البارت السادس

Start from the beginning
                                    

لم ترد عليه.. بل اولته ظهرها ودفنت جسدها الصغير كله تحت الغطاء ليتنهد بصوت عالٍ قبل ان يقضي هو الأخر فريضته..

كان يشعر بها طوال الليل وهي تتنفس بصعوبة من قربه منها على الرغم من انها نامت في اقصى السرير..
لم تتحرك من مكانها قيد انملة.. لا شيء يدل على استيقاظها الى الان سوى صوت تنفسها العال..
وبعد مرور الكثير من الوقت استطاع ان ينام.. بعد ان انتظمت انفاسها، ودخلت في ثبات عميق..

استيقظت على رنين منبه الصلاة.. فرأت الساعة لا تزال الخامسة والنصف صباحا..
نظرت اليه.. وإبتسمت بخفة وهي تراه نائم كالملائكة.. واثار الإرهاق بارزة بوضوح على ملامحه الوسيمة..
وهمست بداخلها:
- يا ليتك هكذا طوال الوقت.. من يراك الان وانت نائم لا يصدق انك ريس الجايد المتعجرف، المغرور، والمتسلط..

ابتسمت وهي تشتمه بداخلها وهو لا يسمعها ولا يراها.. ففكرت ان توقظه هو الاخر ليصلي.. لكنها شعرت بالخجل.. فتركته وقامت هي من مكانها دون ان توقظه..

وفي صباح يوم جديد.. يحمل الكثير في طياته.. استيقظ ريس من ثباته العميق.. ونظر حوله في ريبة.. فرأى الغرفة فارغة، ولا اثار لها بها..
نهض عن السرير بكسل.. وغيّر ملابسه ونزل الى الأسفل.. ليراها جالسة تنظر بشرود نحو حديقة منزلهما المليئة بالأزهار والأشجار، وكان يتوسطها بركة السباحة.. وبعض المقاعد والطاولات الجميلة.. ثم دنى منها وحمحم بخفوت لتنتبه له..

جفلت بخضة.. والتفتت اليه سريعا وهي تضع يدها على قلبها.. بينما هو ابتسم وقال:
- هذا وحمحمت قبل ان اتكلم حتى لا تفزعي.. ومع ذلك جفلتي..

نظرت له بضيق.. وهمست:
- صباح الخير!!

ابتسم بخفة وهو يمعن النظر بما ترتدي.. فقد كانت ترتدي فستان رمادي ضيّق على جسدها.. ويظهر مفاتن جسدها بإغراء.. كان يلائم لون عيناها كثيرا.. فردّ عليها:
- صباح النور..

ثم نظر لها لوهلة وقرر ان يغيظها.. واضاف:
- اصبحتي تعرفين كيف تلقي تحية الصباح.. يوجد تقدم!!

كانت تشعر بالخجل وهي تراه يأكلها بعيناه.. ولكن حين قال هذا الكلام الذي اثار حنقها وغيظها بقوة.. ردّت عليه بقوة:
- انا اعرف جيدا كيف القي تحية الصباح! وعلى من ايضا!!.. ولكن ذلك يتعلق بالشخص نفسه ليس بي انا شخصيا.. فمن المهم ان تعرف هذا الامر جيدا!!

ارتفعت زاوية فمه بخفة.. واحتدت نظراته شراسة.. الا انها لم تخاف.. بل بقيت واقفة بشموخ، رافعة الرأس بتحدٍ سافر..
زلف منها اكثر حتى بات لا يفصلهما سوى انشات صغيرة.. فخفق قلبها بقوة.. وتجمدت الدماء في اوصالها عندما قال بحدة قاسية وهو يرمقها بنظراته المميتة:
- اعتذري.. كي لا اجعل كلامك الوقح هذا ينقلب عليك بالسوء..

-لن اعتذر!!
اردفتها بتحدي.. بينما في داخلها ترتجف خوفا من قربه ونظراته وكلامه.. ثم بللت ريقها قليلا قبل ان تضيف:
- انت من بدأ!! فلماذا يجب ان اعتذر انا!! اذا كان هناك احد يتوجب عليه الاعتذار فهو انت!!

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now