البارت السادس عشر

66.2K 1.8K 388
                                    

ارفع عليكِ راية عشقي..
حبي سيهزم جأش كبرياءكِ..
وسيجعلكِ قانتة لتجاسري..
فليس لك خيار اخر اسيرتي..
فعشقي حكم عليكِ ان تكوني
كل ما يرفضه منطق الميثاقِ..
واجبرك على الإذعان امام جبروتي..
لذا لا تحاولي الإبتعاد يا اميرتي..
فليس هناك مفر من براثن حبي..
-------------

انهى ريس ما عليه ثم توجه الى الأسفل ليراها واقفة امام النافذة تنظر بشرود الى السماء الزرقاء الناعمة.. فإقترب منها بخطوات بطيئة ووضع يده على كتفها بخفوت، مناديا اسمها بهمس:
- لين..

استدارت اليه بعد ان التقطت نفسا عميقة لعلها تتوسع افاق صدرها المنكمشة بضيق مؤلم.. وتمتمت بهدوء:
- نعيما..

ابتسم وهو يجيب، متوسما البصر في جمالها الطبيعي الذي يزداد يوما بعد يوما:
- تسلمي حبيبتي.. الا تريدي ان تطعميني؟! فأنا جائع كالجحيم!

ابتسمت هي الأخرى ابتسامة حزينة وغمغمت بصوت شجن لاحظه وجعل فؤاده يئن الما:
- بلى.. تعال لنأكل، فالإفطار جاهز..

وضع يده عل خصرها ليقربها اليه.. فرفعت حدقتيها الى عيناه بتفاجؤ، الا انه تجاهل كل ذلك.. وسار محكما انامله على خصرها ليحثها على السير بجانبه..
ما ان ارادت ان تبعد يده الصِلدة، كان يسبقها حيث ازاح لها  كرسي مائدة السُفرة لتجلس عليه.. فجلست عليه بتنهيدة مكتومة.. ورأته يتحرك ليجلس على المقعد قبالتها، مُرّسِّخ زمرديته بفضيتها.. فأشاحات بلؤلؤتيها بإرتباك بادٍ لتسلطهما على الطعام المرتب على الطاولة بشكل يثير الشهية.. وهمست بتحشرج:
- ها هو الإفطار جاهز.. لما لا تاكل؟

- ليس وانتِ حزينة.. ليس وانتِ متألمة بسببي.. كيف تريدي مني ان اتذوق لقمة واحدة وانا ضميري يؤنبني؟! انا اسف يا لين!
ردّ عليها بنبرة هامسة صادقة جعلت صدرها ينكمش برعشة مؤلمة.. وتفاقم هيجان لبها بسعادة عارمة.. فلمعت جفونها بدموع حبيسة ودون ارادة منها انسكبوا على وجنتيها.. لينهض من مكانه سريعا ويقترب منها، شاعرا بقبضة مؤلمة تمنعه عن التنفس.. وهمس وهو يمسح دموعها بشفتيه:
- اسف.. اسف.. لا تبكي ارجوكِ.. اغضبي وافعلي ما تريدي لكن لا تبكي! فدموعك تنزل مثل النار على قلبي وتكويه لتحوله الى رماد..

ابتسمت لين بتأثر شديد بينما قلبها يدوي صارخا كالطبول حتى باتت تسمع اذنيها تقرع مثله.. وابتعدت قليلا بوجه محمر من فرط الخجل..
انتقلت ابتسامتها اليه كالعدوى.. والان شعر بأنه يستطيع التنفس بعد ان رأى عيناها تلمع بحب وبهجة وليس الما وحزنا..
وفي هذه اللحظة بالذات ارتمت لين على صدره.. تريد ان تتغلغل في اوردته.. قابضة بيدها الصغيرة الناعمة على قميصه الكحلي الذي كاد ان يتمزق بسبب اظافيرها الطويلة المغروزة به.. واجهشت ببكاء كطفلة صغيرة تخاف غضب والدها وعقابه.. ويعود الأمان الى كيانها عندما يصالحها.. هامسة بشهيق:
- لا تفعل ذلك مجددا.. ابدا ابدا.. انا احبك واحب ريس الذي يحبني.. الذي يحزن لحزني ويفرح لفرحي.. وليس الذي يؤلمني.. ريس لا تؤلمني بقسوتك.. انت كل ما يوجد لقلبي الخافق بأسمك.. اعتدت على حنانك ورقتك معي فلا ترفعني مرة واحدة للسماء ثم تدعني اسقط كالطير المقتول..

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن