الحلقة الثالثة - الموسم الرابع.

18 2 0
                                    

الحلقة الثالثة: بعث.

«مڪان ما».

الساعة 01:30 صباحًا.

«إن بقيتَ تنبش بمقابر الماضي فلن تنال سوىٰ عفريتًا متعطش!».

ازدرد نبيل ريقه كالذي يُحاول أن يترك مجالًا للماء بالعبور من الحائط، بينما كان الحاج راوي.. أو لنغير كنيته لتصير أڪثر انتسابًا مع ما يفعله الآن؛ المعلم راوي، أقول، كان المعلم راوي يتهامس مع رجلين من رجاله الذين كانا يحاوطونه وقتها، وكأنه نوعًا ما اجتماع مغلق.

ليقرر المعلم راوي أن المناقشة قد انتهت تمامًا معهما، فالتفت لـنبيل:

- أي كلمات أخيرة يا نبيل؟

قالها قبل أن يُخرج مُسدسه الفضي من داخل جلبابه الذي كان يرتديه، أمام جموع رجاله الذين تأملوا حدوث ما يحدث وكأنها لم تڪن المرة الأولىٰ، وكأن ما سيحدث أمرًا واقعًا لا رجعة فيه؛ كالقدر!

هنا رفع نبيل ذقنه وكأنه يتطلع لهذا مُنذ مدة، فقال بجرأة:

- ... خلّص بسرعة بس، خلّصني منها.

- «أخلّصك منها»؟

صمت نبيل، فأنزل المعلم راوي مُسدسه:

- مين؟

- بنتك.

- أنا أخلّصك إنتَ من بنتي؟!

فلم يرد نبيل، هنا صمت المعلم راوي ليُفڪر:

- في الحقيقة قبل ما أقتلك، في سؤال حيّرني قوي.

- ... .

- إنتَ كُنت بتعمل إيه النهاردة عند الدڪتورة بسمة الوڪيل؟

فاستنتج نبيل أنه مُنذ أن خطت قدميه تلك البلد وقد كان تحت الميڪروسكوب من قِبل رجال المعلم راوي، فلم يڪن هُناك ما يرد به.

- ... لأ، أنا عاوز أسمع السبب.

- مَلك بتظهرلي يا راوي، بتڪلمني، وطلبت مني أموّت نفسي عشان أڪفّر عن ذنبي معاها.

ابتسم المعلم راوي.

- ... فلو ناوي تعمل إللي إنتَ هتعمله ده، خلّيه بسرعة!

- ومين قالك؟.. أنا كنت هقتلك عشان مفيش طريقة أقدر استغلّك بيها.

ثم أعرض ظهره عنه وقد أخذ جولة بين رجاله قائلًا:

- لَٰڪن بما إنك -زي ما بتقول- لسة بتشوف مَلك، فإحنا مُمڪن نستغل النُقطة ديه، عشان تڪفّر عن ذنبك معاها؛ مع بنتي!

قال الجُملة الأخيرة وكأنه انتزعها من قلبه.

- ... إنتَ إزاي مَموتش يا راوي؟

موکا || MochaWhere stories live. Discover now