البارت الرابع والثلاثون والأخير

57.5K 1.6K 839
                                    

ما بين النجوم شردت..
لأتقصى عن سيماءكِ يا من احببت..
انحنت النجوم خجلا وحبا من تأملي بها..
وتدثرت بحياءها من نظراتي الشغوفة التي لخيالك ابجسها..
ومع ذلك ابقى كالغريب في ماستيك النادرة..
كميناء الملاحم والمعارك انتِ..
صامدة وقاسية وتتلقين افظع القنابل..
اطلق عليكِ صواريخ العشق والغرام..
ولكنك لا تتزعزين ولا تهتزين..
ولو كنتِ جبلا لأستسلمت صخورك ورمالك توقا لي..
ولو كنتِ بحرا لخمدت امواجك وعواصفك حبا بي..
عجيبة انت كالفارسات والأميرات..
ومع ذلك اهواكِ يا استثنائية فؤادي..

-----------------
ابتسم على المرح الذي تسرحه مقلتيها الزرقاء.. الإبتسامة لم تفارق وجهها منذ ان بدأا بجولتهما في هذه الجزيرة الساحرة.. لم يرفض لها اي من طلباتها ولم يبخل عليها بتحقيق اي امنية فكرت بها تفكيرا ضئيلا..
تفرست حدقتيه نظراتها المبتهجة وتحركاتها العفوية.. قدميها يتحركا بشرود مستمتع.. غمضت عيناها فجأة، منتشية هواء البحر الذي يلفح وجهها ببرودته وهمست بصوت ناعم لتتوسع ابتسامته المغرية:
- اتَذَّكر يا اوس اول لقاء لنا.. لا اصدق كم كنت ابغضك واكرهك.. وخاصة حينما تأخرت على محاضرتي الأولى معك واحرجتني امام الطلاب.. حينها وددت ان اشوّه لك وجهك المستفز.. والان.. والان كلمة اعشقك لا تعبر بما فيه الكفاية عما اكنه نحوك اوسي.

خطت قدميه خطوات تتناسب مع حركة اليخت الصغير الذي يسير ببطئ على امواج البحر الهادئة قبل ان يتوقف وراءها وتمتد راحتيه لتطوِّق خصرها الرشيق ويسند رأسه على كتفها وتتأمل عيناه ما تشاهده حبيبته.. ثم غمغم بصوت اجش:
- لا تكرري كلامك هذا مرة اخرى امامي عدني.. لا احبذ سماعه ابدا.. الماضي وكل الجدالات التافهة التي كانت بيننا تم طيِّها ودفنها منذ اللحظة التي رأيت بها الحب بعيناك.. اكره ان اسمعك تهتفين بكرهك لي مسبقا.. حسنا؟!

هزت رأسها بتوتر من قربه ومن صوته الثخين الذي اضرم خفقاتها الذائبة غراما ثم وضعت اناملها على انامله المتشبثة بخصرها بقوة وهتفت:
- الى اين ستأخذني ايضا اليوم؟!

قهقه بصوت عالٍ تغلغل الى ثنايا روحها لتبتسم وتستدير حتى تواجهه وهي تسمعه يردف:
- الم تتعبين حبيبتي؟ لم يتبقى مكانا واحدا ولم تزوريه.. فلتدعي اماكن نذهب اليها الأيام المقبلة.

- قل انك تود العودة الى الفندق لتستفرد بي، لا ان تتحجج بالتعب.. اساسا لن امانع اذا عدنا فأنا ارغب بالنوم عزيزي.
تمتمت بمكر ليتشدق بسخرية، مُعدِّلا حجابها الذي يتطاير مع نسمات البحر العذبة:
- اضحيتِ تعرفينني جيدا عدني.. ولكن لأذكرك انا من يُقرر متى تنامين ومتى لا.

ابتعدت عنه بحنق وتأففت بسخط:
- انت لا تختلف كثيرا عن ريس حسب ما استنتجت.. الان عرفت سبب هذه الصداقة الوطيدة.. ما شاء الله نفس الصفات!! مغروران.. متعجرفان.. مهووسان بالسيطرة.. لم اعد اطيقك اوس.. فليكن الله بعوني وبعون لين عليكما.. لا يوجد رجل طبيعي على هذه الكرة الأرضية.. هذا ما اكتشفت.. حتى جواد وجود...

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now