البارت الخامس عشر

65.5K 1.9K 388
                                    

إغضبْ يا حبيبي متى شئت.. وإجرحْ متى شئت..
صرِّخْ.. حطِّمْ.. وأُضربْ الى ان يرتاح بالك..
ثم عُد اليّ لأُغلغلكَ في احضاني، وانعمكَ بحناني..
إبقى اجرحني يا اثيري.. وضرّني مرارًا وتكرارًا..
وسأبقى اسامحك حبًا وولعًا..
وسأبقى أوْهبكَ روحًا وجسدًا..
إفعلْ ما شئت.. وكل ما ترغبْ..
ثم إندمْ وتأسفْ.. لأغفرُ لكَ بكامل إرادتي..
فليسَ باليد حيلة..
إذْ كان خافقي يعلنُ العصيان على كبريائي..

---------------
زجرها ريس بصوت عال اجفلهن:
- عدن.. اياكِ والتكلم معي بهذه النبرة.. لسانك سأقطعه..

قررت لين التدخل.. رافضة كليا اسلوبه الهمجي.. فإقتربت ووقفت بجوار عدن هامسة:
- هل يمكنك ان تعدّل اسلوبك قليلا في الكلام؟! اذا كنت غاضب من امرا ما لا داعي ان تفرّغه وتلقيه كله علينا.. راعي مشاعر الغير، وخاصة عندما يكون الأمر متعلق برباط الزواج..

كبحت عدن ما كانت ستقوله حينما تدخلت لين.. وكم تشعر بها ملاذًا وامانًا بأصعب اوقاتها.. ربما هذه الاخت التي تمنتها طويلا..
لمعت عيناها بدموع حبيسة ريثما امسكت لين بيدها برقة لتعطيها الامان والحنان التي تحتاجه..

برطم شفتيه بسخرية لاذعة هاتفا:
- هل قررتما العصيان انتن الإثنتين؟ صدقوني لن يكون لدي اي مانع في ان ابدأ بإستخدام اسلوبي الأخر والذي لن يعجبكم بكل تأكيد..
ثم صمت لوهلة قبل ان يتابع مشاورا بيده للأعلى:
- وانتِ لين بدلا من القاء محاضرتك هذه، اصعدي لتجهزي نفسك لأننا سنعود للمنزل.. اما بالنسبة لك يا عدن سأعتبر نفسي بأنني لم افتح الموضوع معك بعد.. لذلك سأتي غدا لأتكلم معك، وسأتغاضى عن صوتك العال لأنني مقدّر ظروفك البارحة..

لم تتحرك لين من مكانها قيد انملة.. وبقيت واقفة بثبات مكتّفة يداها حول صدرها.. فتهجم وجهه من تجاهلها له عمدا لما يقوله فهدر بحدة:
- لماذا لم تتحركي؟! قلت اصعدي لتجهزي نفسك..

راقبت عدن الأجواء بتوتر.. وخافت على لين من افعال ريس الغاضبة.. فسحبتها من يدها للأعلى تحت انظاره المشتعلة..

----------
امتطت لين سيارة ريس بعد ان ودعت الجميع، وبعد نقاشها وكلامها مع عدن..

صعد هو الأخر بجوارها على مقعد السائق.. ورمقها بنظرة متفحصة قبل ان يهتف بصرامة:
- ضعي حزام الامن..

لبّت ما امرها به.. ثم تناءت بوجهها نحو النافذة المطلة على الطريق المليء بالأشجار..

بقي يوزع بصره بين الطريق الذي امامه وبين ظهرها الملتف له.. فقد كان رأسها قابع على زجاج السيارة من ناحيتها..
فتساءل بفظاظة جعلتها تطلب الصبر من الله على نوبات غضبه وانقلاباته المبالغ بها:
- ما بك صامتة؟!

تأففت بصوت عال حتى يسمعه والتفتت اليه رافعة حاجبها للأعلى، وكامشة عيناها بنفاذ الصبر.. وهمست بضيق:
- حرة لا اريد الكلام.. الديك مشكلة؟!

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum