وكان الروح تُسحب وتذهب إلى مكانٍ آخر لتعود ومعها كل الذكريات القديمة مرة أخرى وكل الجروح التي كنت تعمل حتى تخفيها بعدما فشلت في أن تداويها بنفسك
كان يجلس في غرفته وهو منكب على بعض الكتب يقرأها بتركيزٍ شديد حتى وجد باب الغرفة يُفتَح وشخص يقتحم الغرفة كما الرياح في أشد أوقاتها قبل أن يقترب من ذلك الجالس وهو يقول بنبرةٍ غليظة:
_أنا قولت ايه قبل كدا ياض أنتَ؟؟تحركت أعيُن الفتى في كل مكانٍ بتوترٍ وهو يفرك كفيه ببعضهما البعض قبل أن يدفع الآخر المقعد بقدمه فوقع أرضًا وهو يمسك ظهره متأوهًا بألمٍ شديد، كانت فعلته مرفقة بقوله الذي لم يظهر شيئًا سوى قسوته وقلبه الذي لا يحمل ذرة واحدة من الرحمة:
_أنا أبوك...وأنا اللي أقرر وأنا قولت هتنزل تشتغل وتعيش هنا بلقمتك مش هبقى بنزل أطفح الدم وأنت تاخد على الجاهز...قال ايه هتنفع أوي وهتفلح في الآخر كنت أنا فلحت ودخلت كلية زي ما كنت عايز...مش دا اللي أنت كمان بتفكر فيه؟؟ هـا انـطـق!صرخ في آخر كلماته فردَّ الآخر عليه قائلًا بنبرةٍ مُهتزة بعد أن فشل في كبح دموعه مثل كل مرة:
_مش ذنبي إنك معرفتش تحقق حلمك...مش ذنبي إنك مفلحتش...عايزني أنزل أشتغل؟؟ حاضر..بس مش من حقك تمنعني إني أحقق الحاجة الوحيدة اللي حلمت بيهاقال حديثه وهو يعتدل في جلسته فتأوه مرة أخرى بألمٍ قبل أن يكمل حديثه بتحدٍ ظاهرًا في نبرته:
_وهحقق حلمي وهدخل صيدلة زي ما بحلم...وهتشوف أنا وأنتَ و زمن طويل أوياغتاظ والده بشدةٍ من حديثه فاقترب منه يمسكه من تلابيبه هاتفًا بنبرةٍ جامدة:
_أنت بتتحداني أنا؟؟أنهى حديثه وهو يصفعه على وجنته حتى ارتطمت رأسه في الحائط خلفه قبل أن يتحدث ابنه قائلًا بنبرةٍ منكسرة لا تعبر عن شيءٍ سوى ألمه:
_لو كانت موجودة كان زمانها دافعت عنيانزوى جانب فم والده بسخريةٍ قائلًا:
_لو بقى...هي مش موجودة خلاصانهال عليه بالضربات بعدما أنهى حديثه، بينما كان الفتى يتلقى ضرباته باستسلامٍ وكأن قواه قد سُحِبَت منه حتى أنه أصبح غير قادرًا على الدفاع عن ذاته حتى أغلق عينيه بوهنٍ وهو يسقط في بؤرة ظلامه وكأنه أصبح معتادًا على هذا حتى يريح عقله _حتى وإن كانت راحة مؤقتة_
#إقتباس ٢
#لِـعبة العُـصور "العَـودة"
#قريبًا
YOU ARE READING
لِـعبة العُـصور ✓
Adventureهل تساءلت يومًا متى سيكون لكَ صديقًا وفيًا يكون في عونَك عندما تحتاجه؟، أم حبيب يكون لكَ الطريق الذي تسلُكه و ينجيك من الظلام الذي يحيط بكَ؟ أم هذا الفتى الذي تتشاجر معه دائمًا و لكن فجأه يصبح لكَ كتفًا عندما تميل تجده يسندك؟ حسنًا أنا سأخبركَ الآن...