفتاه وشعر بضيق شديد وقال
-حسابك معايا بعدين يا (ياسمين)
فتحت (ياسمين) عيناها وأغلقتها مرة اخرى ببراءة
-مش فاهمة ٠٠ وهو أنا عملت ايه !!
-مينفعش كلام فون هفهمك كل حاجة بكرة إن شاء الله ٠٠ بس لازم اربيها اللى عملت كده
-انت بتقول أيه ؟!
-سلام دلوقتى يا (ياسمين)
وأغلق الهاتف دون ان يودعها ظلت (ياسمين) تنظر فى الهاتف وهى تشعر بالضيق بينما هو فتح الرسائل وجد صورة اخرى ل (ياسمين) بملابس خفيفة فى الرسائل ارسلتها له (ريم) وتكتب اسفل الصورة
-قلت اصالحك بالصورة دى
شعر (فادى) بالغضب الشديد ٠٠
******************
اخرج (معز) من جيبه قطعة من الشكولاتة كبيرة واعطاها إلى (هنا) ابتسمت (هنا) حين رأتها وخطفتها منه كالطفلة وفتحتها وظلت تأكل منها ابتسم (معز) قليلا
-اخيرا حسيت انك بنوتة كيوت وبتعجبك الحاجات دى
-انا !! ٠٠ ابدا انا قلت اجبر بخاطرك مكلف روحك ومكلهاش ٠٠
فعوج (معز) فمه بينما كانت (فريدة) تنظر لهما وهى جالسة ع الأرجوحة فلم يسبق وإن اعطى لها شخصا ما ولو هدية رمزية كمثل فهى لا تعرف شعورها ماذا سيكون اذا قدم لها شخص ما قطعة من الشيكولا مثلما فعل (معز) مع (هنا) تلك تنهدت قليلا ووضعت يدها ع وجنتها نظر لها (شريف) الجالس بجانبها مبتعدا عنها بقليل وقد فهم ما يجول بخاطرها فقاال
-تحبى اجبلك شكولاتة ؟
نظرت له وظهرت ابتسامة خفيفة ع شفتاها
-لا ميرسى وبعدين انا لو عاوزة ممكن اجيب مصنع شكولاتة بحاله
فنظر لها (شريف) بخبث
-بس منى حاجة تانية
-انت واخد قلم فى نفسك
-عارف قيمة نفسى
-مغرور
-اسمها ثقة بالنفس
فعوجت فمها ثم ابتسمت قليلا
-هو انا ممكن يعنى ٠٠ اخد كتاب من مكتبة مامتك ؟!
ابتسم قليلا
-تاخدى اللى انتى عاوزه يا (رابونزل)
-هى مين (رابونزل) دى اللى كل شوية دى تقولى عليها انت وأختك
-دى مزة جدااا بنت انما ايه مفيش منها
قطبت (فريدة) حاجبها وقالت بنبرة سخرية
-لا يا شيخ !!
فإبتسم (شريف) وقد شعر بغيرتها
-طبعا مفيش منها الا (إلسا) بقى برده مزة جدااا خرافة يا (فريدة)
-مين دى كمان ؟!
-انميشن
قطبت (فريدة) حاجبها فتابع (شريف)
-كرتون يعنى ٠٠ فيلم انميشن
ابتسمت (فريدة) قليلا
-كنت بشوف ده وانا صغيرة زى (توم اند جيرى) كده ٠٠ للإسف اول ما تميت ال 10 سنين ماما منعت عنى التلفزيون
-افرجك انا
ابتسمت قليلا
*****************
جلس (فادى) ع الفراش وهو ممسك بالهاتف وشعر بالغضب ثم قام بإرسال لها رسالة
((ريم) مش كده !! انا عرفت انك (ريم) انتى ازاى بالقذارة دى ؟!)
عندما رأت (ريم) الرسالة ابتلعت ريقها وظلت محدقة ثم قامت بإرسال رسالة له
(انت ايه اللى بتقوله ده !!)
(خلاص بقيتى مكشوفة ٠٠)
ظلت (ريم) تنظر للهاتف وعوجت فمها ثم قامت بالإتصال به ع الهاتف فإجاب (فادى) غاضبا
-كل صور (ياسمين) اللى عندك تتمسح فاااهمة ؟!
-فاهمة بس ع شرط
قطب (فادى) جبينه
-انتى كمان بتتشرطى؟
-طبعا ٠٠ انت وانا نرتبط
-انتى اتجننتى فى نفوخك استحالة ارتبطت بإنسانة قذرة زيك
-يبقى صور الغندروة بتاعتك هتنزل ع السوشيال ميديا وشوف بقى فضحيتها هتبقى ازاى
-انت اتجننتى ؟!
-قولتلك يا تبقى معايا يا فضيحة الغندورة ٠٠ هديك مهلة لحد بكرة لو مردتش يبقى دارى ع فضيحة الغندورة
عض (فادى) شفتاه وقال بصوت خافت
-موافق
ابتسمت (ريم) بنصر
****************
فى صباح اليوم التالى استيقظت (فريدة) وهى تشعر بالإمان ثم قررت ان تذهب لغرفة (هنا) التى وجدتها مازالت نائمة فحاولت ايقاظها بكل الطرق
-انتى يا بت قومى
فردت (هنا) وهى تضع المخدة فوق رأسها كى لا تستمع لصوت احد
-سبينى انام بقى شوية
-لأ يعنى لأ ٠٠ قومى فسحينى
-ما تفسحى انتى وغورى من هنا بقى
-بقى كده يا (هنا) ٠٠
ثم مثلت (فريدة) انها حزينة
-يعنى هو انا جاية اقعد معاكى شوية تقومى تعملى فيا كده ٠٠ وهو انا يعنى عشان مبعرفش اخرج لوحدى تعملى كده
فإعتدلت (هنا) وقالت وهى تتثائب وفى عيناها النوم
-قلبتيها دراما كده ليه ؟ ٠٠ عاوزة تروحى فين ؟!
-عند (شريف)
فنظرت (هنا) بخبث فقالت (فريدة) مصححة
-شركتى يعنى ٠٠ اصل هو قالى انه فيها النهاردة عشان بيراجع ليا اوراق مهمة فالواجب اروح اساعده وكمان عشان افهم هفضل اعتمد عليه لحد امتى
-وانتى ام الواجب
-امال !!
فإبتسمت (هنا) وهزت رأسها بإسى
***************
كان (فادى) يجلس فى مكتبه ويبدو عليه الإختناق فنظرت له (ياسمين) واقتربت من مكتبه وجلست فى المقعد الذى أمام مكتبه
-مالك بقى ؟ّ فى ايه ؟ وامبارح اتكلمت كده ليه قلت هتفهمنى انا منمتش طول اليل من الفضول ممكن افهم بقى ؟
نظر لها (فادى) نظرة مطولة لم تستطع هى فهم مغزاها فقد كان يتسائل بعينه لما فتاة بريئة مثلك تختار صديقة شنيعة مثل تلك الفتاة (ريم) !! فهزت رأسها بعدم فهم
-فى أيه ؟
-فى ان اى حاجة بتحصل دلوقتى انتى السبب بسبب ثقتك فى ناس متستهلش ٠٠ قلبى انا خسرته بسببك ٠٠ مش قادر اتكلم بسببك ٠٠ حاسس انى متكتف بسببك ٠٠ وجاية تقوليلى فى ايه ببساطة !! مش عاوز اتكلم
-انت ليه بقيت غامض ومبقتش افهمك كده ليه ؟ انا عملت ايه عشان تشقطنى بالكورة كده شوية ترفعنى لفوق وهوب تنزلنى لتحت من غير مقدمات !! حرام عليك بقى هو عشان انا بحبك تعمل كده معايا حاولت اشجعك كذا مرة انك تتكلم لكن مفيش فايدة انت الراجل وانت اللى لازم تبدء
كان (فادى) فى عالم اخر فلم يستمع اى كلمة قالتها بعد ما قالت بحبك ابتسم قليلا فهى ايضا تبادله شعوره ولكن سرعان ما اختفت تلك الأبتسامة وتذكر اتفاقه مع (ريم) وشعر بالضيق ونظر للأوراق التى أمامه مرة أخرى وقال
-انا مشغول دلوقتى ٠٠
رفعت (ياسمين) حاجبها فلم تتخيل حتى انه سيهمل مشاعرها بتلك الطريقة بعد إن اعترفت له للتو فحاولت إن لا تظهر تلك الدموع التى فى عيناها ثم ذهبت إلى مكتبها وهى تشعر بالضيق
***************
دخلت (فريدة) و (هنا) إلى المكتب الجالس فيه (شريف) حيث أشار أحد الموظفين ع المكتب الجالس فيه كان (شريف) يجلس يفحص بعض الأوراق وأمامه فتاة تنظر له بشدة نظرت (فريدة) إلى نظرات تلك الفتاة له حين شعر (شريف) بإحد ما دخل تخيل أنه الساعى
-حط القهوة عندك وامشى
فقالت (فريدة) وهى مغتاظة
-واضح انك مشغول جدا
حين سمع (شريف) صوت (فريدة) ترك الأوراق التى فى يده وابتسم بينما كانت (هنا) تتابع ذلك فى صمت وهى مبتسمة وقالت لأثارة غيرة (فريدة) وهى تنظر للحسناء الجالسة
-شكلك مشغول فعلا يا (شريف) ٠٠
ثم نظرت إلى (فريدة)
-بقول نستنى بارة ولا أيه رأيك ؟
قالت (فريدة) مسرعة
-لا ده اصلا مكتبى وانتى تقعدى فيه براحتك يا (هنا) ٠٠ انا لازم اتابع الشغل بنفسى
ثم مسكت يد (هنا) وجلسوا ع الإريكة التى تقع بقرب المكتب فإبتسم (شريف) وقال وهو ينظر للفتاة التى أمامه
-بس انتى مش قد الشغل يا (فريدة)
شعرت (فريدة) بالغضب وقالت
-تقصد ايه ؟
-اقصد يعنى انك لسه متعرفيش حاجات كتير فى الشغل ٠٠ انتى افتكرتى ايه ؟
فعوجت (فريدة) فمها وعقدت يدها عند صدرها فإبتسم لها (شريف) وقالت تلك الحسناء
-مش هنكمل بقى شغل يا مستر (شريف)
-هنكمل يا مدام (ثريا)
-قولتلك انا مش مدام ٠٠ انا مطلقة
-طب تحبى اقولك ايه ؟
-(ثريا) بس ٠٠
فإبتسم (شريف) ابتسامة باهتة
-طب نكمل شغل
تابعت حوارهم (فريدة) بغيظ فنظرت لها (هنا) وهى تقول بصوت خافت
-يا خرااابى اهو الواحد ميخفش الا من الست اللى مطلقة اللى عاملة فى نفسها كده بصى لابسها ولا مكياجها قومى يا بت اتنحررى كده هتخطف منك الواد
-يعنى اعمل ايه هو انا بفهم حاجة فى الشغل ده
-يا بت اتحركى كده انتى مش شايفها لابسة محزق وملزق ازاى وداهنة وشها علبتين لاكيه
فشعرت (فريدة) بالغضب وقالت
-(شريف) انا عاوزة اشرب عصير ٠٠
فعوجت (هنا) فمها ورد (شريف) وهو منشغل بالإتفاق مع (ثريا)
-عندك الساعى بارة يا (فريدة) اطلبى اللى انتى عاوزه
شعرت (فريدة) بالضيق وبدئت فى ان تهز قدمها وما هى الا لحظات حتى مسكت يد (هنا)
-يلا نمشى
وخرجت من المكتب دون سابق انظار نظر (شريف) لهما بعد ان خرجت وظن انها ذهبت لتحضر لنفسها عصير ٠٠
****************
فى تلك الاثناء دخلت (ريم) المكتب وحين رأتها (ياسمين)
-ايه ده ريمو انتى جاية ليه مش متفقين نخرج ولا حتى اتصلتى تقولى انك جاية
ابتسمت (ريم) ببرود
-ابداا ٠٠ اصل انا مش جاية ليكى
كان (فادى) ينظر لهما وهو يشعر بالتوتر فعقدت (ياسمين) حاجبها
-هو انتى رجعتى لمستر (شريف) ؟
-لا ٠٠
ثم نظرت إلى (فادى)
-هو انت مقولتش ليها
فعض (فادى) شفتاه بغضب فنظرت (ياسمين) بحيرة فقالت (ريم) لتقتل فضولها
-انا و (فادى) ارتبطنا ٠٠
نظرت لهما (ياسمين) بشدة ونظرت ل (فادى) بالأخص وحبست الدموع بعينيها وقالت بصوت خافت
-اه ٠٠ مبرووك
ثم ذهبت تجاه مكتبها وجلست فقالت (ريم) ل (فادى)
-مش يلا بقى يا (فادى) انت وعدتنى تغدينى النهاردة بارة
نظر لها (فادى) بشدة وهو يشعر بالغضب
-انا مقولتش حاجة
-لا افتكر كويس ٠٠ ولا انتى ناسى ع السوشيال ميديا و ٠٠ الصور اللى بعتهالى وانتى بتكلمنى ٠٠ نسيت اتفاقك ولا ايه ؟!
اغمض عيناه فى غضب ثم قال
-فاضل نص ساعة وميعاد الشغل يخلص ده قصدى ٠٠
-اه بحسب
بينما كانت تتابعهم (ياسمين) بصمت
***************
كانت قد وصلت (فريدة) مع (هنا) إلى فيلا (آل المغربى) وهى تشعر بالغضب
-شفتى اخوكى ؟!
-شفت ايه بس يوم ما تنطقى تقولى عاوزة عصير انتى قاعدة فى نادى ٠٠ دى شركة ياما مش وقته ده وهو قاعد بيشتغل كمان
-امال كنت اقول ايه ؟!
-كنتى تحاولى تتدخلى فى الشغل وتخليها تكلمك لكن انتى سبتلها الجمل بما حمل
-مقامش يجبلى عصير
-كويس انه رد عليكى من اصله (شريف) اخويا وانا عارفاه وقت الشغل ميعرفش ابوه عارفة لو كنت انا اللى قلت كان هيبصلى جامد ومش هيرد
-يوووووه لا ٠٠ هو قالى امبارح اى حاجة تعوزيها اطلبيها منى وكان هيجبلى شكولاتة وانا اللى رفضت
-انت بتقولى ايه ؟!
-اسكتى
ودخلوا إلى الداخل وجدت (فريدة) من ينتظرها بالداخل ذلك المعتوه (زين) شعرت بالخوف والقلق ووقفت خلف (هنا) حتى لا تراه ولا يراها ٠٠٠

رواية سجينة القصر للكاتبة علا السعدنيWhere stories live. Discover now