5- أَغدًا ألقاك؟

1.8K 170 43
                                    

أهذا هو الحب كما يُذكر في القصص الخيالية؟ نبضات القلب المرتفعة بشكلٍ غير طبيعي، التنفس بشكلٍ غير منتظم لدرجة أنها لا تتذكر كيف يمكنها أن تتنفس، تلك الرعشة الخفيفة في يديها وهيَّ تنظر له لتجد الأمان في عينيه عنوانًا لها.

كانت ترى الحب معجزة لا يمكنه أن يتواجد خاصةً معها ولكنّها الآن باتت تؤمن بالمعجزات وأنها ستتحقق فقط برفقته.

في لحظةٍ كهذا ربما عجزت كلماتها على وصفها، رمشت بعينيها عدة مرات تستوعب كلماته وحاولت تنظيم أنفاسها وبتلقائية ارتسمت بسمةً على ثغرها العذب كأنها تُثبت قتلها له بنظرةٍ كتلك.

عدّلت من حجابها بتوترٍ كما اعتادت وعندما حاولت التحدث كانت الكلمات تهرب منها بعشوائية، في حضرته تلاشت الكلمات كأنها لم تكُن، ادركت أن بلاغة حديثها لا تتواجد برفقته فحاول التخفيف من حِدة توترها ليسألها بينما يحك جانب عنقه:-
"ينفع رقم باباكِ؟"

لم تفِق من صدمة إعترافه فوقعت كلماته عليها كالصاعقة لتجعلها تصمت للحظات وتلك البسمة لا تتلاشى عن ثغرها، حاولت التحدث ولكن هربت العبارات كما قالت هيَّ قبل أن تغادر بخجل:-
"هبعتهولك واتس."

سارت بخطواتٍ شبه راكضة حتى عادت لغرفة والدتها، دقات قلبها لا يمكنها التحكم بها، يديها ترتعش رعشة محببة، انفاسها خفتت حتى كادت تتلاشى وعينيها تلك المرّة كانت كعينيه.. فاضَ الحُبّ منها!

*    *   *

كانت نورهان مازالت جالسة على ذات المقعد، تحاول تهدئة تلك الّتي تنهار بجوارها وبعد فترة جلست حبيبة بتوترٍ ونظرت لنورهان وتحديث بحرجٍ:-
"ما بلاش.. أنا هديله الفلوس اللي هو عايزها وهيسكت.."

"اللي زي الحيوان ده مبيشبعش مهما تعملي، متخافيش والله إبراهيم هيقدر يساعدنا."

في لحظتها كان يتقدم منها أخاها، نظر لها ونبس مستفهمًا:-
"أستر يارب، عايزاني ضروري في إيه كده؟"

سحبت مقعدًا يجاورها فجلس بجوارها بعد أن لاحظ تلك المنكمشة على نفسها بحرجٍ فأبعد عيناه سريعًا وعاد ببصره لنورهان الّتي قالت بجديةٍ:-
"عايزاكِ تهكرلي موبايل حد، تعرف؟"

"أعرف آه بس ده مش لعب عيال عشان أعمله يا نورهان، تهكير ليه أصلًا أنا مش فاهم حاجة!"

بجديةٍ متعجبة نطق عباراته وشرحت له نورهان بإختصار ما حدث وأنهم يريدون اختراق هاتف ذلك الشاب وحذف جميع ما يمتلكه على هاتفه وبعد فترةٍ قصيرة التفت للفتاة الّتي كانت تجلس بصمتٍ وسألها:-
"وأنتِ إيه اللي يضمنلك أنه مش معاه نسخة تانية من الصور على لابتوب أو حاجة تانية؟"

سارعت بالنفي بخفوت:-
"هو معندوش لابتوب."

أخذ نفسًا عميقًا وهو ينظر لنورهان الّتي تطالعه بأمل وثوانٍ وكان يتحدث:-
"أنا أقدر انفذ اللي عايزينه بس ده مش حل للمشكلة، هو ممكن يبقى معاه نسخة تانية، ممكن بيكون بيهدد أو هيهدد بنات تانية.. الصور لو اتمسحت ده مش هيوقف المشكلة بالعكس هو هيفضل مستمر في اللي بيعمله حتى لو مع اشخاص مختلفين."

أشباهُكِ الأربعون.Where stories live. Discover now