31- مُعجب زون.

1.2K 111 24
                                    

كأنّ الوقت قد سُرق، لا فارق زمان بين ركض جواد من السيارة وبين الطعنة الّتي أصابت رفيق دربه وصديقه، وفي اللحظة ذاتها الّتي أدرك سمير ما وضع به نفسه، ارتبك وركض ناحية السيارة ليغادر منتهزًا فرصة انشغال الجميع مع مراد المُلقى أرضًا والدماء تنتشر حوله بغزارة.

وقف جواد يخرج مسدسه وأصاب إحدى عجلات السيارة الأمامية فتوقفت في منتصف الطريق، وركض يمسك بسمير ليخرجه من السيارة هائمًا على وجهه بارتعابٍ تملّك قسماته وكذلك قد فعل مع جميع من في السيارة حتى جعلهم ملقون أرضًا أمامه كالفئران وبصوته الغليظ الّذي بث الرعب فيهم هدر:-
"شذى فين يا ولاد الـ ***."

نظر الجميع لسمير الّذي تراجع بجسده في ارتباك، وتمسك بآخر حبل يمكن أن ينجيه وأجاب برجفة صوته الخائف:-
"مرمية على جنب الطريق بعد كيلو من هنا."

ظن سمير أنه بقوله هذا سيذهب الجميع بحثًا عن شذى ويتركانه هكذا فيستطيع الهروب والنجاة، ولكن الأمور باءت بالفشل حين أمسكه جواد من قميصه يرفعه للأعلى قسرًا ودفعه نحو السيارة يقول:-
"قوم معايا يا روح أمك، ده أنا هوريك النجوم في عز الضهر دلوقتي."

كان مراد مازال ينزف بغزارة وأمان جواره يحاول أن يسعفه قدر الإمكان ولكن حالته تلك تستدعي الذهاب للمشفى فحمل صديقه وتوجه به ناحية السيارة ليضعه بها وأشار جواد لياسر قائلًا:-
"أنا هجيب بنت حضرتك وجاي متقلقش، سوق بس بمراد للمستشفى عشان كده خطر عليه."

وافق ياسر وتوجه يقود السيارة إلى المشفى، وأمان يجلس في المقعد الخلفي وعلى قدمه يستند رأس مراد المغشى عليه، وفجأة بدأ يتلاشى كل ما يعرفه من معلوماتٍ طبية يمكن أن تساعده وتبدل كل هذا بالخوف على صديقه.

حاول إفاقته لكن المحاولة باءت بالفشل، ولم يجد حوله ما يكتم به النزيف فخلع قميصه ليضعه على الجرح وهو يقوم ببعض الإسعافات الأولية الّتي يمكن أن تساعده.

وعلى الناحية الأخرى وقف جواد يخرج الأصفاد الحديدية وألقى القبض على ثلاثتهم، ومن ثم اتصل بالشرطة حتى يُثبت ما حدث وحتى تأتي الشرطة بدأ في تفتيش السيارة بدايةً من أبوابها الأمامية حتى انتهى به المطاف بالوقوف أمام حقيبة السيارة ليفتشها علّه يجد بها ما ينفعه.

جاهد سمير في التحدث ليلهيه عن فتحها ولكن جواد كان قد كمم فمه بالفعل وجعله يأخذ الصمت رفيقًا، فتلوى يحاول الإفلات من قيده ففشل في ذلك وابتعد بجسده للخلف بارتعابٍ حين وجد جواد يفتح حقيبة السيارة.

ظهرت شذى مقيدة بالكامل، مقدمة ملابسها ممزقة ويُغطى بها فمها حتى لا تصدر صوتًا فتفضحهم، وبالفعل كانت مُخدرة فظهر استسلامها بَيِّنًا لأعين جواد الّذي سارع بسحبها خارج ذلك المكان الضيق ووضعها على الرمال يتفحص أنفاسها الضعيفة ومن ثم بدأ في فك قيدها وهو يتوعد ثلاثتهم بعذابٍ لا آخر له.

أشباهُكِ الأربعون.Where stories live. Discover now