6- فوبيا الجبنة!

1.6K 148 39
                                    

في غرفة طُليت جدرانها بلونٍ رمادي هادئ وعُلقت على إحدى حوائطها صور له برفقة والده وأخرى برفقة أصدقائه ومن ثم يتواجد مكتب صغير عليه مصباح أبيض اللون يجاوره الكثير من الكتب الدراسية.

أمام إحدى الحوائط كانت تتواجد مكتبة متوسطة الحجم بها مِئات الكتب الّتي جمعها على مدار حياته، وسط كل تلك الكتب كانت رواياتها تتوسطهم.. تعطي بريقًا مميزًا لما يتواجد حولها.

كان نائمًا هو على سرير يتوسط الغرفة، جذعه عارٍ كعادته ينام بإرهاق بعد أن مر عليه أكثر الأيام الّتي طالما كان ينتظرها لتظهر ابتسامته بتلقائية على بسمته أثناء نومه.

التفت بجسده فشعر بيديه تصطدم بشيء ما وقبل أن تُفتح عيناه كان يُلقى عليه كوب من الماء المُثلج وارتفع صوت لآلة موسيقية صاخبة وبنبرة لا تُصنف من أصحاب الصوت المقبول غنائيًا صفق صاحبها وهو يهز النائم ليوقظه:-
"يا عريس! قوم يا عمنا!"

بفزعٍ استيقظ أمان ناظرًا حوله بعدم فهم ليجد جميع أصدقائه، طالعهم بدهشةٍ وارتفعت انفاسه وبنبرة عصبية سأل:-
"إيه الغباء ده! مين الحلوف القذر اللي دلق عليَّ ماية؟"

أشار إلياس بسرعة لإحداهم وقال:-
"مراد."

توسعت أعين مراد مستنكرًا وتمتم يدافع عن نفسه:-
"أنا اللي رميتها يا نصاب! طب أكذب عدل وارمي الكوباية من إيدك طيب!"

سرعان ما ألقى إلياس كوب المياه على الفراش لتنسكب باقي محتواياته وبلحظةٍ رمقهم أمان فيها بطرف عينيه غاضبًا ومن بين أسنانه هتف:-
"برا."

دفع إلياس مراد بغضبٍ ونظر أمان إلى عبدالرحمن الذي يحتضن أحد الآلات الموسيقية وتسائل بدهشة:-
"وأنتَ جيبت الطبلة دي منين!"

"من حموكشة." بلامبالاة قالها فوجد أحدهم يمسكه من قميصه رافعًا إياه للأعلى قليلًا وبعصبية تحكم بيها قال:-
"حموكشة سوابق؟"

رمش بعينيه بتوترٍ وهو ينظر لجواد وملامحه الّتي على وشك أن تفتك به وسارع بالنفي بارتباك ونبرة متقطعة:-
"إيه؟ آه.. لأ لأ مش قصدي.. أنا.. أنتَ هنا من إمتى؟"

"متغيرش الموضوع! إيه اللي وداك لحموكشة سوابق يلا!"

برجفةٍ خفيفة أبعد يد جواد من على قميصه وابتعد عنه كليًا يقول مدافعًا بنبرةٍ حادة رغم ارتعاشها:-
"على فكرة بقى أنا مبخافش منك! آه.. أنتَ فاكرني هخاف من الشويتين اللي بتعملهم مع المساجين دول! لا يا بابا مش عليَّ!"

مازالت نظرات جواد معلقة عليه بدون أن يرمش وقبل أن يعاود سؤاله بجدية كان يتراجع عبدالرحمن عن حديثه بخوفٍ:-
"وبعدين أصلًا الطبلة دي بتاعتي وهو اللي سرقها مني.. رحت أرجعها!"

أشباهُكِ الأربعون.Where stories live. Discover now