البارت الرابع عشر

64.3K 1.9K 377
                                    

يا بحر ثور ولا تصمت..
اغرق العالم بغضبك ولومك..
يا شمس احرقي الأخضر واليابس..
تناقضي مع هيجان البحر وامواجه الفائضة..
كوني النار ولا تكوني الثلج..
كوني الجحيم ولا تكوني النعيم..
اقتلي، احرقي، اضرمي واشعلي نيرانك اللاهبة..
فهم ليسوا الا ثلوج قارصة بحاجة لمن يصهرها وينحلها..

--------

ادخلها الى غرفته القديمة؛ واغلق الباب مزمجرا بحدة وغضب:
- ما يُسّمى الذي حدث في الأسفل؟!

اجلّت حنجرتها وهمست بخوف من نبرة صوته:
- ما بك؟! لماذا انت غاضب لهذه الدرجة؟!

التوى فمه بإبتسامة ساخرة، واظلمت عيناه بسواد قادحا شرارات الغضب.. فرجعت الى الوراء بتوتر حتى اصتدمت في الباب الرخم.. ولم تشعر سوى بقبضته التي سحبتها من مرفقها بعنف اجفلها لتطلق صرخة شاهقة مصدومة ريثما ارتطمت بعضلات صدره الصلبة.. واذ به يهتف بشراسة:
- ما بي؟! هذا هو سؤالك اليس كذلك؟!

تململت بألم عندما اشتد ضغط قبضته لتشعر بأن يدها على وشك البتر.. فتأوهت بصمت الا انه لم يرأف بها قط، بل قربها لصدره اكثر وهمس بفحيح:
- اياكِ يا لين والتصرف كما تصرفتي في الأسفل.. انت لستِ صغيرة لتتكلمي بشؤون حياتنا الزوجية امام الجميع.. وانا لن اسمح ابدا ابدا لأي شخص بالتدخل بما يخصني، وخاصة اذ كنت انتِ.. والأدهى من ذلك تشاركك عدن.. سيكون لي كلاما خاصا معها يُعدّل اسلوبها هذا الإندفاعي..

ردت عليه مدافعة عن عدن رافعة الرأس:
- عدن ليس لها دخل.. لا داعي لأن تقحمها بمشاكلنا.. والان اتركني!

لم يحرر معصمها ولو لثانية.. بل كان يقبض عليه كالثور الرابص.. ونظر لها نظرة مفعمة بالإستهزاء وهتف بسخرية:
- اوه تدافعي عنها.. لماذا لا تدافعي عن نفسك اولا وعن تصرفاتك الغبية وبعدها تدافعي عن البقية!

تملصت من قبضته وهمست بعد ان استجمعت البعض من شجاعتها:
- بالتأكيد ادافع عنها.. فهي صديقتي واختي.. و.. وانا لم اخطأ..

زجر بعنف وغضب، رافضا كليا تصرفاتها وامسك بيدها مرة اخرى بقسوة:
- اجل لم تخطأي.. اسمعيني جيدا يا لين كلمتي ستُنفذ، ودون اي نقاش او جدال.. تعلّمي ان تطيعيني لأن يستوجب عليك ذلك افهمتي!!

قررت هذه المرة الأنثى المتمردة بداخلها ان تشتعل وتستيقظ.. فشمخت برأسها وثبتت عيناها بعيونه المظلمة.. وهمست بعناد وفظاظة:
- لا.. انا لست جارية عندك لأنفذ كل اوامرك..

تشنج فكه من شدة الغضب حتى برزت عروقه، واكفهر وجهه بسواد قاتل.. ثم قذف يدها بقسوة لتتهاوى على السرير الناعم المُدغم بلون الابيض والأسود، جاهرا بصوت عال:
- ليين..

انتضفت بذعر ريثما اقبل عليها لتتراجع تلقائيا وتصطدم بجدار السرير الخشبي، وانّت بألم حينما امسك وجهها بيده بقوة فإبتلعت ريقها بتوجس، وهي تشعر بأن كل قواها وشجاعتها قد خارت مقابل نظرة ثاقبة واحدة منه.. فهمست بصوت مرتجف وهي تحاول ابعاد يده الخشنة عن ذقنها:
- ررر.. ريس اتركني.. انت تؤلمني..

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now