Passionate Pain

Chapter '28'

دعونا نبدأ صفحة جديدة من كتاب حياتنا .. و بالفعل بدأ كل منهما حياة جديدة ، لكن هل سينسون بعضهم! .. أم سيكونوا أساس فكرة التغير لبعضهم!

عادت ليانا إلي الغرفة و تم حبسها كما يفعلوا دومًا .. بعد فترة قصيرة دخلت الطبيبة لتراها مجددًا فهى تعد حالة مميزة ، وجدتها تجلس أعلي الفراش و تنظر إلي يديها .. كانت تلعب بخاتمها الذي ينير أصبعها ، أبتسمت عندما رأت الطبيبة و سارعت بالوقوف .

" أراكِ تتحسنين " قالت الطبيبة بأبتسامة

" أريد أن أُشفي من أجله ، لا أريد من مرضي أن يعود مرة أخري و يفرقنا .. أريد أن أصبح طبيعية ، لا أخاف الناس حتى أذهب معه إلي أي مكان ، أريد أن أتخلص من داء غسل يداي حتى لا ينزعج هو " قالت ليانا بحماس

البريق الذي كان فى عين ليانا بينما تتحدث جعل الطبيبة فى حالة ذهول .. من يستطيع أن يكون مثلها ، هو من أجبرها بالرجوع إلي المصحة و مازالت تريد الشفاء من أجله ، كم أنتٍ غريبة ليانا !! .. هى ليست غريبة إنما هى تضع نفسها كـ كل شخص و تري ما الذي قد يدفعهم لفعل ذلك ، ليت كل الأشخاص مثل ليانا لن نري حينها من يجرحنا و يرحل أو من يستمر بتعذيبنا .. هى فعلت كل هذا لأنها أحبته بصدق ، قلبها الصغير بدأ بالنمو علي يديه فعلمها الحب قبل أي شئ و ها هو أنعكاسه علي أفعالها.

سعدت الطبيبة بالحماس فى حديث ليانا ، و كان هذا هو العامل الأساسي فى علاج الأمراض النفسية هو التفاؤل .. و هذا ما كانت تفقده ليانا فى صغرها ، كانت تخاف كل شئ ، شعور الرهبة كان يعمى عن قلبها فكرة التفاؤل.

" بالتأكيد ، سنحقق كل ذلك بمساعدتك .. ظلِ متفائلة دومًا " قالت الطبية بمرح ثم خرجت

مصدر تفاؤل ليانا هو زين ، لن تجد أكثر ما يدعي للتفاؤل أكثر منه .. تخيالتها التي شيدتها علي أمل أن تتحق هذه المرة ، لن تحتاج ليانا لرسم الوجه المبتسم بعد الان لأن زين سيكون هو الوجه المبتسم خاصتها.

*******

شعره المتساقط بجانب أرجله و رأسه الصلعاء تمامًا ، كانت تلك بداية كل شئ بالنسبة له .. نظر آخر مرة إلي خلفية هاتفه التي يحتضنها منذ يومين .. تلك الصورة التى رسمها بيديه ، كم يتمنى أن تكون حقيقة!

نأمر عقولنا بالنسيان و ذاكرتنا تعاند كى لا تنسي .. نتذكر كل ما لا نريد ، ليتنا فقط نستطيع التعلم من أخطائنا التي لا تزيد الأم سوي الأضعاف .. نظر لشعره الملقي علي الأرض بعشوائية ثم نظر للمرأة ، جميعنا نظن أنه كان أفضل بشعره ، لكن هو الان راضٍ عن نفسه تمامًا .. ينزل درجات السلم ، كل درجة بذكري مختلفة معها .. يتمنى أن يحذفها من حياته حتى يستريح قلبه و يعود إلي حالته السابقة ، لكن هل نستطيع حذف روح كاملة!

تجلس عائلته حول مائدة الطعام يتناولون الأفطار بصمت حتي سحب هو مقعده و جلس عليه ، الأنظار توجهت نحوه بتعجب .. أين زين الذي لا يهتم سوي بشعره و مظهره الشخصي !! ، كان تفاجئهم بمظهره الجديد أكثر من تفاجئهم بخروجه من عزلته .. كان يتناول طعامه بطريقة طبيعية محاولًا التخفيف عن نفسه ، قرر نسيان آخر ثلاثة أيام من حياته و التظاهر أن ليانا فقط ليست موجودة بالبلدة .