موکا || Mocha

الحلقة السادسة - الموسم الثالث.

الحلقة السادسة: تَتَبُّع.
«إحدىٰ ڤيلّات حدائق الأهرام».
الساعة 08:14 مساءً.

فُتح الباب بعد الطرقة الثانية بعد عدد ثلاث ثوانٍ من الطرقة الأولىٰ عليه، ليظهر لنا أن الحاضر كان رجلًا في أواخر الثلاثينات من عُمره. ذٰلڪ القوام الذي إن ألقيتَ عليه نظرڪ لمرة لأدركت أن البذلات تليق به أكثر بكثير من هذا الـ«تريننج» الذي يرتديه.

دخل في صمت وهدوء دون أن يرد علىٰ الذي فتح له الباب، دخل تمامًا كالآلة دون أن يُعير أحدهم اهتمام، ومن الصالون إلىٰ الرواق ومنه إلىٰ غرفة مُحددة تحديدًا، حيث كان هناڪ تجمعًا من أربعة رجالٍ يُقاربوه السن تقريبًا.

ما إن دخل حتىٰ قال له أحد الجالسين:

- متأخر!
- معلش، الطريق كان وحش!

* * *

صباح اليوم التالي.
«إحدىٰ شُقق الدقي».
الساعة 08:19 صباحًا.

ليس من المُعتاد عليها أن تنزعج بمثل هذا الوقت المُبكر، ولٰكن الأمر كان مرعبًا تلڪ المرة بالذات دونًا عن غيرها من كُل المرات التي انزعجت بها علىٰ مدار حياتها بأكملها، فقد مدَّت إحدىٰ يديها أمامها وهيَ في ظِل جُزءٍ من ثباتها لتتفاجئ بالسرير فارغًا بجوارها.

فتحت عينيها وهيَ لا تزال نائمة وقد قطبت حاجبها بقوة من بعد أن اكتشفت عدم وجود زوجها بجوارها بهذا التوقيت المُبكر، فكان ما فعلته أن اعتدلت في جلستها لتتأكد من هذا.

بالفعل، لقد كانت مُحقة، لم يكن تقي بجوارها..!

أين ذهب بهذا التوقيت المُبكر..؟!

أخذت تُنادي عليه وهيَ بمكانها لا تزال مُستندة:

- تقي، يا تقي!

ولٰكن أحدًا لم يرد.

خرجت من غرفة نومها وهيَ مرعوبة أن يكون قد أصابه مكروه.

أيعقل أن يكون أحدهم قد قام باختطافه وهيَ في غفلة من أمرها وأمره..؟!

أيعقل أن يكون قد استيقظ مثلًا لإعداد الفطور قبل أن يقوم مجموعة من مُلثمين الأمن الوطني باقتحام البيت لاختطافه..؟!

ولٰكن لا يعقل، فقد تأكدت رانيا بنفسها أن الباب كان مُغلقًا جيدًا ولم يتم كسره مُنذ قليل!

إذًا، نحن أمام الاحتمال الأسوء...

لقد استيقظ تقي مُبكرًا لإحضار الفطور من الخارج، قبل أن يتفاجئ بهم يُلاحقونه ليختطفونه، وبعد مُقاومته إياهم قاموا بقتله!

سقطت رانيا علىٰ أقرب مقعد إليها قبل أن شعرت بقدميها تعجزان عن حملها، وكان هذا قبل لحظات من مواراة وجهها بداخل كلتا يديها وهيَ تبكي من الخوف والارتعاد خشية أن يكون قد أصاب زوجها الحديث أيّ مكروه.