27- أمرٌ بالقَتلِ.

1.1K 87 130
                                    

"نعم؟"
كأن أول ما نطقه مستفسرًا، يستنكر ما قاله أمان وينظر بعيناه إلى والدته الّتي رمقت الآخر بأعينٍ تمتعض لاعترافه هذا، وحين لم يجد سيف تفسيرًا لما سمعه، أكمل استفساراته مستنكرًا ما يترجمه عقله:-
"أخويا مين ومن إمتى! يعني طول الوقت ده أنا ليَّ أخوات غير دارين ومحدش معرفني!"

صمتت والدته لا تجد ردًا على ما يقوله سيف الّذي أكمل غضبه مستفسرًا:-
"ماما ردي عليَّ!"

تجاهلت صراخ ابنها بملامحٍ مكفهرَّة، ونظرت إلى أمان الواقف يتابع المشهد بصمتٍ ويديه تستقر بجيب معطفه الطبيّ، وقد تملّك والدته الغضب من اعترافه المفاجئ والّذي لم تضعه بحسبانها الآن فهدرت به بعصبية:-
"مش أنتَ اللي هتعمل عملية ابني!"

ذم شفتيه بأسفٍ زائف يقول:-
"والله أنا كمان مش بمزاجي أعملها، للأسف مفيش دكاترة غيري حاليًا، وعامةً متقلقيش عليه أنا في الأول والآخر دكتور مش مزور الشهادة ودي عملية بسيطة مش مستاهلة القلق ده كله."

نفذَ صبرها من برود حديثه وحدجته بأعينٍ تكاد تحرقه من فرط عصبيتها، وهدرت به تكمل بحدةٍ واستنكار:-
"أنتَ أتجننت ولا إيه! أنا أخاف على ابني منك! ناقص تكررلي نفس غلطة أبوك وييجي ابني يضيع مني بسببك!"

قطب حاجبه رافضًا قولها بملامحٍ حادة، ونفى كل ما تتهم به والده بجديةٍ صارمة:-
"أنتِ تسكتي خالص ومتتكلميش عنه كلمة واحدة، أنا لحد دلوقتي محترم نفسي ومش فارقلي أسلوبك معايا بس كلمة زيادة عن بابا وهرد عليكِ ومش هعمل حساب لأنك أمي."

صمتت مجبرة أمام سطوة عيناه وغضبها، تعجبت للحظةٍ من عصبيته المفرطة عندما نطقت كلمة واحدة ضد والده وإسراعه برفض كل ما تقوله وهو يكمل دفاعه باستماتةٍ وجدية:-
"أنا أبويا لا قتل حد ولا قلبه يطاوعه يعملها وأنتِ عارفة، متجيش بعد السنين دي كلها تقولي عنه كده حتى أعملي حساب للعشرة بينكم."

أنهى حديثه مستنكرًا قولها، وسيف يطالع كليهما بعدم فهمٍ لما يُقال إضافة إلى الألم الّذي سارع في التسلل بجسده فجأة، وتبقى والدته ترفض بجديةٍ ونبرة تخلل في بدايتها السخرية:-
"يقتل ولا ميقتلش أنتَ في الأول والآخر تربيته، والعملية دي مش أنتَ اللي هتعملها."

"عنّها ما اتعملت، روحي شوفيلك دكتور دلوقتي غيري يعملها." بلامبالاةٍ قصدها نطق جملته وأوقفته هيَّ تسأل بحدةٍ:-
"وفين دكتور جمال؟"

"قلت أنه مسافر."

رفعت عيناها بعجرفةٍ وبشيءٍ من الاستحقاقية أمرته:-
"يرجع من السفر."

ضيق عيناه يستنكر نبرتها بجديةٍ:-
"أنتِ ليه فاكرة إن الكل في إيدك لعبة تحركيهم زي ما تحبي؟ دكتور جمال لا هيعرف يرجع من السفر ولا فيه دكتور حاليًا غيري متفرغ للعملية، حضرتك عايزة تتأقلمي أهلًا وسهلًا.. مش عايزة عندك المستشفيات كتير لفي عليها براحتك."

أشباهُكِ الأربعون.Where stories live. Discover now