الحلقة الثالثة - الموسم الثاني.

71 14 0
                                    

«بيت عائلة الراوي».
صباح اليوم التالي.

وصل إبراهيم مع زوجته إلىٰ الشقة، فكان يساندها ويجاورها المشي حتىٰ تتكئ عليه للتحرڪ، كانت لا تزال ركبتيها تؤلمانها بعض الشيء، وكان ظهرها لا يزال مقبوضًا، يصعب عليها الانحناء به للأمام.

حتىٰ أوصلها إلىٰ سريرها، فأجلسها عليه ثم قام بتغطية قدميها باللحاف.

رمقها فوجدها تحدجه بابتسامة رقيقة، فقال:

- حمد الله علىٰ سلامتڪ يا حبيبتي!
- الله يسلمڪ يا إبراهيم.

تحرڪ ليخرج من الغرفة، قبل أن تجادله بعض أفكاره المتردد التي أوقفته علىٰ عتبة الغرفة، ليلتفت لها منتصبًا وكأنما يكابر عن شيءٍ ما.

- مفيش حاجة عاوزة تصارحيني بيها؟

أومأت برأسها نفيًا وهيَ لا تزال مبتسمة، وكأنها لا تخفي شيئًا، وإن كانت تخفي شيئًا بحق.

- متأكدة؟
- أيوة.

فرأىٰ إبراهيم أنه من الواجب أن يتركها لتستريح، أطفئ أنوار الغرفة ثم خرج.

***

«أحد مطاعم المعادي».
الساعة 02:01 عصرًا.

وعلىٰ العكس من كمال، كانت نولا وكأنها تتأهل لكسب جائزة ما في إنهاء الوجبات التي وضعت أمامهما، فنرىٰ الآخر جالسًا مستندًا علىٰ المائدة، بكلتا يديه المعقودتين.

نهجًا يتبعه الذي يشعر بالإحباط، وإن كان ناجحًا، وإن كان مبتسمًا، أن تعقد أصابع يديڪ ببعضهن البعض لا إراديًّا أغلب الوقت.. هذا يعني أنڪ أُحبطتَ بأمرٍ ما.

- مبتآكلش ليه يا كمال؟

قالتها بعد دقائق، فرمقها بثبات وكأن شيئًا لم يكن.

- مش جعان.

قالت بلا مُبالاة:

- أومال جينا هنا ليه؟
- الله! مش إنتي إللي قولتي عايزة تآكلي؟!
- مانا مش جاية آكل وإنتَ تتفرج عليَّٰ!

طقطق لها قبل أن يستند علىٰ يده المسنودة علىٰ المائدة، ليشرد بما يدور بخارج المطعم عبر زجاجه.

هنا انتبهت تلڪ التي تواجهه المجلس، وكأنها كانت تتصنع العكس، فتركت طعامها وطلبته:

- كمال..

التفت لها:

- أنا عارفاڪ كويس، إنتَ مش متظبط.

لم يرد.

-... من ساعة ما سيبنا مَلڪ وإنتَ مش متظبط؛ فيڪ إيه؟
- متعملش موضوع من مفيش، أنا كويس.
- أومال مش شايفة كدة ليه؟!

موکا || MochaUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum