البارت السابع

118K 3.1K 655
                                    


ها انا مُتَرَبِّصة في قَوعَتي..
حُرِّمَ عليَّ النظرَ خارج عَريني..
ها انا أتنفسُ فقط في براثنَ أسري..
فأنا حُرِّمَت كلمة الحرية في قاموسي..
وما لِروحي الا الخُنوع امام سجيني..
فأينَ المفر؟ إذ فِكرة الإبتعاد عن جَلادِي تَذبحني!..

*******

ما اقسى ان تحاول جُهدًا وسعيًا الوصول الى حلمك!! ثم يأتي من ملَكَ قلبك وعقلك.. والذي بات يجري في عروقك مثل سريان الدم الممزوج بالماء الشفاف.. ويقف امامك رادعا وعائقا لإستمرارية انجازه..
تحتار من ترضي! اترضي عقلك الطموح ام قلبك المهيوم؟!
تفكر وتفكر بلا حلٍ، بلا حاصلٍ وبلا مصيرٍ..

هذا ما كانت تفكر به لين الجالسة على الأريكة، متربعة الأرجل، تسترجع احداث شجارها مع زوجها..

دموعها ابت عن التوقف، هو سيقف عائقا في سبيل نجاحها..
سيمنعها عن تحقيق ما تمنته وبدأت في انجازه..

" لماذا يفعل بها شيئا كهذا؟! وماذا سيحصل اذ واصلت تعليمها في الجامعة؟! والأسوأ انه اوصد باب المنزل عليها من الخارج وكأنها احدى سجيناته.. وكأنها ليست زوجته.. وانسانة يحق لها الحرية كغيرها.."

التفكير كاد ان ينزع عقلها من مكانه.. حتى انتصبت واقفة، تدور حول المنزل كالمجانين..
امسكت هاتفها اخيرا واتصلت بصديقتها شام لتخبرها انها لن تتمكن من الحضور، وعندما سألتها الأخرى لماذا؟ اجابتها ان طرأ ظرف طارئ..

*******

كان ريس يتربع امام مكتبه.. منهمك في الكثير من الأعمال.. حتى اقبلت تلك المخلوقة التي يتفنن في تعذيبها ببروده وكبحها حريتها..
ترك ما بيده وهو يفكر بها هامسا بصوت خفيض:
- اااه يا لين لو انك تفهمينني! غيرتي عليكِ هي السبب! مجرد ان ارى شخصا ينظر اليك حتى اذا كان والدك او اخاك اغار، واشعار ببراكين من الغضب تشتعل في اوصالي.. فكيف تريدينني ان اسمح لك بالذهاب الى الجامعة!!

بتر همسه صوت جواله الذي صخب بصوت عالٍ ازعجه.. وخاصة انه يشعر بالضيق..
نظر الى شاشة الهاتف فوجد جده المتصل..
ردَّ بصوت عادٍ وكأن لم يحدث شيئا معه قِط:
- السلام عليكم.. يا هلا بكبيرنا..

اتاه صوت جده المفعم بالحنان:
- ما هي اخبارك يا بني؟ وما اخبار لين؟!

- الحمد لله جدي نحن بخير.. وما اخبارك انت؟

- انا مشتاق لكما يا بني.. اهكذا تحرمني من رؤيتكما!!
على الأقل قبل الزواج كنت تعيش في القصر اما الان انت بعيد عنا فتعال وزورني..

- وانا اكثر يا غالي.. ان شاء الله سأمر بعد الدوام الى القصر واراكما فأنا ايضا اشتقت اليكم ولصغيرتي عدن..

ابتسم الجد بحنان وهو يقول بلهفة:
- اجلب معك لين بطريقك يا بني! انا مشتاق اليها ايضا!!

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن