18- في عينيكِ مَرسَانَا.

1.1K 106 72
                                    

يُقال أن كثرة الصفع لا يجعلك تعتاد عليه، بل يزيد فزعك من الأيدي الممدودة.. ولو لعناقك!

وكان ذلك أكثر ما يصف حالتها، يديه الآن تمتد لانتشالها من قاع حياتها وهيَّ تنكمش حول نفسها فزعًا، ترتفع يديه مربتًا على كتفها، مجففًا عَبرات هاربة من مقلتيها، وهيَّ الّتي تظنه سيصفعها كعادة الجميع.

لم تترك لها الحياة يومًا فرصة الراحة، فهيَّ دائمًا ما تركض، فإن استراحت لا تنال شيئًا وستُلقى في الزاوية كأنها لم تكُن.

وقفت هيَّ برفقة عائلته البسيطة من أم وأخت وعائلتها وأختها فقط، تنتقي ما تريده من ذهب حتى وقعت عيناها على سلسال رقيق للغاية يتدلى بنهايته قلب صغير أبيض اللون من حجرٍ لامع، جذبها وأمسكته تتفحصه بأعين لامعة حتى شعرت بوالدتها تنكزها بكتفها وهيَّ تخبرها بهمس لم يصل سوى لمسامعها:-
"نقي حاجة عليها القيمة، كفاية تفاهات."

تركت السلسال بغصّة في حلقها وأكملت ابتياع الذهب بدون رأي، حتى وقف الجميع على جانب الطريق، ريماس أخت مراد كانت تعانق شذى من ذراعيها وأخرجت لسانها له بغيظٍ تقول:-
"على فكرة بقى لما تتجوزوا هقرفك في عيشتك، هفضل لازقالك مع شذى أربعة وعشرين ساعة عشان أنا حبيتها أوي بجد."

ضحك شذى بخفة وبهدوءٍ تمتمت بلطفٍ:-
"والله أنا اللي حبيتك."

بينما أجاب مراد بغيظٍ:-
"أنتِ بالذات مش هدخلك البيت، هسيبك قاعدة برة عالباب تلمي صدقة من اللي نازل واللي طالع كده.. أعملي بلقمتك بقى."

كتَّفت أخته يديها في اعتراضٍ ورفعت إحدى حاجبيها تتمتم مستنكرة بمرح:-
"والله؟ بقولك إيه.. الأخوات في أجازة."

ضحك ينبس باستفزاز:-
"أحلى أجازة دي ولا إيه!"

التفتت هيَّ إلى شذى وقالت:-
"ما تفركشي مع الواد ده وأنا أجوزك سيد سيده، أصله مش جايب همه بصراحة."

"كفاية غيرة وحقد بقى يا سنجل أنتِ.. هش يا ماما كده ألعبي بعيد عن خطيبتي بس." قال وهو يبعدها عن شذى الّتي ارتفعت ضحكاتها على الشجار اللطيف بينهم والتفتت ريماس إلى شذى تهتف بمرح:-
"فكري كويس يابنتي بلاش تتدبسي مع الواد ده ونيجي بعدين نبكي عالأطلال."

ضحك بيأسٍ يقول:-
"يابنتي بقى سيبيها.. دي كل خمس دقايق بقرار وهتيجي تقولي بلاها جواز."

أشباهُكِ الأربعون.Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin