البارت الثاني عشر

79.1K 2.2K 263
                                    

لا زلتُ اطمع في المزيد والمزيد..
لا اشبع مهما ارتويتُ من ينبوع حبكِ..
فماذا افعل اذ كان قلبي اناني!
وماذا افعل اذ كنت اذوب في هواكِ!
انت كَمَانْتِي التي اعشق العزف عليها..
اعزف عليها بكل حب وكل رقة..
اعزف عليها الحاني العذبة والهائمة..
انت يا حبيبتي يا شمسي ويا قمري..
وانت يا كنزي يا ماستي ويا لؤلؤتي..
لا زلتُ وسأزال اطمع بحبكِ يا مليكتي..

-------------

غامت عيناه بسواد قاتم وهتف بتملك:
- اجل انت ملكي! ولي وحدي!.. ولكنني احبك اضافة الى كل ما قلتيه.. صحيح انني اريدك لي وحدي، لكنني اعشقك يا لين! انا اتنفسك افهمي! سأكون والدك وشقيقك وزوجك وحبيبك وابنك وجدك.. وكل ما تريدين.. لكن انا فقط! فقط انا!

ابتعدت بخطوات متعثرة.. حاولت استيعاب ما يهتف به.. حاولت استشعار ان كل ما يفعله حب وليس تملك.. لكن عقلها وكبريائها يرفض الرضوخ.. يرفض العيش بمثل هذا التحكم وهذا التسلط..
شمخت برأسها وارسلت له بعيناها اللتان تذرفان الدموع كمجرى النهر ان هذا ليس صحيح!.. كل ما يقوله غير منطقي، ولن يكون اطلاقا..

تقبّل نظراتها بإنصياع غريب عليه.. حدق بعيناها الفضية الباكيتين ليشعر بغصة مريرة تستحكم حلقه..
همست من بين شفتيها المنفرجتين بأسى:
- ريس انت لا تحبني! انت فقط تريد تملكي.. ما هو دليلك ان كل ما تقوم به عشق وليس تملك؟! لو كنت فعلا تحبني لن تحرمني من اسرتي التي تعبت لأجلي والتي ربتني لأصبح ما انا عليه الان.. قد اتقبل اي شيئ تأمرني به الا ان تمنعني من دفئ عائلتي.. اتعلم ما هو الحب اساسا؟!.. الحب هو ان تسعى لسعادة شريكك وحبيبك وان تحاول ان تتقاسمها معه.. ان تشعر بالفرح لرؤية فرحه.. ولا ان يكون لك كل شيء.. لا ان تكون السعادة لك لوحدك على حساب تعاسته.. لكن.. لكنك لن تفهم، لأن مفهوم الحب عندك له تيار خاص بك لوحدك!

حرك رأسه بإستنكار رافضا بشكل قاطع كل ما تقوله.. الا ان رزانته استحوذت هذه المرة علي غيرته التي تسبب الكثير من الأحزان والأوجاع لمحبوبة قلبه.. وكيف لا وهو يرى الحزن ينضج بعيناها.. وكيف لا وهو يرى دموعها تنساب كمطر غريز ينزل من السماء..
شعر بتلك الغصة تخنقه اكثر حتى ضاق صدره.. هو لا يريد اذيتها.. انه يحبها ويعشقها! وكل ما تتهمه به ليس الا باطل نسبة لغريزته الرجولية..
اقترب منها بقلب خاشع لها.. بقلب يضج محبة وولع لعيناها التي تحدث بفؤاده الويلات.. وامسك بيدها برقة شديدة ووضعها على جانب صدره الأيسر.. الى حيث يدق بقوة وبصخب.. لها وحدها! وهمس بوله:
- استمعي الى دقات قلبي يا لين وستعرفي اذ كان تملك ام حب.. ربما انا اؤذيكي دون ان ادرك ولكنني يا حبيبة قلبي احبك وسأبقى احبك حتى تخرج روحي من جسدي..
ثم صمت ونظر الى وجهها المنكمش المتصلب.. فأضاف بحزن:
- انا اسف يا لين.. اعتذر على غيرتي التي تؤذيكي دون قصد.. انا سأحاول.. اعدك سأحاول تخفيف حدة غيرتي عليك.. سأحاول جعلها مقبولة نوعا ما.. لكن امهليني الوقت ولا تحزني.. فحزنك يمس نخاعي.. دمعتك تحرق كل ذرة رجولة بجسدي..

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now