الحلقة الخامسة - الموسم الثاني.

63 15 2
                                    

«صالون الشقة المستأجرة».
الساعة 12:08 منتصف الليل.

أنهىٰ ثلاثتهم العشاء معًا، أو بالأحرىٰ.. كان القاسم أولهم، سواء كان قد أنهىٰ طعامه فعلًا، أم فعل هذا ليقم وليدخل غرفته في حالة الصمت التي كان عليها. ليتركهما معًا لثاني مرة منذ أن حضرت إلىٰ هنا.

-... مش ناوية تقوليلي برضه مد إيده عليكي ليه؟!

قالت:

- أعتقد مش هتفرق كتير.

عدّل علىٰ قولها:

- بالنسبة لِڪ، بالنسبة لي تفرق كتير قوي.

هنا توقفت عن تناول طعامها، فقالت وهيَ ترمقه بثبات وصمود قدر المستطاع:

- عشان عرف إننا بنتكلم يا ديان، عرف إني أعرف راجل عليه من غير أي صفة، عرف إن في راجل في حياتي برغم إن لا أنا ولا الراجل ده عارفين إحنا إيه بالنسبة لبعض!

كانت تحدثه وكأنها تلومه علىٰ هذا، والحق كل الحق فيما قالت! في النهاية لم يعترف لها قط ديان بما يكنه في صدره لها؛ كائنًا ما كان!

ظل صاحبنا صامتًا لدقائق، لا يدري كيف يبدأ، أو بمَ يبدأ، فقالت هيَ وكأن هذا قد أغضبها أكثر؛ «زاد الطين بلّة!»:

- صح، عندڪ حق، أنا إللي غلطانة من الأول إني دخّلت راجل غريب في حياتي، أنا إللي ست مش محترمة!

لو كُنتَ ترىٰ نبرتها وهيَ تقول «ست مش محترمة» لتعاطفت معها، إن كان لڪ قلب!

تركت المنضدة وكادت تكمل حتىٰ غرفتها التي خصصها لها لتلڪ الليلة، والتي تركت بها حقائبها، حتىٰ أوقفها هوَ بجُملته:

- مَلڪ، أنا عارف إنڪ عمرڪ ما حبّيتي إبراهيم.

ظلت مكانها لثوانِ، صامتة، لا ترد، فقال هوَ:

-... إنتي مش زي ما بتقولي، بالعكس! إنتي واحدة صانت شخص عمرها ما حبته، في نفس الوقت استجابت لإحساسها ومشاعرها الحقيقية، تجاه شخص تاني هيَ حبته.

هنا وارت مَلڪ عينيها التي تؤكد صدق قوله، فتوقف هوَ علىٰ قدميه ليتوجه نحوها بخطواتٍ ثابتة واثقة!

-... متخبّيش، أنا عارف إنڪ بتحبيني!

قالها بمجرد أن وصل إليها، فواجه عينيها مباشرةً، فقالت هيَ:

- إللي إنتَ بتقوله بيثبت كلامي، بيثبت إني ست مش كويسة!
- بالعكس، ده بيثبتلي العكس تمامًا.
- ديان، إللي إحنا فيه ده غلط!
- مش مهم، المهم إننا مرتاحين كدة.
-... أيوة، بس كلام الناس!...
- حبيبتي، إنتي عندي بالناس، مش مهم هيقولوا إيه.

ثم التقط إحدىٰ يديها فقبلها، فقال:

- ممكن متحسبيهاش ومتفكريش؟

قالت بنبرة مستسلمة تحاول المقاومة، مبحوحة نسبيًّا:

- إزاي بس؟
- تسمعي كلامي وبس.
- أيوة، بس...
- هششت!

موکا || MochaWhere stories live. Discover now