البارت السابع

ابدأ من البداية
                                    

تذكر ريس فورًا ما حصل في الصباح بينهما.. فهمس بدفئ:
- صعب يا جدي ان احضر لين هذه المرة! سأحضرها قريبا..

وقبل ان يتمكن الجد من الإعتراض قال ريس سريعا:
- انا مشغول الان يا جدي.. اراك لاحقا.. وداعا!

واغلق الهاتف وهو يتنهد بإرتياح.. وبدأ يفكر كيف سيتعامل مع هذه المعضلة التي جرت بينه وبين لين..

********

كانت عدن تسير سريعا لتتمكن من الوصول الى الصف الذي ستلازمه ابتداءًا من اليوم.. فها هو اول يوم لها في الجامعة..

وجدت رقم الغرفة الذي تبحث عنه، فتوجهت سريعا نحو الباب وفتحته.. فتحولت جميع الانظار اليها مما ادى الى ارباكها واحراجها.. بينما هتف الشخص والذي يبدو عليه انه المعلم بصوت صارم جاد:
- منذ اول يوم تتأخرين فكيف لاحقا!

احمرت وجنتيها غيظا واحراجا من كلامه، ومن النظرات المصوبة تجاهها.. فأضاف وهو يشير بجدية نحو مقعد ما بصوت جاد:
- بإمكانك الجلوس هناك!!

سارت بهدوء نحو ما اشار اليه وجلست وهي تشتمه على احراجها بهذه الطريقة امام الجميع..
بينما هتف هو بصوت جاد:
- حسنا اذا، انا المُحاضر أوس، في الرابعة والعشرون من عمري.. من اهم قواعدي هو الإلتزام بالوقت، واذا تأخر احدكم اكثر من مرة فلن يدخل محاضراتي مرة اخرى..

كان ينظر اليها وهو يتكلم وكأنه يرمي بهذا الكلام خصيصًا لها.. فإزداد ضيقها وحنقها من هذا المعلم الوقح الجذاب..

********

وصل ريس الى القصر بعد ان غربت الشمس وحال الظلام.. يتبعه رجاله الذين لا يكّفون عن حراسته ابدا..
وفور ما رأته عدن قفزت عليه سريعا.. مما جعله يضحك بشدة وهو يضمها اليه بحب.. لينعمها بالحنان والأمان..

همست عدن بعتاب:
- انا حقا غاضبة منك يا ريس.. طوال هذا الوقت تمنعني من رؤيتك!! الا تعلم كم اشتقت اليك؟!..

ابتسم بعطف وحنو عارم، ومرّر انامله على شعرها الطويل الداكن كسواد الليل.. وهمس:
- انا اكثر يا عدني، لكنني كنت مشغول جدا، ولم اتمكن من القدوم لزيارتكم..

ابتعدت عنه قليلا وهي ترد له الإبتسامة بحب وشوق:
- اعلم ذلك!!

- انظروا من تكرّم واتى وزارنا..

ابتسم ريس لأخاه بحنان وهو يضمه برجولة مليئة بالحب.. بينما جده كان ينزل درجات السلالم.. فإنتبه له ريس، واقترب منه بشوق معانقا اياه بإحترام واجلالًا لهذا الرجل الذي يعزه ويعتبره والده الثاني رغما انه جده.. فقال الجد:
- الان نوَّر القصر فقط..

لم تفارق الإبتسامة وجه ريس.. بينما هتفت عدن بتهكم:
- لا تبالغ يا جدي فنوري لوحده كافي.. لا تجامله كذبا!!

قهقهوا جميعا عاليا وهم يتوجهون نحو الصالة ليجلسوا.. فأردف ريس موجها حديثه للشقية عدن بضحك:
- يا الهي يا عدن لن تكبري.. والان اخبريني كيف كان اول يوم لك في الجامعة؟!

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن