١٨-المشهد يُعاد

1.9K 200 31
                                    

ومَا كانَ هذا سِوا بداية لحياةٍ يُكتَب بها جراح ربما...وربما فرح وحبٌ يغمُركَ أينما ذهبت، يرمم ما كسرته بداخلك الأيام، وما سببته الحياة من جروحٍ لا تُشفى إلا بوجود مَن تُحِّب

عندما انتهوا من تصوير المقطع، وجدها تنظر له قليلًا ثم انفجر الاثنان في الضحك حتى أدمعت أعينهما، قبل أن يتوقفوا عن الضحك عندما استمعوا لصوت حاول صاحبه أن يصبغه بالثبات وهو يقول:
_من أنتما؟؟ وماذا تفعلان هنا؟؟

التفت الاثنان لصاحب الصوت خلفهما، وجدا فتاة يبدو على ملامحها الإرتباك بثوبها السماوي الرقيق وخصلاتها السوداء التي لا تتعدى أذنها، استقام "نوح" من جلسته ثم ساعد "سلمى" على الوقوف والتي قبضت على مرفقه بإرتباكٍ، توتر جسده من لمستها ولكنه حاول تناسي توتره وهو يقول بنبرةٍ جاهد على جعلها جامدة:
_انتِ مين الأول وعايزة ايه؟؟

أرجعت الفتاة جزءًا من خصلاتها خلف اذنها ثم تحدثت بتلعثمٍ:
_يبدو انكم الغرباء الذين تحدث عنكم ريفو...أرجوكم تعالّا معي هنا خطر عليكم

تدخلت "سلمى" قائلة بنبرةٍ مُهتزة:
_خطر علينا ازاي يعني؟؟

تأففت الفتاة بقلة حيلة وهي تقول مسرعة أثناء سيرها أمامهما:
_سنذهب لغرفتي ثم أقسم لكما سأقول كل شيء ولكن هيا الآن قبل أن يرانا أحدٌ من الحراس

نظرا لبعضهما قليلًا ثم تحركا خلف تلك الفتاة المجهولة بالنسبة لهما حتى الآن، ذهبا معها إلى مكان لأول مرة يروه في القصر، قامت الفتاة بفتح باب الغرفة وهي تشير لهم أن يدخلوا، عندما دخلوا تحدث "نوح" بنفاذ صبرٍ من غموضها قائلًا:
_ممكن نفهم بقى في ايه؟؟ وانتِ مين أصلًا؟!

جلست الفتاة على المقعد الوحيد بالغرفة وهي تتحدث بهدوءٍ بعد أن أخذت نفسًا عميقًا حاولت به السيطرة على توترها:
_أول شيء أنا أرندة حبيبة ريفوكس...قبل ذهابه لهذا البيت المهجور أخبرني أن أراقب الغرفة التي كنتم تجلسون بها من بعيد وإن رأيت شيئًا غريبًا يحدث أحاول المساعدة وبالفعل حدث ولكن لاحظت أن هناك إثنان غير متواجدان فقررت البحث عنهما حتى اعثر عليهما قبل الحراس وبالفعل وجدتكما والآن يجب أن تبقوا هنا حتى يعود ريفو ومعه ريان و سارا و دايمون

كانت ستقول شيئًا آخر ولكن قاطعتها "سلمى" وهي تتحدث متسائلة:
_هو ايه اللي حصل في الأوضة اللي كُنا فيها؟!

زفرت "أرندة" بضيقٍ قبل أن تجاوبها قائلة بهدوءٍ حاولت اصطناعه:
_على الأغلب فقد أخذهم الحراس ومعهم الملك رازي نحو سجن القصر...أنا عليَّ الذهاب الآن وعندما أعود سيكون ريفوكس معي

قالت حديثها ثم خرجت من الغرفة بينما هما زاغت نظراتهما، وهما يفكران في الباقي ماذا سيحدث معهم؟؟ كيف سيخرجون من هذا السجن؟؟
اتجه الإثنان يجلسان بجانب بعضهما البعض على الأرض في صمتٍ تام قطعته "سلمى" وهي تقول بنبرةٍ باكية:
_نوح أنا خايفة

لِـعبة العُـصور ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن