"إنَّ الجراحَ وإنْ تزايدَ نَزْفُها
للهِ فيها حِكمةٌ وشِفاءُ
لا يأْسَ في دارِ الزَّوالِ، فمِحنةٌ
تأتيكَ داءٌ، ثُمَّ بعدُ دواءُ
إن كانتِ البَلوى فراقُ أحِبَّةٍ
فاصبِرْ، فما بعدَ الفراقِ لقاءُ
إن لم نرَكُم في الحياةِ فلَيْتَنا
مَعَكُم بجنَّةِ ربِّنا جُلَساءُ."_مُقتبس
______________________
تلك الحياة غير عادلة يا صاحبي، تأتي لنا بما يُسمى الوجع
والمطلوب أن نتحمله وأن نواجهه حتى وإن تطلب الأمر فقدنا لحبيبٍ، يصعب علينا فراقه!
وكما يُقال تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
وها قد جائت الرياح محملة بعاصفة دمرت كل من أمامها.______________________
"ليه ماقولتش إن دا الحُضن الأخير؟"
اتفق هو وشقيقه أن يذهبا إلى والدتهما وحدهما فاليوم هو يوم العطلة الأول التي حصلا عليها بعد الكثير من الإلحاح على "أدهـم"؛ ليقضيا اليوم برفقتها وأيضًا لعلمهما أنها مريضة
عندما وصلا فتح "نـديم" الباب بمفتاحه الخاص ودخل الإثنان معًا بهدوءٍ فوجداها كعادتها تجلس في غرفتها وفي يدها المسبحة والإعياء ظاهر عليها بوضوحٍ، أول من اتجه ناحيتها كان "تـميم" وهو يقول بنبرةٍ حاول صبغها بالمرح:
_ست الكل وحشتيني واللهابتسمت ابتسامة باهتة فتحدث الآخر بقلقٍ ظهر في نبرته:
_مالك يا ماما؟ شكلك مش كويسة_ولا حاجة يا حبيبي، دا هبوط عادي يعني...تعالوا في حضني وحشتوني
كعادتهما جلس واحد على جانبها الأيسر والآخر على الجانب الأيمن وكلٌ منهما يستند برأسه على صدرها فقامت بمحاوطة الإثنين مربتة على رأسهما بحنانٍ، بينما نظر "تـميم" إلى شقيقه بقلقٍ بادله الآخر إياه فهتف الأول بقوله:
_ماما، نجيبلك دكتور من صيدلية؟لم يحصل على ردٍ منها فرفع رأسه ليجدها مستندة على رأس شقيقه بتيهٍ ليهتف باسمها حتى تنتبه له قبل أن يقول:
_أنا هروح أجيب دكتور..."نـديم" خلي بالك منها وقوم اعمل كوباية مياة بسكر لغاية ما آجيأومأ الآخر له بطاعةٍ واتجه كلٌ منهما لفعل اللازم وقام "نـديم" بمهاتفة خالته وقال لها:
_خالتو ممكن تنزلي شوية معلش؟ ماما تعبانة و"تـميم" راح يجيب دكتور وأنا عايز حد معاياعلى الفور نزلت خالته "نـعمة" حتى تكون مع شقيقتها، بعد قليل عاد "تـميم" ومعه الطبيب الذي أخذ يفحص "وفـاء" وبعد ربع ساعة تقريبًا من الفحص الدقيق تحت نظراتهم التي تشُع قلقًا تحدث بأسفٍ:
_البقاء لله شدوا حيلكمصمت! هذا ما أخذه الطبيب ردًا على حديثه قبل أن تبدأ "نـعمة" في البكاء منادية على شقيقتها الراحلة حينها اقترب "تـميم" من الطبيب وهتف بثباتٍ خارجي:
_معلش يا دكتور أكشف عليها تاني، ممكن تكون غيبوبة سكر ولا حاجة
YOU ARE READING
لِـعبة العُـصور ✓
Kalandهل تساءلت يومًا متى سيكون لكَ صديقًا وفيًا يكون في عونَك عندما تحتاجه؟، أم حبيب يكون لكَ الطريق الذي تسلُكه و ينجيك من الظلام الذي يحيط بكَ؟ أم هذا الفتى الذي تتشاجر معه دائمًا و لكن فجأه يصبح لكَ كتفًا عندما تميل تجده يسندك؟ حسنًا أنا سأخبركَ الآن...