الفصل الثاني عشر (حرب عالمية ثالثة)

28.7K 2K 1K
                                    

متنسوش الفوت من فضلكم.♥🦋

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مالي أراك ابتُليت فتخليت؟؟!
يا بُني! إنما يبتليك الله لتعود فيصطفيك؛ لا لتُعرِض

والسلام علىٰ قلبك>>

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(الفصل الثاني عشر)
•(أبـنـاء هـارون)
•(حرب عالمية ثالثة)

تَجَهَّز لرد الدين الذي فعلته في حياتك، فالحياة تدور وتُطيل في ظلامها، وما أسقيته لغيرك ستتجرع من كأسه.

كان الرجل كمَن يلفظ آخر أنفاسه تحت يدِ "يعقوب" الذي تخلَّى عن هدوئه وسيطر عليه وحش مُخيف يصعب السيطرة عليه، حتى "رائف" الذي أراد مُشاركته في أخذ حقه، تراجع عندما رأى قوته الكامنة والمُختبئة خلف قناع بروده، وعندما أوشك الرجل على فقد وعيه؛ اتجه "رائف" إلى "يعقوب" مُسرعًا لإبعاده، لم ينجح في ذلك من المرة الأولى، لكنه نجح بعدة عدة محاولات كثيرة.

كان صدر "يعقوب" يتحرك صعودًا وهبوطًا بنهيجٍ غاضب، يود الإكمال والفتك به للأخذ بحقه وحق "ذِكـرىٰ"، لكن عليه أخذ إجابات الأسئلة التي أتى من أجلها أولًا، حوَّل أنظاره جهة "رائف" الذي تحدث بهدوءٍ غير مُلائم للموقف:

_ارتحت كدا؟!

وإجابة "يعقوب" الحاسمة كانت:
_لأ.

ارتسمت ابتسامة جانبية على فم "رائف" الذي أجابه بثقة:
_ناخد منه المُفيد وبعد كدا اعمل اللي أنت عايزه.

عيناهُ كجمرتين من الأخشاب المُشتعلة، يود تدمير كل ما حوله وتهدأة فؤاده الذي يأمره بالذهاب إلى "عمير" وقتله، كان الرجل يتأوه بألم وهو يتمدد على الأرضية الصلبة وبجانبه ترتمي نارجيلته، اقترب منه "يعقوب" بخطواتٍ مُتريثة حتى بات أمامه، وبعدها انحنى بجذعه ليجلس القرفصاء أمامه، طالعه الأخير برعبٍ وحاول فتح فمه للحديث، لكن الألم كان لا يُحتمل ومنعه من الإستكمال.

تحولت نظرات "يعقوب" إلى نارجيلته وأمسك بالفوهة التي يوضع عليها الفحم المُشتعل، ثم ضيَّق عيناه بتفكير وهو يتسائل بجدية:
_يا ترى بتلسع؟!!

_إلـ.. إلحقوني.

همس بها الأخير ببكاءٍ وألمٍ لم يعد يحتمل، ليرد عليه "يعقوب" بنفس جُملته المُعتادة:
_هيلب يور سيلف يا روح أمك.

صمت يُتابع وجهه بظفر، وبعدها استطرد حديثه قائلًا:
_هسيبك بس بشَرطي أنا، وبمزاجي أنا، وهتقول كل اللي عايزك تقوله.

وكأنه وجد طوق النجاة أخيرًا بعد مُعافرة دامت طويلًا، ليقول بلهفة غلفتها البكاء:
_هـ.. هقول.. والله العظيم هقول.

أبناء هارونDove le storie prendono vita. Scoprilo ora