الفصل التاسع عشر

Start from the beginning
                                    

بعد حوالي نصف ساعة دلفت رغد الى مقر الشركة وقد استطاعت ان تجذب الأنظار نحوها بطلتها الانثويه الراقيه والتي بدت فيها خلابة ومغريه للغايه ... ولجت الى داخل غرفة مكتبها ثم جلست على مكتبها وطلبت كوب من القهوه ... ظلت حائرة بما يجب ان تفعله في الوقت الحالي الا انها لم تجد شيئا مهما تفعله فاخذت تقلب في بضعة تصاميم كانت قد أعدتها سابقا وحاولت ان تشغل نفسها بإضافة بعض التعديلات عليها ...
كانت رغد مندمجه وهي تعمل على تلك التصاميم غير واعية لما يدور حولها حتى شعرت فجأة بيد قوية تربت على كتفها ... انتفضت من مكانها فورا لتجد سيف واقف امامها ينظر إليها بنظرات هادئه الا انها اثارتها بشده ... شعرت بمدى شوقها له عندما رأته بالرغم من عدم إظهارها لهذا امامه ... ضغطت على حافة المكتب بيديها الاثنتين بقوة وهي تتطلع اليه بنظرات جامده تناقض هول المشاعر العاصفه التي اقتحمتها كليا ...
تحدث سيف أخيرا بنبرة رزينه " لقد تفاجئت حينما اخبرتني السكرتيره بمجيئك ..."
" هل كنت تفضل عدم مجيئي الى هنا مره اخرى ..." سألته بنبرة هازئه لم تؤثر به بتاتا فأجابها بنفس نبرته السابقه " كلا تفاجئت فقط ..."
جلست رغد على كرسيها ووضعت قدما فوق الاخرى ثم حدثته قائله " لم اجد فائده لجلوسي في المنزل دون ان افعل اي شيء ... لذا قررت ان اعود الى عملي ... فكرت جديا ووجدت انه لا يوجد احد يستحق ان انهار وأترك كل شيء من اجله ... عملي هو ما تبقى لي ويجب ان احافظ عليه فهو اهم من اي شيء في الوقت الحالي ..."
" برافو ... كلام جميل ..." قالها سيف بسخريه واضحه محاولا ان يغطي على موجة الغضب التي اعترته جراء حديثها معه بينما استطردت رغد في حديثها قائله بلا مبالاة لسخريته " لقد جهزت التصميم الذي طلبته ... اتمنى ان تحدد موعدا للاجتماع وتقرر من منا سوف تستلم هذا المشروع ... لقد مللت الانتظار ..."
" حاضر انسه رغد ... سوف احدد موعدا للاجتماع في اقرب وقت ... هل تأمرين بشيء اخر ..."
" كلا ... لا يوجد شيء اخر اريده في الوقت الحالي ..." اجابته بهدوء اغاظه بشده ثم خرج بعدها من الغرفه تاركا رغد تتبعه بابتسامه احتلت اغلب تقاسيم وجهها ...

بعد حوالي ساعتين خرج سيف من مكتبه متجها الى خارج الشركة الا انه تسمر في مكانه عندما وجد رغد واقفه مع احد موظفي الشركة تضحك بصوت عالي ويبدو انها مستمتعه للغايه في حديثها معه ... ظل واقفا في مكانه يراقبهم من بعيد بعينين مشتعلتين من شدة الغضب كان يود لو يحطم رأسهما سويا بيديه الا انه تماسك ولم يقم باي فعل متهور حتى لا يفضح نفسه امام موظفي شركته ... اقترب منه معتز ثم وقف بجانبه وهو يهتف قائله بسخريه " يا الهي ما هذا الذي اراه !!!"
ثم ما لبث ان تحدث بنبرة متهكمه " يبدو انها استعادت صحتها جيدا ..."
رمقه سيف بنظرات حارقه ثم ابتعد عنه خارجا من الشركة باكملها وشياطين غضبه تلاحقه ...

ابتسمت رغد بخبث بعدما رأت الغضب الواضح على محياه وان حاول قدر المستطاع إخفاءه ثم عادت بعدها الى مكتبها لتتفاجئ بجنا جالسه على كرسيها الخاص بها ...
" انت ! ماذا تفعلين هنا ؟"
قالتها رغد بعصبيه مفرطه بينما نهضت جنا من مكانها وتقدمت منها وعلى وجهها تشدقّت ابتسامه متهكمه ثم تحدثت قائله " سوف اذهب حالا ... لقد جئت فقط لأخبرك بما حدث حتى تباركي لي ..."
" ماذا تقصدين ؟..." سألتها رغد بعدم فهم فاجابتها جنا قائله وهي تشير الى إصبعها المزين بخاتم خطبتها الماسي  " لقد خطبتي سيف وسوف نتزوج قريبا ..."
شعرت رغد بالجمود يسيطر على اطرافها بالكامل وغصه قوية احتلت جوفها ... ضغطت على كف يدها بأظافرها حتى كادت تمزقه من قوة الضغط ... تحدثت اخيرا وهي بالكاد تضغط على نفسها كي لا تنهار " مبروك ... مبروك لكما ..."
       *********************************
كانت يارا تتحرك ذهابا وإيابا داخل الغرفة الخاصه بها ... لقد امر قصي رجاله بحبسها داخل هذه الغرفه وعدم السماح لها بالخروج منها بتاتا ... لم تره منذ تلك الحادثه نهائيا بالرغم من انها توقعت مجيئه في اية لحظه وفِي الحقيقة لم تكن خائفه من مجيئه نهائيا ولم تندم على ما فعلته ابدا ...
سمعت صوت الباب يفتح ويغلق لتجد سعاد كالعاده تتقدم منها وهي تحمل صينية الطعام بيدها ...
وضعت الصينيه على الطاوله الموضوعه بجانب السرير ثم قالت " هيا حبيبتي ... تفضلي وكلي طَعَامِك ..."
" لا اريد ..."
" حبييتي ما تفعلينه لن يفيدك بشيء ..."
" اريد ان اخرج من هنا ... لقد مللت من حبسي داخل هذه الجدران الاربعه ..." قالتها يارا بملل فحدثتها سعاد قائله " انتظري السيد قصي عندما يأتي عسى ولعل ان يهدأ من ناحيتك ويخرجه من هنا ..."
" ومتى سوف يأتي حضرته .."
" هذه الفتره مشغول بموضوع زواجه ... لا اظن انه يملك الوقت ليأتي ..."
" زواجه .. عن اي زواج تتحدثين ؟..." سألتها يارا باهتمام حقيقي فاجابتها سعاد بعفويه " السيد قصي على أبواب ان يرتبط بإحدى الفتيات ... اخبرتني السيدة مونيا زوجة عمه بهذا ..."
" حقا انه شيء جيد ..." قالتها يارا بخبث فتحدثت سعاد بحنان قائله " كلي طَعَامِك ارجوك ..."
" حاضر سوف أكله ..."
" سوف اتركك الان لتتناوليه ... اريد ان اعود واجد الصحون فارغه ..."
" حاضر .." قالتها يارا بابتسامه متصنعه ثم ما لبثت ان تغيرت ملامحها الى النفور بعد خروج سعاد لتنهض من مكانها وتهتف بحقد شديد " هكذا اذا ... الباشا سوف يتزوج بعدما دمرني واغتصبني بكل حقاره ... لكن لا ليست يارا من تسكت على حقها ..."
ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامه شيطانيه خبيثه وهي تحدث نفسها قائله " لقد حان وقت الانتقام الحقيقي يا سيد قصي ... سوف ترى من هي يارا وماذا بامكانها ان تفعل ..."
        *************************************

الشيطان حينما يعشق ( الجزء الاول من سلسلة شياطين العشق ) Where stories live. Discover now