مِن المُمكن أن ينقلب كل شيء في لحظة رأسًا على عقب، من ضحكاتٍ تتصاعد إلىٰ شهقاتٍ مكتومة تُعرِّب عن آلام صاحبها!
كان يتحدث بمرحٍ لا يتخلى عنه وهو يقول:
_عايزين نصون الوعد...ولا يفرقنا بُعد في مشوار هوانا...بدل ما نغُز بعض..ما تيلا!
قال آخر كلماته بعبثٍ لتضحك مرة أخرى بنفس الطريقة حتى وجدته يقول بحدةٍ مصطنعة:
_وربنا يا شادن لو حد سمعك بتضحكي الضحكة دي هشُقك وهتقولي نديم قال
كادت أن تجيبه وهي تحاول أن تنظم أنفاسها المتقطعة أثر الضحك، ولكنها استمعت لصوت إرتطام عالٍ تبعه الكثير من الأصوات، ظلت تنادي عليه ولكن لا إجابة حتى إنقطع الإتصال
هاتفته مرة أخرى بأصابعٍ مرتجفة ظلَّ الهاتف يرِّن لدقائق قبل أن يجيب شخص آخر لا تعلم هويته وهو يقول بأسفٍ:
_صاحب التليفون في عربية خبطته وهيتنقل مستشفى *****
عندما أنهى هذا الرجل حديثه أغلق الهاتف دون إنتظار رد منها حتى!
بينما هي نظرت للهاتف بتشوشٍ لا تعلم ماذا تفعل، كل شيء انقلب رأسًا على عقب في ثانية واحدة لم تجد شيء تفعله سوا أنها قامت بمهاتفة "تميم" الذي أجابها بعد دقائق تقريبًا وهو يقول بنبرةٍ ناعسة:
_أخلص من زن نديم الصبح، تيجي أنتِ تزني عليا دلوقـ...
قطعت حديثه وهي تقول مسرعة وقد كان صوتها على مشارف البكاء:
_مش وقت كلام دلوقتي...أنا كنت بكلم نديم ومرة واحدة التليفون فصل بعدها في واحد قالي إنه عمل حادثة وهيتنقل المستشفى وأنا خايفة مش عارفة أعمل ايه
قالت حديثها دفعةً واحدة وكأنها تخشى من فقد شجاعتها على الحديث، بينما كان "تميم" على الجهة الأخرى يستمع بعدم تصديق قبل أن يقول بنبرةٍ مهزوزة:
_بقولك ايه قولي لخطيبك إني مش بحب الهزار دا وهو عارف ولما يجيلي أنا هتصرف معاه
تأففت "شادن" قائلة بنبرةٍ منفعلة:
_مش هزار يا تميم قوم و روح على المستشفى لغاية ما أصحي بابا وآجي...أنت شايف أصلًا إن دي حاجة يتهزر فيها؟!
انتفض الآخر من على الفراش ثم أغلق معها الهاتف وهو يركض نحو الخارج بملابسه البيتية، قبل أن يخرج أوقفته والدته وهي تسأله بتعجبٍ من ركضه بهذه الهيئة:
_ايه اللي حصل يا تميم؟؟ أخوك كويس؟
أخبرها بما يعلمه وهو يرتدي حذائه ولم ينتظر حتى ردها وهو يتركها في حالة صدمتها راكضًا نحو المستشفى،
بعد فترة قصيرة وصل أمام وجهته المنشودة، كان وكأنه يسابق الزمن حتى يصل وهو في طريقه نحو الداخل هاتفه "يزن" الذي قال بعتابٍ مصطنع:
_بقالنا يوم كامل منعرفش حاجة عن بعض، يرضيك؟؟
YOU ARE READING
لِـعبة العُـصور ✓
历险هل تساءلت يومًا متى سيكون لكَ صديقًا وفيًا يكون في عونَك عندما تحتاجه؟، أم حبيب يكون لكَ الطريق الذي تسلُكه و ينجيك من الظلام الذي يحيط بكَ؟ أم هذا الفتى الذي تتشاجر معه دائمًا و لكن فجأه يصبح لكَ كتفًا عندما تميل تجده يسندك؟ حسنًا أنا سأخبركَ الآن...
