الحلقة السادسة - الموسم الخامس.

7 2 0
                                    

الحلقة السادسة: خيانة ذات وجهين.

«شقة نبيل الشوربجي - الدقي».

الساعة 10:01 مساءً.

رجع نبيل مُمسكًا روڄاينا التي كانت على شفى خطوة من السقوط أرضًا من التعب، في حين كان هوَ لا يزال مُحافظًا على ثباته، فقالت بعد أن تنهدت بمُجرد أن وصلت لأمام غرفتها وكأنها وصلت للمأوى أخيرًا:

- هووف، أنا تعبانة قوي بجد، معرفش مالي!

لاحظت أنه لا يزال واقفًا أمام الغرفة، لم يدخل، وكان شاردًا بالفراغ من أمامه، كان كالذي يُفكر، وكان أيضًا كالذي يسترجع أمرًا.

- نبيل، في حاجة؟

قالتها من مكانها، فلم ينتبه لها إلّا مع المرة الثانية:

- نبيل، إنتَ سامعني؟!

- هاه؟.. لأ يا حبيبتي، نامي إنتي، أنا هقف في البلاكونة شوية، هشرب سيجارة وبعدين أنام، تصبحي على خير!

بالفعل، تركها لتدخل الغرفة فسحب بعدها الباب ليغلقه، وما إن فعل حتى توجه مُتسللًا نحو البلاكون، وبقيَ بمكانه لدقائق مُنتظر حدوث أمرًا ما.

- لأ أنا كويسة... لأ إنتَ كداب!... أنا لو كُنت فارقة عندك مكونتش هتسيبني كُل ده من غير ما تسأل عني... لأ، لوحدي... بس بقى مش وقته الكلام ده... على الأقل لمَّ تيجي!

سحقًا، هل ما يسمعه نبيل حقيقي؟!

ضاقت به الأرض بما رحبت، أخذت رأسه تتلفت به ذات اليمين وذات اليسار، كان كالذي سيفقد عقله، ألتلك الدرجة اعتقد أنها لن تخونه؟! ما الذي جعله يعتبر الأمر بمثابة خيانة من الأساس؟! فلقد سمح هوَ أيضًا لنفسه ببعض المشاعر تجاه ابنة خالته!

ربما لأنها لم تُصارحه بالأمر كما فعل هوَ، ربما لأنه لم يكن على أتم الاستعداد لأن يتقبل تلك الحقيقة، لم يكن نبيل يدري.

تحرك نبيل تاركًا الشقة بأكملها، نزل متوجهًا نحو سيارته فرأته مَلك من مكانها بالشرفة حيث كُنت تُهاتف ديان توربين، فشردت قليلًا بأمر ما حياله:

- لأ يا حبيبي، معاك...

من الجهة الأخرى نرى ديان الذي كان يتجهز هوَ والقاسم مع البعض من رجال العائلة بأحد المخازن التابعة لأحد قصور عائلة توربين بطهران.

فنراه أمام القاسم الذي يجمع أمامه صفّين من الرجال الذين يُجهزون الطلقات والأسلحة وحتى الأوراق الخاصة بكيفية دخولهم البلد، فمنهم مثلًا سيدخل البلد برًّا، ومنهم سيدخل البلد بحرًا عن طريق بلد وسيطة، ومنهم سيدخل البلد مُباشرةً برحلة جويّة.

لقد دُرس الأمر بالكامل لشهور متواصلة من قِبل ديان، وبهذا نستنتج أن ثأره مع الحاج راوي، -والد مَلك- ليس بالأمر الجديد، أو لربما كان يتحضر لكُل الاحتمالات.

موکا || MochaWhere stories live. Discover now