البارت الرابع عشر

Start from the beginning
                                    

قرب وجهه الى وجهها حتى تعانقت انفاسها اللاهثة خوفا مع انفاسه اللاهثة غضبا.. فأغمضت عيناها حتى تتحاشى تأثير نظرته القاتمة عليها.. الا انه همس بإصرار:
- افتحي عيناكِ..

هزت رأسها بلا.. فكرّر بصوت حاد مرة اخرى:
- قلت افتحي عيناكِ..

فتحت عيناها ببطئ، مطأطئة بأهدابها للاسفل، هامسة بصوت متحشرج:
- انا خائفة منك..

سكين نصل ذاك الذي جرح حنجرته ريثما همست بخوفها منه.. لا لا كيف تخاف منه!! لا يريدها ان تخاف منه.. يريدها ان تشعر بالأمان بجانبه وليس بالخوف..
ترك ذقنها برقة ومن ثم قربها الى صدرها مغمغما بندم:
- لا تخافي مني ابدا ابدا.. هل فهمتي يا لين لا تخافي مني!

اشتدت يداها حول ظهر قميصه الأبيض حتى جعدته بأناملها وهمهمت بموافقة رفرقت قلب ريس.. فقام بمد يده الى حجابها البيجي وسحبه برقة لينزلق شعرها الحرير العسلي على ظهرها بسلاسة.. ثم امسك بخصل شعرها بأنامله برفق مستنشقا عبيره الاخاذ وهتف بخشونة عاطفية:
- رائحتك تقتلني.. اااه كم اعشق شعرك!

اضطرب فؤادها من سحر كلماته التي تجعلها تشعر بأنها ملكة زمانها وملكة الاناث اجمعهم بل يكفيها انها ملكة قلبه.. وابتسمت بإنشراح عند سماعها خفقات قلبها الواثبة والتي تعادل خفقات قلبها الواصلة لعنان السماء.. وغمغمت بنزق بعد ان تلقت تأثيره القوي عليها لينسيها ما ارادت:
- اذا هل ستدعني انام في غرفة عدن؟

- قطعا لا!
شهقت من نبرته الشرسة وبرمت شفتيها بضيق.. وهمست بعد ان ابتعدت عنه بحنق:
- استغفر الله العظيم قبل قليل كنت هادئ.. لديك انفصام بالشخصية بكل تاكيد.. مرة تهدأ ومرة تغضب..

انهت كلامها نافخة وجنتيها ومكورة فمها بسخط طفولي جعله يقهقه عاليا هاتفا:
- لا تغضبي حبيبتي.. انا لا احبذ ان تنام زوجتي بمكان لا اكون انا به..

- لكنك هنا.. وانا فقط الليلة اريد النوم مع عدن وعمتي الين..
همست ببراءة جعلته يتنهد بمحاولة استماد الصبر.. ثم كور وجهها براحتيه مغمغما بهدوء:
- لين اسمعيني انا لا استطيع النوم اذ لم تكوني بجانبي.. لن اسمح لك ابدا ابدا بالنوم على سرير لا اكون انا عليه..

عقدت حاجبيها ونهضت عن السرير وامسكت حجابها لترتديه مرة اخرى، بعد ان فكرت بخطة ما عزمت على تنفيذها.. ثم همست بتأفف:
- حسنا ايها المالك ريس فلننزل الان..

رفع حاجبه بذهول من رضوخها بهذه السهولة.. ثم تبعها هو الاخر للأسفل مستعجبا..
------

جلست لين بجانب عدن وامها بمحاولة غيظ زوجها وبالفعل نجحت بذلك، فكشر بعيناه بضجر لتبتسم هي برضى مرسلة اليه نظراتها العابثة بغرور.. ليشخر بشفتيه ويجلس بجانب جده الذي مال الى اذنه متسائلا:
- هل تشاجرتما؟!

التفت ريس بعيناه الى جده المبتسم بعبث فإبتسم الاخر وهمس:
- لست قليل يا ابو يوسف!

قهقه الجد عاليا مما اثار انتباه الجميع ليلتفتوا له تلقائيا.. فهمس بصوت منخفض لا يسمعه غير ريس:
- الم اخبرك انكما ستعشقان بعضكما للأزل.. اعتني بها جيدا فمن الواضح لي ان هذه الملاك الشقية تغضبك دون قصد، ولكنني اتفهمها لأنني كنت كذلك مع جدتك رحمها الله..

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now