الحلقة الخامسة - الموسم الثالث.

67 11 2
                                    

«إحدىٰ كافيتريات مطار القاهرة الدولي».

الساعة ٠١:٠٩ عصرًا.

يصل لها تقي ليجدها قد طلبت لها وله قدحٌ من القهوة، ولمَّٰ استعجبه هذا وبعد أن كان مُنتبهًا للأوراق التي كانت معه حتىٰ لا تتداخل ببعضها البعض، قال لها:

- ... بتعملي إيه يا رانيا؟

قالت وقد أشارت له بالجلوس أمامها، بالطبع بعد أن قامت بوضع القدحين علىٰ المنضدة التي كانت قد اختارتها للجلوس:

- ... إقعد، عاوزين نتكلم في كام نُقطة مُهمين قبل ما نتحرڪ.

كان يُطالعها بناظرين مُستعجبين، فقد كان يرىٰ مثالًا للسيدة العاقلة تلڪ التي لٰطالما افتقدها، والتي بالمُناسبة لم تكونها رانيا قط!

قبل أن يُردد مُتهكمًا:

- يا بنتي إحنا لسة ورانا حاجات كتير، مفيش وقت للكلام ده!

- إقعد يا تقي لو سمحت!

تنهد قبل أن يجلس بمواجهتها، وقامت هيَ بمُجرد أن فعل بدفع القدح نحوه لينتبه له، مُردفة:

- ... قهوتڪ.

- والله؟!

- قهوتڪ يا تقي!

قام بحڪّ ذقنه قبل أن يقول:

- ... رانيا، في إيه؟

هنا قامت هيَ بطرقعة أصابع يديها، ثم قالت:

- بُص يا تقي، إحنا لمَّٰ اخترنا نيجي هنا تاني وبعد المشاكل إللي اتعرضنا لها كُلها في البلد ديه أنا وإنتَ، إحنا كدة اخترنا نفتح صفحة جديدة خالص في حياتنا، أنا وإنتَ.

زاوية بسيطة ببُعدٍ بسيط عن المنضدة تُظهر لنا كيف كان تقي متوترًا من الأجواء الثابتة والجامدة التي وضعتها له رانيا، إذ كادت قدمه تخترق الأرض لكزًا..!

- آه، وبعدين؟

- ... يعني أنا وإنتَ بقينا طرف في أول خطوة في حياتنا الجديدة، أنا وإنتَ!

بدأ يستوعب ما كانت تود إخباره به، ولٰكنه لا يزال ينتظر أن تبوح هيَ به.

- ... وبما إننا اخترنا اختيار زي ده سوىٰ، يبقى لازم نكمله سوىٰ!

هنا صمت تقي تمامًا، وقد توقف عن كُل الأمارات الموضحة توتره واندفاعه، فقط شرد بناظريها، في حين هربت هيَ من المواجهات البصرية بإشاحة عينيها لتقول:

- ... أنا مش بقولڪ كدة عشان تغير حساباتڪ أو تبُص للموضوع بمنظور مُـ...!

ليقاطع قولها فجأة:

- ... رانيا تتجوزيني؟!

وكأنما طعنا بخنجرٍ مُباغت بمنتصف صدره أو بوسط قلبها..

موکا || MochaWhere stories live. Discover now