الفصل السادس والثلاثون (نهاية طريق الضلال)

18.7K 1.6K 635
                                    

متنسوش الڤوت يا قمرات♥
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النهارده سمعت مقولة مُريحة جدًا للشيخ الشعراويّ بتقول: "وإنَّ العبد ليغفل عن ربِّه حتى ينساه فَيرسل الله مِنَ البلاء ما يذكرهُ به حتى يعود العبد يحبُّ الله، فَيحبُّه الله، فَيرفع عنهُ البلاء ويرزقهُ رزقًا طيبًا"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•(الفصل السادس والثلاثون)
•(نهاية طريق الضلال)
•(أبناء هارون)

قلبي يُناجيكِ في منتصف الليل أن تأتيني، وروحي تُرسِل لروحك عُناقًا لتُواسيني، عينايّ لا ترى في الأرضِ سَواكِ، وعبيرك يُحيطُ جسدي ويَرويني، يا عسلية العين رفقًا بمعشوقك، فقد أرهقته الحياة وأحيته دروبك، فهل لي بعناقٍ يُخفف ألم الطريق؟ أم أني سأظل أُعاني من عذابِ الحبِ العتيق؟

يُدافع ويُقاتل لأجلها، رغم الندوب ورغم الصدمات فهو سيُرد اعتبارها، وقف "يعقوب" أمام "فادي" الذي تحامل على ذاته لرفع رأسه لمن يقف أمامه، فاتسعت عيناه هلعًا عندما أبصر "يعقوب" يُطالعه بعينين كالجمرِ المحموم، اندفع الخوف لكل ذرة في أوردته حينما لمح تلك النظرة المُتوعدة تلتمع بوضوح داخل مقلتيه، فابتلع ريقه بصعوبة وتحدث بصوتٍ يملؤه الوجل:

_أنت.. أنت جايبني هنا ليه؟!

لم يجد جوابًا سوى صمتًا يُصيب أرودة فؤاده بالتوتر والقلق، استغل صمته فيما تابع "فادي" حديثه ببعضٍ من القوة الواهية:
_أكيد بسبب اللي حكتهولك، بس متجيش ترمي الذنب عليا و"ذكرى" هي اللي ضحكت عليـ... آاااه.

كذبه لم يتوقف، لذلك قرر "يعقوب" إخراسه بضربة أخرى من عصاه الغليظة، جز "فادي" على أسنانه بألمٍ فاقَ قوة تحمله وبذور الغضب بدأت بالنمو رغم ضعف موقفه، حدجه بنظراتٍ نارية لم يُبالي بها "يعقوب" الذي جلس أمامه على المقعد بطريقة مُعاكسة وتحدث بنبرة ظهر عليها الاستمتاع جليًا وهو يُقلِّب عصاه بين يده:

_المرة اللي فاتت سمعتك بالزوق حصل؟! المرادي لو كدبت مش هتلاقي غير العصاية دي اللي هتكسر عضم جسمك.

تنفس "فادي" بعنفٍ وهو يشعر بالخوف يكاد أن يخنقه ومن ثَم قال:
_أنا مكدبتش عليك، أنا قولتلك كل الحقيقة وقتها، جاي دلوقتي بعد شهرين وزيادة وتشك في كلامي؟!!

_معلش أصلي مكنتش فاضي، لكن أنا دلوقتي صايع ومواريش غيرك يابن "خيري.

الإصرار على معرفة الحقيقة كان يتراقص داخل مقلتيه الحادتان، وبالرغم من بروده إلا أن هُناك حُممًا من النيران المُستعرة تتأجج داخل صدره الآن، وهذا أخطر إن علمتم! فما كان على "يعقوب" سوى أنه انتفض من مكانه بمُباغتة دافعًا المقعد بقدمه في عنفٍ ووجهه لا يُنذِر سوى بالشر، رفع "فادي" عيناه المُمتزجة بالهلع عقب فعلته وتحدث بتلعثم شديد كتهديدٍ _غير مُجدي له_:

أبناء هارونWhere stories live. Discover now