10- يلا إسكندرية؟

1.3K 133 10
                                    

في دجنة الليل، نظرت هيَّ إلى السماء المشبعة بالغيوم وتتخللها إضاءة خافتة لنجوم تسبح في فضاء شاسع لا يمكن للعقل إدراكه.

تشعر بأنها تُحلِّق كفراشة هاربة، تبتسم كأنّها لم تحزن يومًا وتنظر له بأعين تعلمت معنى الحب منذ لحظات وها هيَّ الآن تستنشق تأثيره.

أخذت نفسًا عميقًا وهيَّ تنظر إليه باهتمام بينما يتحدث، وربما إن شاهدهم أحد.. إن انتهى العالم في تلك اللحظة.. إن حدثت كارثة ما، هيَّ لن تنتبه لما يحدث، كأنّها في عالمٍ آخر.. تنتهي فيه الحروب على حافة ذراعه ويكمن السلام في نظرة عابرة من عيناه.

هربت بعينيها عندما لاحظت أنه يشاهدها أيضًا، فأشاحت ببصرها خجلًا وعدّلت من حجابها فعلّق هو ببسمة:-
"السطح هنا حلو أوي.."

سارعت بالموافقة واعتدلت تتحدث بحماس يرافقها دائمًا عندما تتحدث برفقة من تحب:-
"أيوة بجد.. تقريبًا أنتَ الوحيد اللي حبيت السطح هنا غيري، الكل بيخاف يطلعه عشان ضلمة."

التفت بعيناه الرمادية إليها وتحدث:-
"بالعكس، جمال السطح في هدوء الإضاءة.. ده بيبقى أحسن عشان تشوفي السما بوضوح."

وافقته وهيَّ تومئ برأسها وقالت بنبرة تخللها المرح:-
"بقولهم كده دايمًا بس محدش مهتم يشوف السما والنجوم غيرنا باين."

مال ناحيتها قليلًا وذم شفتيه يقول بهدوء:-
"كده أحسن.. خلينا إحنا بس مش ناقصين دوشة."

ضحكت بخفوت وتشدقت:-
"عندك حق."

دام صمت محبب لدقائق، لم تشعر فيها بثقل الصمت كعادتها، لم تشعر بأن هناك حديث يجب أن يُقال ولا ينتهي، بل هناك صمت محبب لقلبها لأول مرة تستشعره وأحبت تلك الفكرة بأنها رغم الصمت.. تشعر بأن حديثهم لا ينقطع.

بعد دقائق عدة نظرت إليه واعتدلت في حماس تقترح:-
"فيه تريند حلو أوي.. تيجي نجرب نعمله؟"

"تريند إيه؟"

"هسألك كام سؤال وتجاوب بالسبب.. بس متخافش مش هسأل حاجة تجيب خناقات ونكد." أنهت حديثها بمرحٍ فضحك على ما قالته ووافق بينما يعتدل في جلسته ليصبح مقابلها:-
"خلاص.. يلا بينا."

أمسكت هاتفها وأخفضت صوت النغمات المنبعثة منه، كانت لديها عدة أسئلة ستسألها له وبداخلها فضول لمعرفة جوابه فسارعت بالسؤال الأول:-
"لو كنت أحساس.. كنت هبقى إيه؟"

على ثغره ارتسمت بسمة خافتة، لم يفكر كثيرًا فهو متأكد من الإجابة مسبقًا فثوانٍ معدودة وكان يجيبها:-
"الإرتياح."

ارتسمت بسمة على ثغرها وسألته ثانيةً بفضول:-
"أشمعنى؟"

"عارفة لما تبقي طول عمرك مش لاقية كلام يوصف اللي حاسة بيه وفجأة تلاقي حد بيعبر عنه فتحسي أنك مرتاحة أنك مش لوحدك.. ومش غريبة.. وإن اللي أنتِ حاسة بيه ده مهما كان غريب للناس فهو لشخص معين طبيعي؟" تحدث بعد تنهيدة مطولة مخرجًا ما يشعر به لتبتسم هيَّ لثوانٍ وهمست:-
"فاهماك.."

أشباهُكِ الأربعون.Where stories live. Discover now