الفصل الخامس عشر (طعنة قاتلة)

28.5K 1.9K 945
                                    

متنسوش تعملوا فوت على الفصل♥

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"لا الدارُ داري، ولا الرٍفاقُ رِفاقي، ولا المكانُ يُعرفني، مالي والدنيا!

أريدُ الجنّة..."💛

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•(الفصل الخامس عشر)
•(أبـنـاء هـارون)
•(طعنة قاتلة)

كل ما أريده هو الإطمئنان، أن تأخذني بعيدًا عن هذا العالم وتحتبسني داخل أحضانك؛ لأسكُن.

الخوف، الهلع، الإشمئزاز، والرعب، جميعها مشاعر مبُعثر تتملكها الآن أثناء وقوفها معه ومُحاصرته لها بتلك الطريقة المُبالغة، كانت أوردتها ترتعش برعب، لكنها تملكت ذاتها ودفعته بعيدًا بكل قوتها، ارتسمت ابتسامة واسعة على ثُغره تزامنًا مع سؤالها الصارخ:

_أنت إيه اللي جابك هنا؟!

مط شفتيه للأمام مُتصنعًا عدم الرضا عن حديثها، ليقول بنبرة أشعرتها بتهديده الخفي:
_لأ يا زوزو مش دي إجابة السؤال اللي أنا عايزه.

ضمت كفها على هيئة قبضة تضغط عليها لتُقلل من توترها، فيما أكمل هو مُتلذذًا بنظرات الخوف التي تحوم داخل عينيها:
_عريس الغفلة عارف إن الحلوة كانت مقضياها ولا مستغفلاه؟!

_ملكش دعوة.
أجابته بذلك وصدرها يعلو ويهبط بنهيجٍ مُتوتر وأعصابٍ تالفة، ومن ثَم أكملت حديثها بقولها المُهين:
_أنت بني آدم زبالة وملكش أي حق تدَّخل في حياتي بأي شكل من الأشكال، يا إما...

كانت ستُكمل حديثها، لكن باغتها باقترابه المُفاجيء ومحاصرته لها مرة أخرى وهو يقول بشيطانية:
_احترمي نفسك ولسانك الحلو دا حافظي عليه عشان هتحتاجيه كتير الفترة الجاية...

لم تعلم معنى حديثه المُبهم إلا عندما شرح لها مقصده بقوله الخبيث:
_وأنتِ بتبرريله لما يعرف حقيقة صاحبة الصون والعفاف.

قال جُملته ثم ابتعد عنها فجأة مثلما اقترب فجأة، لوى شفتيه بابتسامة جانبية قبل أن يرفع كفه ويشير لها بأصابعه وكأنه يُحييها، ومن بعدها تركها وغادر، غادر جاعلًا إياها ترتعش بخوفٍ يكفي لتوزيعه على الجميع!

اتجهت بخُطى وئيدة نحو منزلها وقدماها تكادان تحملانها بصعوبة، تستند بكفها على الحائط لتمنع سقوطها، ووتيرة تنفسها تزداد بفزع، دخلت إلى المرحاض وأغلقت الباب خلفها، ثم اتجهت إلى المرآة المُستندة على الحوض ووقفت أمامها تنظر لشحوب وجهها بأنفاسٍ لاهثة، فتحت صنبور المياه ثم قامت بملء كفيها وبعدها صدمت به وجهها عدة مرات، وهُنا اختلطت دموعها بقطرات المياه رغمًا عنها وما حدث معها سابقًا لا ينفك أن يترك عقلها.

أبناء هارونDonde viven las historias. Descúbrelo ahora