14- الدبلة VS السحلب!

1.3K 123 37
                                    

صباحًا وقبل أن تعود للمنزل بعد عملها، في طريقها كانت تسير من أمام المشفى الّتي يعمل بها أمان، ترددت قليلًا في الصعود ورؤيته والجلوس معه ظنًا أنه مشغولًا أو أن يكون في إحدى العمليات ولهذا أخرجت هاتفها وهيَّ تقف بهدوءٍ وهاتفته حتى استمعت لصوته يقول:-
"صباح الخير يا عيوني، خلصتي شغل؟"

تعجبت من إنخفاض صوته ولكنها لم تبالِ وقالت ببسمة:-
"أها لسة مخلصة، أنتَ في المستشفى أعدي عليك ولا مشغول؟"

"العالم كله يفضالك.. تعالي هتلاقيني في المكتب." ارتسمت بسمة خافتة على ثغرها أثر كلماته ودقيقة وأغلقت الهاتف متوجهة نحو الداخل.

سارت حتى وصلت إلى المكتب الخاص به، طرقت الباب ودلفت للداخل لتجده جالسًا على إحدى المقاعد وبإحدى يديه يحمل بعض الأوراق يراجعها وعلى قدمه كانت تنام فتاة صغيرة في الرابعة من عمرها.

"معلش مش عارف أقوم خالص، ميان هتصحى." قالها معتذرًا بصوتٍ خافت وهو يشير إلى الطفلة لترمقه بتعجبٍ وبمرحٍ تساءلت:-
"مين ميان؟ أنتَ متجوز ومخلف وأنا معرفش ولا إيه؟"

ضحك على جملتها وأوضح وهو يضع الأوراق جانبًا:-
"دي بنت صاحب بابا اللي كنت حكيتلك عنه، بتحب كل ما تيجي تقعد معايا.. لسة كنا بنلعب سوا من شوية ويدوبك بقالها نص ساعة نايمة."

ابتسمت وهيَّ ترى المشهد وجلست على مقعد يجاوره وتساءلت:-
"اللي هو صاحب المستشفى؟"

"أيوة."

اومأت وانحنت بجسدها للأمام قليلًا تستند على قدمها وبأنامل رقيقة سارت بها على ملامح الطفلة لتبعد خصلات واقعة على وجهها ومن ثم رفعت عيناها إلى أمان الّذي كان محدقًا بها بالفعل وقالت بحُبٍّ:-
"ماشاء الله عسولة أوي.. ربنا يحميها."

ظلت بينٍ حينٍ وآخر تربت على خصلات الطفلة في حنانٍ لاحظه هو فابتسم يسألها:-
"بتحبي الأطفال أوي كده؟"

"أوي بجد.. وخاصةً البنات، وأنت؟"

نظر إلى ميان النائمة كالملاك وابتسم قائلًا:-
"بحبهم بردو، بالنسبة ليَّ مبتفرقش بنات أو ولاد عادي بحب الأطفال كلهم."

توسعت بسمتها وبعد ثوانٍ من النظر إلى الطفلة عادت بعيناها إليه وسألته بفضول:-
"لو خلفت بنت مثلًا حابب تسميها إيه؟"

أرجع رأسه للخلف ضاحكًا بيأسٍ وهو يتذكر مرارًا أنه دائمًا ما يفشل في الثبات على لقبٍ ما:-
"ده أكتر سؤال مُحير بجد، سايبها لوقتها بقى ربنا يسهل."

ضحكت موافقة وأيدته الرأي قائلة:-
"وأنا كمان بردو كده.. حرفيًا كل يومين بختار اسم وأقول لما أخلف هسمي بنتي كذا وبتاع وفي الآخر بغير رأيي، نفسي أثبت على قرار بجد."

أشباهُكِ الأربعون.Where stories live. Discover now