الفصل التاسع

ابدأ من البداية
                                    

تقدم رشاد من سيف الذي كان جالسا ينتظره في غرفة الاستقبال الفخمه  الموجوده في قصره ... ما ان رأه سيف يتجه نحوه حتى نهض فورا لاستقباله ... سلم سيف عليه بهدوء ثم جلس على الكنبه المقابله له وهو يهتف بأسى مصطنع " لقد حزنت كثيرا بسبب ما حدث مع الانسه هايدي ... اتمنى لها الشفاء العاجل وانتهاء هذه الازمه على خير ..."
" اشكرك سيف ..." اجابه رشاد بهدوء ثم استطرد في حديثه قائلا " انت بالتأكيد مستغرب من اتصالي بك وطلبي رؤيتك في هذا الوقت ..."
" في الحقيقة ... نعم استغربت كثيرا ... لم أتوقع منك اتصالا وفِي ظروف كهذه تحديدا ... "
" حسنا يا سيف ... انا بطبيعتي صريح للغايه ... ولا احب اللف والدوران نهائيا ... لهذا سوف ادخل في صلب الموضوع ..."
" وهذا ما أفضله انا أيضا ... تحدث سيد رشاد ... لماذا اردت رؤيتي الان ..." سأله بكذب وهو يعلم جيدا سبب طلب رشاد ان يراه فيبدو ان خطته نجحت وان رشاد الصاوي وقع في الفخ الذي نصبه له ...
" صفقة السيارات الامريكيه المنتظره ... والتي يتنافس عليها اهم رجال الاعمال ... وعلى رأسهم قصي العمري ... سوف أدعمك انا بها ... وسوف تكون من نصيبك ..."
اجابه بتعجب مصطنع " عفوا ... كيف هذا سيد رشاد ... انا وانت نعرف جيدا انك الداعم الأساسي لقصي العمري في هذه الصفقه ..."
" لقد تغيرت اشياء كثيره يا سيف ...  لقد سحبت دعمي لقصي ..."
صمت سيف قليلا ولم يجبه كتمويه لعدم اقتناعه بما يقوله هذا  او بالأحرى عدم تصديقه له ...
مما جعل رشاد يسأله قائلا " يبدو انك غير مقتنع بما قلته ... أليس صحيح ؟..."
" غير مقتنع نهائيا ... يعني بين ليلة وضحاها قررت ان تسحب دعمك لقصي وفوق هذا اخترت ان تدعمني انا ... هل تتوقع مني ان اصدقك بهذه السهوله ..."
" لماذا سوف اكذب مثلا ... "
" ما هو السبب الذي جعلك تقف ضد قصي ... ما سبب تغيرك المفاجئ من ناحيته ..."
" لدي أسبابي الخاصه سيف ... وانا غير مستعد حاليا لاخبارك بها ... وليكن في علمك فان قصي نفسه لا يعلم بهذا كله ... هو ما زال يظن انني معه و مساند له في هذه الصفقه ... سوف يتفاجئ وقت الصفقه عندما تفوز بها ..."
" دعني افكر جيدا قبل ان اعطيك جوابي النهائي ..."
" كما تريد سيف ... لكن لا تتأخر كثيرا ... اريد جوابك في اسرع وقت ... رغم انني شبه متأكد من موافقتك على ما قلته ..."
نهض سيف من مكانه وهو يقول بجديه " سوف يصلك جوابي قريبا ..."
          ****************************************************
في صباح اليوم التالي
كانت نورا واقفه في المطبخ تعد طعام الفطور لوالدتها وأخويها  الصغيرين ... بينما والدتها تجلس على الطاوله الصغيره الموضوعه فيه تعد تلك النقود التي أعطتها لها نورا باندهاش ...
تحدثت نهاد والدة نورا بعدم تصديق " كل هذه الاموال لنا يا نورا ... انها تكفي مصاريفنا طوال الثلاثة شهور القادمه وتزيد أيضا ..."
ابتسمت نورا بهدوء وهي تقول " الم اقل لك يا ماما ان هذا العمل سوف يكون فاتحة خير لنا ..."
" هل هم أغنياء لهذه الدرجه يا نورا ..."
" أغنياء لدرجه لا تتخيلنها ..."
" وكيف يعاملونك ... هل يعاملونك بشكل جيد ابنتي ... ما زلت غير مرتاحه لبقائك هناك بعيده عني ..."
" ارتاحي ماما ... انهم يعاملونني بشكل جيد ... هم لطفاء للغايه ... حتى السيد سيف صحيح يبدو صارما ومخيفا الا انه شهم وكريم للغايه ..."
ابتسمت الام بارتياح بينما شردت نورا في تفكيرها قليلا حيث تذكرت معتز وتصرفاته معها ... تصرفاته مزعجه للغايه فهو يحاول طوال الوقت ان يستفزها لكن الغريب في هذا الموضوع انها لا تنزعج من تصرفاته ... فهي ترسم امامه ملامح الانزعاج والغضب من تصرفاته الا انها تبتسم في داخلها عليها ...

الشيطان حينما يعشق ( الجزء الاول من سلسلة شياطين العشق ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن