البارت الخامس عشر

Start from the beginning
                                    

كشر عن انيابة بإبتسامة ساخرة واردف:
- سنرى اذ كان لدي مشكلة.. انتظري فقط..

لم تعير اي اهتمام لكلامه مما ادى الى جعله ينفجر غيظا وغضبا..

**********

كانا جالسان في النادي الرياضي المعتادان على الجلوس به.. لم يكن عقله معه.. لم يبالي في الضجة المخيمة حوله.. جلّ ما يستولي على اهتمامه الان هو نتيجة ما طلب.. وكم يخشى الرفض! لا يعرف كيف اتته الجرأة ليطلب من ريس هذا الطلب دون تفكير مسبق.. انه يحبها وهذا ما يهمه الان.. ستكون له وحده وهذا يكفيه.. لا يريدها بعيدة عنه بل يريدها ان تسير مع دمائه.. يريدها العظام المستور تحت جلده الغليظ.. فبعدها ينحره ويذبحه..
عاد بذاكرته لما حدث وكيف طلب من ريس الزواج بأخته..

" ترجل هو ووقاص من السيارة ليدخلا شركة ريس ومن ثم توجها الى غرفته..
دخلا اليه بعد ان سمح لهم سكرتيره بالدخول.. واذ بهما يجدانه ثائر كالبراكين المتضرمة.. فأقتربا سريعا منه هاتفين بقلق:
- ما الأمر؟! ما الذي حدث؟!

استند براحتيه على المكتب رادفا بغضب:
- اشك ان احد ما يتلاعب بالشركة.. ولأول مرة يحدث خطأ فادح في انتاج نوع من الأدوية..

جلسا اوس ووقاص على المقاعد المقابلة لمكتبه.. وغمغم اوس بجدية:
- هل تشك بشخص معين؟!

زفر انفاسه اللاهثة وقال بعد ان جلس هو الأخر على مقعده:
- لا اعلم.. لدي الكثير من المتنافسين والأعداء ولكن حاليا لا يوجد اي شخص ببالي سوى تلك التي تدعى ترنيم ومجد..

نظرا اوس ووقاص لبعضهم بعيون واسعة، غير مصدقين ما يقوله.. فهمس وقاص بعدم فهم:
- كيف؟! اليس من المفترض ان تكون والدتك متوفية؟ ومن هو هذا مجد؟!

قصّ عليهما ريس ما اخبره به عمه.. لتتوسع عيناهما بصدمة.. ولم يطرأ ببال اوس سوى ان عدنه معرّضة في اي وقت للخطر لذا عليه حمايتها.. لا يهمه كيف!! فهتف دون تفكير بعد ان انهى ريس كلامه عازما على تنفيذ ما خرج من فمه:
- ريس ربما الوقت ليس ملائم لما سأطلبه.. لكنني اريد ان اطلب يد اختك.. اريدها في الحلال.. انت صديقي وتعرفني حق المعرفة.. والله يشهد انني لم افكر بها بنيّة سيئة قط سوى انني اريدها على سنة الله ورسوله.. انا اعلّمها في الجامعة لذا من هناك انا اعرفها.. فما رأيك يا ابو ليث؟!

تفاجأ ريس بشدة من طلب اوس بهذا الإصرار.، ولكنه بالفعل محق.. اوس شابا لا يُعوّض.. وهو جلّ من يعرفه.. لا عيب فيه والشكر لله.. فأجاب ريس قائلا وهو يوزع انظاره بين وقاص المصدوم والمتفاجئ مثله وبين اوس الذي صدره يعلو ويهبط.. دلالة على ان ما قاله استنزف الكثير من مجهوده:
- ان شاء الله يا اوس.. سيحصل بما فيه خيرا بإذن الله.. انا لا استطيع ان اقرر عن عدن.. سأعطيها حرية القرار وارد عليك.."

استيقظ من شروده على صوت وقاص المتسائلا بجدية:
- هل تحبها؟

تنهد قبل ان يجيبه بعيون لامعة:
- لا اعلم اذ كان ذلك حبا.. لكنني احب رؤيتها.. احب مرحها وشقاوتها.. اشعر بوخزا غريبا اذا مرّ يوما دون ان اراها به.. افرح لفرحها واحزن لحزنها.. اهذا هو الحب يا صديقي الذي تسألني عنه؟!

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now