البارت الثامن وعشرون (الجزء الثاني)

44.6K 1.5K 570
                                    

اسير وحيدة على سبيل الحضيض..
استقصي عن مغيث ليغثني من الشقاء..
اسير وحيدة دون ملاذ ودون ملجأ..
ثم بلمحة يقبل من اوهمني بحبه يوما..
ويضع جم اللوم على روحي الذابلة من حبه تبا..
اين انت؟ اين كنت؟ ومن انت؟!
بعد فوات الاوان حضرت يا حبيبي..
لذا غادر كما فعلت قبلا..

-------------------
توقف ادم قبالتهم بعد ان انبثقوا جميعهم من غرفة لين، تاركين لها حرية التحدث كما امَرَ.. ووجه حدقتيه الى ابنه الهائج بثوران غاضب على اخته، وهتف بوقار جاد:
- اسمعوني جميعا جيدا.. وخاصة انت جود.. ما لا تعلموه ان ريس كان طوال هذه الفترة يتلقى علاج.. ريس لم يكن بكامل رشده.. فهو قد تلقى حبوب عقارات هلوسة دون ان يدرك.. ولكن انا واوس وجواد لا زلنا نبحث جيدا في الموضوع لنتأكد من هو الفاعل ونؤكد شكوكنا.

- ماذا تعني؟
تساءل جود بذهول ليتنهد ادم، موزعا انظاره على وجه فردا فردا من الوجوه المصدومة ويردف:
- نشك بترنيم ومجد انهما من وضعا هذه الحبوب لريس حتى يقوم بأذية لين وينتقما منا.. وبالفعل انا ارى انهما نجحا فلم نعد عائلة.. بل اصبحنا اعداء اليس كذلك جود؟ ابن عمك لم يقم بالفاحشة التي فعلها بأختك بإرادته بل هو مظلوم مثلها.. كلّفه وقتا طويلا حتى تخلص من هذا الإدمان على الخمر الذي سببته له عقارات الهلوسة، وابعاد اثرها المتعبة عنه.. نحن نحمد ربنا انه لم يُجَّن والا كان كل شيئ سيتدمر.. انا لم استطع ان اخبر لين دون ان يُشفى لأنني اعلم ان حالتها ستزداد سوءا.. وذلك ما لا اريده.

- هذا يعني ان اخي بريء.. هو مظلوم.. كما اخبرتكم.
دمدمت عدن بإغتباط وابتهاج.. ريس لم يخطأ ولم يتغير.. رباه كم تريد التغلغل في وسادة صدره الدافئة والإرتياح عليها.. رأته حينما ولج الى غرفة لين ولكن الصدمة الجمت لسانها عن النطق.. كان مرهقا واثار التعب تستبنها الهالات السوداء التي تدرز عيناه الناعسة.. شعره طال قليلا، وذقنه نامية بإهمال لا يناسب الفارس الجذاب.. لا يناسب الرجل الساحر للقلوب والعيون.. لا يناسب ريس، الأمير الفاتن..
لم تلقى زرقاوتيها الهادئة سبيلا سوى الى الروح الهائمة لتستأثر على عرش لبه الذي تهتز اركانه من فرط الشوق والصبو اليها.. رباه كم يحبها!! يموت في هواها.. يموت في تهلل شفتيها بإبتسامة تلقف الأوكسجين من رئتيه وتنتش مبعث رؤيته ليتأمل بها، غافلا كالمغيب عما يدور حوله..

"واذ همستُ لكِ في ليالي الربيع وهمهمتُ بحروف اسمكِ..
فإعلمي انني تخطيتُ العشق واوصاله وغرقتُ في اردافكِ..
واذ لاحقتكِ عيناي كشمعات ضالة، ترجى ان ان تنير مأواكِ..
فزلزلي شفتيكِ بهمسات الغرام لي ليسجد قلبي طوعا لحلاكِ..
واذ امرتكِ بدفن وردمِ جسدكِ في وطنِ احضاني وحزرِ هواكِ..
فتلهفي بأوتار ايقاعك لعزفِ ترانيم عشق نبضي ونبضكِ.."

- اجل ابنتي.. شقيقك بريء ولكنني لا اظن ان ابنتي ستغفر له بسهولة.. فما عانته ليس سهلا ولن ترضخ تحت كلمات اسفه وحبه بتحلحُل.. ولكن كل ما بإمكاننا فعل الدعاء والرجاء ان يوفقهما الرب ويبعد عنهما كل شر وسوء.
غمغم ادم بإبتسامة عذبة، منشرحة من اعماقه.. طريقهِ الى الإنتصار يسير بنجاحٍ فائق.. سيحرق مجد وترنيم بغُلٍ كما ثلبا مُهجهِ على ضناه.. طفلته وطفل شقيقه.. سيثأر لظلمهما وافتراقهما.. سيثأر حتى لو كلف الامر حياته..
تطلع الى ابنه وبكرهِ الذي نتره من صدى افكاره بكلماته الثابتة:
- انا لن اسامح ريس يا ابي ما دامت اختي لم تسامحه وتغفر له.

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now