الحلقة السابعة - الموسم الثالث.

37 9 0
                                    

الحلقة السابعة: سائق شخصي.
«ڤيلّا أمين مختار».
الساعة 09:30 مساءً.

نرىٰ مشهدًا به بعضًا من التقليل لمجموعة مِمَّن يعملون لدىٰ أمين مختار، إذ كانوا يقفون وراءه معقودين الأيدي أمامهم وهُمْ يتأملون أشكال وألوان الطعام، دون أن يمد أحدهم يديه ليتناول قطمة واحدة، وإن كانوا قد أنهوا طعامهم مُنذ قليل، وكأن عصر العبودية لم يولّي ظهره بعد!

وبينما كان صاحبنا تقي الدين جالسًا بجواره يُحلّل هذا المشهد المُهين ويتأمله بعينٍ غير راضية البتة، يُقاطع تفكيره قولًا من أمين مختار:

- ... الموضوع مش هيكون مُقتصر بس علىٰ السواقة، لو احتجناڪ تعرف تضرب نار... تتعلم! لو احتجناڪ تعرف تركب خيل... تتعلم! لو احتجناڪ تعرف تصطاد سمڪ... برضه تتعلم!

شعر تقي بنفس ذات الإهانة المرسومة علىٰ وجه أولٰئِڪ الماثلين وراء أمين مختار، ولٰكنه كتمها في نفسه ولم يُبدي منها سوىٰ ابتسامة مُخادعة.

قبل أن يستكمل أمين مُختار تقطيع لحم الـ«ستيڪ» الموضوع أمامه بتلڪ السكينة التي كان يُمسكها بيُمناه من باب الإتيكيت، وهوَ يضغط عليها بالشوكة التي كان يُمسكها بيُسراه.

ولقد انتظر تقي أن يُنهي أمين مُختار تقطيع قطعة اللحم ليستكمل قوله، فكان قوله:

- ... وطبعًا مش محتاج أأكد عليڪ، إن حياة الهانم، في حالة لو حصلت حاجة -لا قدر الله- وحشة، مُرتبطة بحياتڪ.

قطب تقي حاجبيه قليلًا بعد أن استنتج ما يعنيه أمين مُختار، قبل أن يطرح استنتاجه عليه بصوت مسموع:

- سعادتڪ قصدڪ إنها لو...
- بالضبط، لو جرىٰ لها حاجة، يُستحسن يحصلڪ نفس إللي حصلّها، عشان لو محصلش، أنا أضمنلك إنه يحصل!

للأسف، كان تقي في أمس الحاجة لمثل تلك الوظيفة بالوقت الحالي!

هنا تنهد تقي تنهيدة طويلة قبل أن يتراجع باستنادته على المنضدة التي كان عليها قبل أن يُردد بنبرة بدت بيّنة للعيان في رفضها لما يحدث:

- ... في أي أوامر تانية لازم أعرفها أو تفاصيل جديدة حابب تضيفها؟!

هنا ترك أمين مختار ما كان بيده قبل أن يلتفت لـتقي قائلًا:

- ... آه، في حاجة كمان.
- همم؟
- أنا مش عاوز استغنى عنك لأي سبب من الأسباب، مش عاوز أفقد آخر فُرصة ليَّ عشان أرد ليك حقك إللي ليك عندي من زمان يا تقي، أنا وإن كان أسلوبي وحش معاك، فـ ده عشان طبيعة شُغلي، والناس إللي بيهددوني من وقت للتاني؛ فعلًا مُجرد شُغلك معايا حتى وإن كُنت طباخ ده أمر صعب... صعب لدرجة مش هتتخيّلها غير لمَّ تشوفها!

فاضطر تقي للعودة لابتسامته التي كانت على وجهه، قبل أن يُردد:

- .. إطمن، مَي في عيني!
- أنا واثق من ده، وإلّا مكونتش عيّنتك.
- «عيّنتني»؟!

موکا || MochaWhere stories live. Discover now