Chapter '23'

4.6K 253 39
                                    

كان ذلك يوم الخامس و العشرين من مارس ، اليوم الذي شُهد فيه الكثير من البكاء ، الكثير من حالات الانتحار ، الكثير من حالات الاكتئاب ، الكثير من الحزن و الانكسار .. انه يوم خروج زين مالك من الفرقة للابد.

كان يوم ملئ بالذكريات للجميع .. حاول اصدقائه الحاق به لكن جائتهم تلك الاوامر التى جعلتهم يكملوا ما جائوا من اجله غير مهتمين ان جزء من حياتهم قد خرج للتو .. تلك الحياة التى جعلت منا بشر متوحشون ننسي كل ما بيبنا من ذكريات فى لحظات.

توجه نحو غرفة ليانا ، دخل بهدوء على عكس ما بداخله .. كانت تجلس على الاريكة و نظرها موجه الى التلفاز ، جلس بجانبها و نظر لها بعمق ، انها كل ما يحتاج اليه الان.

" سنعود اليوم " قال زين

تركها زين و رحل عن الغرفة ليتركها كما هى .. رحل فى الوقت الذي كان يحتاجها به ، ذهب الى غرفته ليلملم اغراضه و رأسه منشغلة بالكثير .

*******

وقفت عن الاريكة لتجهز حقيبتها .. لا تعلم ما الذي حدث ، لقد كانت لحظات تمر حتى انفصل عنهم .. لقد كانت كمزحة لا تصدق و هذه هى الحياة لا عدل فيها.

ارتدت قميص اخر قد حيكته لها مسبقا حتى يطابق قميصه .. امسكت حقيبتها و وضعتها بجانب باب الغرفة ثم غسلت يداها و عادت لتفتح مقبض الباب ثم ذهبت و غسلت يداها مجددا .. كم هذا مثير للشفقة ان تتقزز من لمستها او ان تخاف من لمستها.

طرقت باب غرفته بخفة و فتح لها هو .. امسك بيدها و امر حراسه ان ينقلوا حقائبهم ، خرجون من الفندق ممسكين بأيدي بعضهم بقوة حتى لا يستطيع احد تفرقتهم.

*******

المصورين يلتقطون الصور بكثرة كمن كان جائع و وجد طعام و هذا ما يكرهه .. خرجوا من البلدة بأكملها و توجهوا نحو وطنهم ، لم يتكلم اى منهم طوال الطريق الى المطار ، هو كان منصدم مما حدث ، لا يستطيع استيعاب ما فعله و مازال سيواجه الكثير ، اكثر مما واجه.

صعدا للطائرة و جلسا بجانب بعضهم .. كانت تتشبث بيده بشدة خائفة مما قد يحدث ، لكن خوفها الاكبر كان على زين الهادئ الذي يجلس بجانبها دون التفوه بكلمة .

*******

بعض الاخطاء نرتكبها ثم نندم و بعد فترة نعود و نري انه من الجيد حدوثها فتترتب بعدها الكثير من الخطط المستقبلية .. كان يحتاج بعض الراحة لعقله و قلبه و الاهم حالته النفسية التى ازدات سوءاَ مؤخرا.

*******

كانت تنظر له طوال فترة الطيران ، لقد كان شارد بعالم اخر غير عالمنا .. حالته ترعبها ، تخشي ان يظل هكذا دائما ، هل يمكنه التراجع عن الزواج بها !! ، هل سيتركها كما فعلت بها عائلتها !!

امسكت يده اكثر و بدوره شد هو على يدها ايضا .. هى ما يحتاج الان ، يعلم انه سيتلقي الكثير من التوييخ و الاكثر من عائلته .. تلك الفترة التى ينزعج الانسان من كل شئ فى الحياة حتى و ان لم يكن هناك داع للأنزعاج ، هذا هو حاله الان و ستكون تلك اصعب فترة يمر بها حتى يأتى الاصعب

Passionate PainOù les histoires vivent. Découvrez maintenant