البارت الخامس✔

Start from the beginning
                                    

انتفضت بذعر من صوت صراخ والدها.. وبدأت الدموع بالتجمع في لؤلؤتا عيناها الرمادية.. وادركت ما تفوهت به من حماقات امام جدها ووالدها.. فأطرقت رأسها بخجل وخزي.. وهمست بتلعثم وأسف:
- ااا.. اانا اعتذر جدي!! لل... لكن كل ما في الأمر ان لا يوجد وقتا كافيا لتجهيز نفسي.. و..

نظر ايمن الى ادم بعتاب على صراخه على هذه الصغيرة الشفافة.. التي لا تستطيع كبت ما بداخلها.. وتقول كل ما في قلبها دون تفكير.. ثم غمغم بصوت هادئ جاد:
- لا تصرخ عليها امامي يا ادم.

نظرت الى جدها، وبدأت الدموع تتساقط تدريجيا على وجنتيها الناعمتين.. فوّجه هو انظاره لها وهمس بحب وحنان، جعلاها تتألم من الندم على اندفاعها في الكلام:
- انظري الي يا قلب جدك، ولا تبكي! فدموعك تنزل مثل النار على قلبي..

ابتسمت بنعومة وهي تستشعر صدقه في الكلام.. فإقتربت منه سريعا لترتمي في حضنه الدافيء.. وتنعم ببعض الاطمئنان والامان.. فقام الجد بالربت على رأسها بحب ونعومة، وهمس:
- لماذا لا تريدين الزواج الان يا ابنتي!!

رفعت عيناها الباكيتين اليه ودققت النظر في وجهه.. ولم تستطع فعل شيئا سوى الخضوع امام نظراته الدافئة والحانية.. فهمست وهي تمسح دموعها كالأطفال:
- انا موافقة يا جدي.. اعتذر على غبائي.

كان ريس يشعر بنار لاسعة تكوي صدره وهو يراها في حضن غيره.. اراد الذهاب وسحبها بقوة من حضن جده.. والصراخ عاليا واخبار الجميع انها ملكه!.. هي من حقه فقط!.. هو لوحده من يحق له ضمها!..
كوّر قبضته بقوة حتى برزت شرايين يده.. وانعقد حاجبيه بضيق وغضب.. ورمقها بنظراته القاتلة..

ابتعدت عن جدها بهدوء.. ونظرت لوالدها نظرات تحمل الكثير من العتاب والخذلان.. وهمست بأسف:
- اعتذر ابي.. ارجوك سامحني.

فهم ادم نظرات صغيرته جيدا.. وشعر بألم يخترق لبّه وغصة مريرة تخنقه.. الا انه هتف بصوت جاد عكس ما يشعر به:
- اعتذري لريس يا لين.

انكمشت عيناها بضيق، ووجهت انظارها اليه لترى ان حالته تماثلها سوءا بل اكثر.. فأوداج الغضب واحمرار مقلتيه العسلية بارزان بوضوح..
همست بخفوت:
- انا اعتذر ريس!

تلاشت كل ذرة غضب في جوفه حينما سمع صوتها، الذي عزف بأوتار ناعمة على لباب قلبه..
اقترب بخطوات بطيئة منها.. ومال برأسه الى جانب اذنها.. وهمس بصوت بارد خفيض اقشعر له بدنها:
- وماذا اذ لم اقبل اعتذارك بعد يا زوجتي!!
ثم صمت وهو يضيف بمكر:
- لكن لا تقلقي سأجعلك تعتذرين بطرقي الخاصة بعد الزواج.

توردت وجنتيها بحمرة الخجل من قربه الشديد وهمسه امام والدها وجدها.. فأبتعدت عنه بتوتر وهمست بإضطراب من مقصده الوقح:
- ااا... ااانت وقح..

ابتسم بخبث واستمتاع، وهمس بخفوت:
- اعدكِ انني سأكون انا من سيعُدِّل لسانك الطويل هذا.

اسيرة تحكمه (سيتم تعديل احداثها قريبًا)Where stories live. Discover now