البارت التاسع عشر

Start from the beginning
                                    

نظرت لين لريس بإستفهام، تحاول ربط علاقة تعنيفه لجواد بحال هذه الفتاة.. وبعد صمت دام طويل من كلا الجوانب همست بتساؤل:
- هل جواد من فعل بها هذا؟!

همهم بنعم خافتة ممعنا النظر بتوسع عيناها بإرتباك، حيرة وضياع.. لا تعرف اتشفق على هذه الفتاة وتلوم جواد على جريمته الشنيعة ام تشفق عليه على حالته الهزيلة..
اقتربت وجلست بجانب الفتاة تحت انظار زوجها التي تتعقبها بترقب.. وغمغمت بتعاطف:
- كيف حالك؟

- بخير.. من انت؟
همست الفتاة بتساؤل لتبتسم لين برقة وهي تجيب:
- انا اكون زوجة ريس، اخ جواد.

اومأت الفتاة برأسها بتفهم، وهي تفكر لماذا هي اتت ولم يأتي جواد.. ايعقل ان ريس حقق لها وعده حين قال انه سيفعل به اضعاف ما فعل بها؟
كانت ستتساءل مرة اخرى عن سبب تواجدهما لتسبقها لين هامسة:
- قولي لي ما هو اسمك، وسأخبرك لما نحن هنا.

- انا اسمي ريما.

- كم عمرك يا ريما؟

- سبعة عشر عاما.
تفاجأت لين من عمرها.. فهي صغيرة للغاية وما زالت في المدرسة.. التفتت الى ريس لتجده مستند بجسده على الحائط، بحيث ثقل ذراعه الأيسر مُصب على الجدار بينما يداه موضوعة في جيوب بنطاله الأسود، ورجليه الطويلتين متشابكتين ببعض بإفتتان..
"رباه كم هو وسيم ورجولي"
دوى اعتراف عاشق حد النخاع بعقلها.. جاهدت كي تخرج من دوامة سحره الملقى عليها بلا قوة ولا سلطة..
رأى لمعان عيناها ريثما استدارت بوجهها اليه وهي تتعمق النظر به بهيام التقطه وجعله يبتسم بغرور وعشق..
وعت على نفسها فقط عندما رأت ابتسامته المتعجرفة ليحمر وجهها بشدة وهي تشيح عنه، بينما ريما تنظر لهما بتعجب وكأنهما مجانين!
اقترب ببطئ اليهن وغمغم بإبتسامة بعد ان جلس على مقعد مجاور، بجانب سرير ريما:
- اتمنى انك افضل الان ريما..

لم تعرف لِما شعرت بضيق وحنق قاتل وهو يلفظ حروف اسم فتاة غيرها.. وشعرت بنار كاوية تلسعها بقوة وهي تدرك انه كان هنا قبلا.. دونها!
سمعتها وهي تجيب على زوجها بخجل بأنها بخير وافضل مما كانت عليه قبلا.. فتنهدت علّها تستمد بعض الصبر بزفيرها العال، وتجاهلته كليا حين عاودت النظر الى ريما، هامسة بإبتسامة:
- هل انت لوحدك؟ اين عائلتك؟!

- جدتي غادرت وستعود لاحقا.. وانا ليس لي الا اخت صغيرة.

- ووالديكِ؟
خرج هذا السؤال من ريس لتتجه الأنظار اليه وترد عليه بحزن:
- توفوا قبل سنة.

عانقتها لين بحنان.. تشعر ببؤس شديد حيال هذه الصغيرة بينما ريس همس لها بجدية:
- انا اخذت لك حقك، لقد نال اخي على عقابه.. وفعلت به كما فعل بك واكثر.. فلتسامحيه الان.

انتفضت في حضن لين، تفكر بجملته.. هذا يعني انه عانى اضعاف ما عانت وحقق لها وعده.. وجهلت سبب شعرورها بالألم لأجله.. ربما لانها استشعرت ندمه الحقيقي!! حالة الألم والندم والحسرة التي رأته بهم كانت صادقة.. وهذا كان يكفيها..
دمدمت بتساؤل بسيط خرج من فمها دون ان تنتبه:
- كيف هو الان؟!

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now