الفصل الحادي عشر ( الجزء الاول )

Start from the beginning
                                    

بعد عدة ساعات
كان معتز يقف في المطار وبجانبه جمال السائق منتظرين قدوم سيف ...
تحدث جمال قائلا " سيد معتز ، منذ متى والسيد سيف يذهب في رحلة طويله كهذه مع احدى صديقاته ... في العاده نادرا ما يسافر مع إحداهن ... وحتى اذا سافر لا يبقى معهن أكثر من ثلاثه او أربعة  ... "
" علمي علمك يا جمال ... السيد سيف لم يعد احد يفهمه هذه الفتره ..." اجابه معتز بجديه ثم وجد سيف يقترب منهما و بجانبه رغد ممسكا بيدها ...
اقترب سيف وضم معتز ثم ابتعد عنه وهو يهتف بتعجب " لم أتوقع مجيئك لاستقبالي ... ظننت جمال سيأتي لوحده ..."
" لم يكن لدي شيء مهم لأفعله هذه الليله ... قلت لأاتي مع جمال واستقبلك ... " ثم التفت ناحية رغد وحياها بفتور " كيف حالك انسه رغد ..."
" بخير ..." اجابته رغد باختصار بينما تحدث سيف هذه المره موجها حديثه لجمال " كيف حالك جمال ..."
" بخير سيدي ... الحمد لله على سلامتك ..."
" شكرا لك ... اذهب و اجلب الحقائب لنذهب فورا ..."
ذهب جمال مسرعا لينفذ أوامر سيف بينما تقدم سيف ورغد ومعهما معتز ناحية السيارة لانتظاره حتى يأتي بالحقائب ويذهبوا من هنا

في داخل السيارة
" لقد وصلت والدتك صباح اليوم وهي تنتظر رؤيتك صباحا ..." قالها معتز بنبرة ذات مغزى فهمها سيف على الفور والذي اجابه بدوره قائلا " اعلم هذا ... سوف تجدني امامها صباحا بالتأكيد ...."
فتحدثت رغد قائله " ماذا يعني هذا ... ألن تبات معي اليوم ...."
" كما سمعتي يا رغد ... والدتي جائت بعد غياب مدة شهر عن المنزل ... يجب ان أراها غدا ..."
زمت شفتيها بعبوس فأحاط كتفيها بذراعه وهو يقول " غدا مساءا سوف أكون معك ... واعوضك عن غياب اليوم ..."
"حسنا كما تريد ... بكل الأحوال سوف أراك غدا في الشركة ...."
" لا تأتي الى الشركة غدا يا رغد ..." قالها فورا بينما سألته هي قائله " وماذا عن العمل ... "
" عزيزتي نحن الان في منتصف الليل ... بالتأكيد انت متعبه للغايه ويجب ان تنامي لفتره طويله ... يوم واحد لن يؤثر على العمل ..."
" معك حق ..." اجابته بهدوء ثم التفت تنظر من النافذه الى الشوارع المظلمه
        ******************************
في صباح اليوم التالي
" حمد لله على سلامتك امي ... لقد نور البيت اخيرا بعودتك ..."
قالها سيف وهو يقبل يد ثريا ثم جلس على مقدمة طاولة الافطار بينما اجابته ثريا التي كانت تجلس على الكرسي الذي بجانبه قائله بعتاب " شهر كامل غابئه عنك ولا تتصل بي سوى مرتين ..."
اجابها معتذرا " والله كنت مشغول يا امي ... كان لدي الكثير من الاعمال ..."
" حازم ايضا مشغول لكنه يتصل بي بشكل يومي ليسألني عن صحتي واحوالي ..."
" امي، هل تقارنين عمل حازم بما اقوم به ..."
" معك حق في هذا ..." قالتها بصدق
ثم ربتت على كف يده وهي تسأله بحنان " كيف حالك بني ..."
" بخير يا ست الكل ... وانتِ اخبريني .... هل تشعرين بتحسن بعد ذهابك هناك ... انا تحدثت مع الطبيب وأخبرني ان وضعك اصبح جيد للغايه ..."
" لا تقلق بني انا بخير ..." ثم أردفت بجديه " رأيت حفيدي البارحه ... يبدو ان مربيته الجديده جيده ... "
هز سيف رأسه موافقا على كلامها ثم قال " معك حق ... هي تراعيه جيدا ... وتعرف كيف تتعامل معه ... "
صمتت قليلا ثم سألته بتردد قائله " وماذا عن أمه ..."
وضع سيف شوكته على المائدة ثم سألها بتبرم " وما بها أمه ..."
اخذت نفسا عميقا ثم تحدثت بتأني " يا بني مهما جلبت من مربيات له لن يكونوا مثلها نهائيا ... لن يستطعن تعويضه عنها ... هو ما زال صغير ... يحتاج لها كثيرا ... لماذا تحرمه منها وهي ما زالت على قيد الحياة ..."
اجابها سيف بنبرة جامده " هذا الموضوع منتهي بالنسبه لي ... دارين لن ترى ابنها طالما حييت ... "
"صدقني يا ولدي انت تخطأ كثيرا ... دارين طيبه للغايه ولا تستحق كل هذا ... طوال فترة زواجك بها لم تفعل شيء يسيء لك ... كانت دائما هادئه ومتفهمه ... وانت كنت مرتاح معها كثيرا ... اعترف بهذا على الأقل ...."
" هل نسيت ما فعلته .. كيف تطلبين مني ان أسلمها ابني بعد فعلتها تلك ... دارين خانت ثقتي يا امي .... وكادت ان تتسبب في فضيحة لنا ... وانت تعلمين هذا جيدا ... "
" نعم اعلم هذا جيدا ... لكنك عاقبتها بما فيه الكفايه ... دارين اخذت جزاءها كاملا ... الا يكفي ما فعلته بها الى حد الان ..."
" بالنسبه لي لا يكفي ... كنت بسببها سوف اخسر ابني الوحيد ... بسبب فعلتها تلك كنت سوف اخسره ..."
اجابته بجديه " صدمتها بك جعلتها تتصرف بهذا الشكل ... اعرف انها اخطأت ... لكنها فعلت هذا لا إراديا بعدما رأته ... لا تلومها يا بني ... "
نهض من مكانه وهو يقول بنبرة حاسمه " حتى لو ما تقولينه صحيح ... هذا لن يغير شيء ... دارين لن ترى سيف وانتهى الامر ..."
نهضت هي الاخرى من مكانها متحدثه بإصرار " لا اطلب منك هذا الشيء لاجلها ... بل من اجل حفيدي ... الصغير يحتاج الى أمه بجانبه ... دارين مهما فعلت سوف تظل هادئه وبريئه للغايه ... ولن تتصرف بشكل خبيث او ماكر ... يعني ما زال زمام الأمور بيدك انت ... تحدث معها بهدوء ... حاول ان تعطيها فرصه اخرى ... في الأخير هي زوجتك وأم ابنك ... وانت عاجلا ام اجلا بحاجة الى امرأة تنجب لك المزيد من الأولاد ... ولا اظن هناك أفضل من دارين لشيء كهذا ... خصوصا انها ابنك عمك وأم ابنك ... وايضاً لانها من المستحيل ان تفكر في آذيتك بعدما فعلته معها ... فكر جيدا يا سيف وسوف تجد ان هذا الحل الأفضل لوضعك هذا ... ووضع ابنك ايضا ..."
ابتعدت ثريا عنه بعد جميع ما قالته تاركه سيف يفكر جديا في حديثها وهو يشعر بالتشوش ... صحيح  لم تكن هذه المره الاولى التي تطلب منه والدته ان يعود الى دارين لكن هذه المره اصرارها كان غريب مما أربكه بعض الشي ء
          *********************************
كانت جالسه في مكتبة الجامعه تطالع احد الكتب بتركيز شديد حتى شعرت بشخص ما يقف جانبها ....
رفعت بصرها فورا لتجده واقف امامها يرمقها بنظرات ساخره وعلى شفتيه ابتسامه ماكره ...
قفزت من مكانها بهلع وهي تهتف به قائله " انت ... ماذا تريد مني ... كم مره يجب ان اقول لك ابتعد عني ..."
" هل هذه الطريقه المناسبه للترحيب بي يا ليان ...." قالها متهكما بينما تحدثت هي بغضب قائله " انت لا تفهم ... اقول لك ابتعد عني .... ماذا تريد مني .... لماذا تلاحقني طوال الوقت ... "
قبض على ذراعها بقسوه وهو يقول بعصبيه " لا ترفعي صوتك بوجهي هكذا يا ابنة النصار ... ولا تتحدثي معي بهذا الشكل .... وبالنسبه لما قلتيه فلن يؤثر بي بتاتا ... نعم انا الاحقكِ وسوف اظل هكذا ... حتى أنالك كما اريد ..."
" ارجوك يا رامي ... اتوسل اليك لا تفعل هذا ... ابتعد عني ارجوك ..." قالتها برجاء بينما حدثها قائلا بلا مبالاة " كلا لن ابتعد ... ليس كل شيء يجب ان يحدث كما تريدين ... الان اصبحت تريدينني ان ابتعد عنك ... في السابق لم يكن رأيك هكذا ..."
" ارجوك ... اذا سيف علم بما يحدث بيننا لن يرحمني ابدا ... اقسم لك انه سوف يقتلني بدم بارد ... وانت تعلم هذا جيدا ... "
ثم أردفت ببكاء " ارجوك ارحمني يا رامي ... سيف سوف يذبحني اذا رأنا سويا او علم بما بيننا ... والله سوف يذبحني ..."
دفعها بعيد عنه وهو يقول " كان عليكِ ان تفكري بهذا من الاول اذا ... اما الان فلم يعد هناك مجال للندم ... لهذا لا تختبري صبري نهائيا ... لأني من الممكن ان اذهب بنفسي الى أخاك وأخبره بكل شيء ..."
قال كلماته تلك ثم خرج من المكتبه بينما وضعت ليان رأسها بين يديها وهي تبكي بحرقه و تشعر بان نهايتها أتت لا محاله فرامي يبدو انه لا ينوي تركها ابدا وسيف اذا علم بما فعلته في الماضي فلن يرحمها نهائيا فهي اكثر من تعرفه وتعرف مدى جنونه وغضبه اذا تعلق الامر بعائلة العمري
             ************************
" كل شيء على ما يرام سيد سيف ... لقد قمت بدراسة مبدئيه للمشروع ... ووضعت برأسي بضعة مخططات له ... وابتدأت بتجهيز البعض منها ..." قالتها جنا بجديه موجهه حديثها نحو السيف القابع خلف مكتبه ومعتز الجالس على الكرسي المقابل لها ...
" رائع يا جنا ... انتظر منك عمل مميز للغايه ... فقد اخبرني كريستيان بمدى مهارتك وإتقانك لعملك ... وانا واثق  من هذا كثيرا ...."

" ثقتك بك شيء شيء يشرفني سيد سيف ... ان شاء الله سوف أكون عند حسن ظنك بي ..."
سألها سيف " هل ذهبت الى موقع المشروع ام بعد ..."
" بالتأكيد ذهبت ... لقد أخذني السيد معتز الى هناك ..."
" جيد ... هل هناك شيء معين تريدين الاستفسار عنه بما اني جئت ... او تحتاجين لشيء ما يخص العمل ..."
اجابته بابتسامه " لا احتاج الى اي شيء حاليا ... كما ان السيد معتز معي دائما .... وإذا احتجت اي شيء سوف استفسر منه ... فلا داعي لأزعاجك وانت مشغول بالتأكيد باشياء اخرى اهم "
" حسنا كما تريدين ... معتز لن يقصر بشيء بالتأكيد ..."
نهضت جنا من مكانها وهي تقول " هل تريد مني شيئا اخر سيد سيف ..."
" كلا يا جنا ... يمكنك الذهاب ..."
خرجت جنا من المكتب ونظرات كلا من سيف ومعتز تتبعها
حتى تحدث معتز اخيرا " ما رأيك يا صاح ..."
سيف بصدق " في الحقيقه لم تبالغ في وصفها ... فعلا كما قلت ... كتلة انثويه متحركه على الارض ..."
ثم أردف بخبث وهو ينهض من مكانه " لكن يا للخساره يبدو انها غير متاحه لي حاليا .."
" ماذا تقصد ..." سأله معتز بجديه بينما اقترب سيف منه منحنيا اتجاهه وهو يقول " لا تقل انك لم تلاحظ يا صاح ... الفتاة كادت ان تأكلك بنظراتها ... يبدو انها معجبه بك للغايه ... مبارك عليك يا معتز ... انتظر منك ان ترفع رؤوسنا مع هذه التي تشبه فرسه جامحه تنتظرك لترويضها ..."

الشيطان حينما يعشق ( الجزء الاول من سلسلة شياطين العشق ) Where stories live. Discover now