الحلقة الثامنة.

109 24 5
                                    

«غرفة نبيل - ڤيلا عائلة الخليلي».
فجر أحد الأيام.

مرت أسابيع علىٰ حال نبيل، لم تغير به سوىٰ شكله، فقد بقي حاله علىٰ ما تُرک عليه بآخر مرة.. منكب علىٰ لوحته التي بدأ فيها، ذقنٍ غير مهندمة نمت لوجهه، ونرىٰ شعره وقد إجعد من قلة الاهتمام.

وأمّا الطعام فغالبًا ما كان يتناوله بغرفته، وبأضيق الحدود كان يضطر للنزول للتناول معهم دون أن ينطق بحرف.. إلا للرد علىٰ أسئلتهم السخيفة، واستنتاجاتهم العجيبة مثل: «هيَ دقنک طولت؟».

ليته يترک كل هذا ويرحل!

رن هاتفه من رقمٍ معهود ومُسجل.

- أيوة يا تقي، عامل إيه؟..
- سيبک مني، إنتَ عامل إيه دلوقتي؟

وكأنه يُلمح لمَا أصاب الأخير، فتنهد.

- أنا تمام.
- عمومًا، أنا بكلمك أأكد عليک ميعادنا، وعلىٰ فكرة.. أنا هجيب معايا رانيا؛ هات معاک بنت خالتک.

تبدلت نبرة نبيل من الهدوء التام للهجوم البحت:

- آه، إنتَ متصل تهزر بقىٰ!
- يا بني آدم إفهم، طريقنا مش واحد، وإنتَ راجل أعرج دلوقتي..
- مُتشكر علىٰ ذوقک!

ضحک تقي، ثم قال لصاحبه الذي لا يزال يتمتع بالروح الساخرة بالرغم مِمَّا أصاب روحه:

- يا بيلي إنتَ هتحتاج روچينا تيجي معاک وتروَّحک.
- هوَ أنا عيل صغير يا تقي؟! إنتَ بتخرف باينّک!
- الحق عليَّٰ، عاوز مصلحتک.
- لأ، خليک في نفسک.

ضحک تقي.

- طب خلي بالک من نفسک، ومتتأخرش علىٰ ميعادک عشان عارفک؛ عمرک ما تيجي ميعاد في وقته.
- هحاول، باي.
- سلام.

من الجهة الأخرىٰ نرىٰ تقي وقد أخرج من جيبه كارت الكريديت الخاص به لمحاسبة التاجر عمّا ابتاعه، قبل أن يلتقط ما لديه ليخرج من المحل.

الجدير بالذكر كان في ذٰلک الشاب العريض، الذي اتبعه منذ أن خرج من الفندق وحتىٰ تلک النقطة، بالطبع لم يُبدي تقي أي حركة قد توحي لإنه اكتشف اتباعه له.

حتىٰ قرر اتباع خطة تكتيكية يتبعها ما إذا شعر بأنه مراقب، وهيَ «تلاتة يمين!» تلک الخطة متلخصة في اتخاذ أول ثلاثة شوارع بجهة اليمين، فإذا وجدت المشتبه به لا يزال يتبعک فعليک الحرص؛ إذ أنک الآن قد عدت لنقطة البداية.. وهوَ لا يزال يتبعک!

بالفعل، إنه يتبعه!

- حلو قوي!

قالها تقي قبل أن يقرر دخول أحد الماركتات التجارية، فاتبعه ذٰلک الغريب، ومن ممرٍ لآخر بداخل الماركت، حتىٰ وصل به تقي لممرٍ مخفيّ من الكاميرات، فانتظر حلول ذٰلک المتلكئ وكأنه يبتاع المعلبات..

وما إن وصل حتىٰ باغته تقي بأول ركلة بمنطقة أسفل حزامه، ومن بعدها لكمه بوجهه لكمة أرجعته عدة مترات للوراء.. قبل أن يلتقطه تقي قبل أن يخرج عن نطاق الممر المخفي.

موکا || MochaTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang