البارت الثامن عشر

53.9K 1.7K 388
                                    

كتبتُ حروف أبجدية أُسمكَ على قلبي..
وجعلته شِعاري في دُنيتي وآخِرَتي..
قدَّستُ كل ما يخُصكَ في أشعاري..
وكتبتُ عنكَ إلى أن فرغت حبر اقلامي..
تكلمتُ الى أن ملَّ الناس من حِواري وسِماعي..
ولكنني لم اكتفي بكلامي بل توسعتُ بِخيالي..
وجعلتُكَ جنتي في أحلامي وَمَنامي..
أيَا ترَى تستحقَ إهتمامي وثمانة أوقاتي؟!
********

قرّب وجهه الى وجهها لتغمض عيناها وترتجف شفتيها رغما عنها، فإبتسم بشيطانية وهو يهمس بصوت اقشعر له بدنها:
- عقابك هذه المرة لن يكون كالسابق.. ستري الجحيم بعينه الان يا لين..

تجمدت الدماء في عروقها من تهديده الذي ارعد ثناياها.. وها هي تشعر بأنها قد تعدت مشاعر الخوف بكثير ووصلت الى حد الذعر واكثر ربما.. ولا تعرف كيف حرّر فكها لتدفعه بكل قوتها وتلذو بالفرار خارج المكتب بأقصى سرعتها...
صارت كالغبية تضحك وتبكي على نفسها.. احاسيس متعددة، مختلطة تداهمها في الوقت الحالي.. تخيّلها لمظهرها وهي تهرب منه راكضة اضحكها، بينما زئيره العالي المشابه لهيجان الأسود كي يمسكها وهو يلاحقها من الخلف ابكاها واذعرها.. واخيرا وجدت نفسها تدخل غرفتهما ومن ثم الحمام وبكل صعوبة جرت الدولاب المتوسط الحجم لتضعه امام الباب بعد ان اوصدته جيدا بالمفتاح.. وجلست على الدولاب تفرك بأصابعها تارة وتقضم اظافيرها تارة اخرى..
شهقت بقوة وهي تستشعر ضرباته العنيفة على باب الحمام الذي كاد ان يتحطم بسببه.. ثم سمعته يهدر بغضب:
- افتحي الباب يا لين.. حالا افتحي الباب.

وقفت هي الأخرى بغضب مماثل، هاتفة بهدوء:
- بشرط!

صاح وهو يضاعف قوة ضرباته على الباب لتتراجع الى الوراء كرد فعل وقائي:
- افتحي.. هذا الناقص ان تشترط عليّ امرأة!

- اذا لن افتح..
همست ببرود وكل خلية في عروقها ترتجف.. ليزمجر بعصبية:
- اللعنة يا لين.. ما هو شرطك؟ تكلمي..

قفزت عن الدولاب مغمغمة بفرح وتفكير:
- حقا! حسنا عدني اولا.. ثم سأنفذ ما تريده.

- وعد..
صرخ بها بصوت جعلها تيقن انه على وشك ارتكاب جريمة خيالية لم ترى مثيلها حتى في افلام الرعب.. فهمست وهي تقترب نحو الباب:
- شرطي ان نتفاهم بهدوء وان لا تؤذيني.. اقسم يا ريس اذا  نكستَ الوعد سأهرب من المنزل بأكمله ولن اعود.. انت عصبيتك مبالغ بها وانقلاباتك كثيرة.. وانا بسببك قد يصيبني نوبة قلبية..

زفر انفاسه بسخط.. وقد احسَّ ان كل عصب في جسده قد تلف من شدة عصبيته المفرطة.. وهتف بجدية:
- اعدك.. هيا افتحي.

ابتلعت ريقها وهي تحاول ابعاد الدولاب عن الباب الا انها لم تستطع.. حاولت عدة مرات دون فائدة فصرخت بذعر وهي تدفع الدولاب بكل قوتها.. لكن عبثا:
- رييييس.. لقد علقت.. لا استطيع ابعاد الدولاب.. كله منك انا عالقة في الحمام الان..

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now