الفصل الثلاثون (عرض زواج)

17.3K 1.5K 573
                                    

أنا حاسة إنكم اتحسدتوا، الفصل كان بيعدي الـ 800 كومنت دلوقتي بقى عامل زي الصحرا.😬

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"تتجافى جنوبُهم عن المضاجِع"

ترتفع جنوبهم، وتنزعج عن مضاجعها اللذيذة، إلى ما هو ألذ عندهم منه وأحب إليهم، وهو الصلاة في الليل، ومناجاة اللّـه تعالى.
- عن رسول اللّٰـه ﷺقال:
"يُحشر الناس في صعيد واحد يوم القيامة ، فينادي مناد يقول : أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ؟ فيقومون، وهم قليل، فيدخلون الجنة بغير حساب ، ثم يؤمر بسائر الناس إلى الحساب".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•(الفصل الثلاثون)
•(عرض زواج)
•(أبناء هارون)

لم تكن الحياة عادلة يومًا، ولم يكن الفؤاد مُتعقلًا من قبل، والرياح دائمًا تأتي بما لا تشتهي السُفن، حتى الحُب.. لم يكن الحل للخلاص للحظةٍ، كل هذه أوهام يّسطِّرها لك عقلك الباطن للتعايش، كل هذه أحلام تخفي من خلفها كابوسًا لو رأيته لوقعت فزعًا، حتى دموعك التي تخدعك بأنها دموع فرح، لم تكن سوى نتيجة من الحُزن والخذلان.

كرر "فادي" اسم "ذكرى" بلهفة ما إن فتح الهاتف ليُجيبها، فجاؤه صوتها القوي والذي يتغلغله الحقد المرير:
_آه "ذكرى" يا زبالة.

رمش بأهدابه عدة مراتٍ وكأنه وعىٰ للموقف بأكمله، فاصتبغت عيناه بالغضب وهو يُردد بحدة مُهددًا إياها:
_احترمي نفسك يا "ذكرى" وإلا...

قاطعت حديثه بمرارة رغم قوة نبرتها:
_وإلا إيه؟! فيه إيه باقي لسه معملتهوش! قولت لـ"يعقوب" عن اللي كان بيننا ويا عالم قولتله إيه، دمرت ماضيّا وحاضري ومستقبلي، سببتلي كُره ناحية كل الرجالة، بس مهما حصل يا "فادي" عمري ما هكره "يعقوب" وهفضل أحبه، عارف ليه!!

تسائلت وانتظرت قليلًا فلم تسمع سوى صوت أنفاسه الغالية التي تعكس انفعالاته المُتعصبة، لكن عصبيته وصلت إلى أوجها حينما هتفت "ذكرى" بصوتٍ واثق يدل على عشقٍ وطيد:

_عشان "يعقوب" راجل بجد، مش واطي وحيوان زيك.

تدفقت الدماء إلى رأسه وشعر بحُمم تؤجج من طاقة الغضب داخله، حديثها بكل تلك الثقة عن غريمه جعله يحقد على "يعقوب" أكثر وأكثر، يُحاول معرفة ما يُزيده عنه حتى يُغير ما بذاته ويجعلها تعود كسابق عهدها لتُبادله الغرام مُجددًا، لكن ما لا يعلمه أن المسألة مسألة قلوب، وأن الأرواح تلاقت في نقطة تُشبه المغناطيس، وبرغم البُعد فالقلوب مُترابطة، والأيدي مُتشابكة، والأعيُن مُتعانقة.

كاد أن يفتح فاهه حتى يُجيبها بطريقة مُهينة، لكنه صمت حينما استمع إلى صوت صافرة الإغلاق تعلو من الطرف الآخر، نظر إلى الهاتف بغضبٍ جم وفي لحظة عُنفوان عصيبة رماه بعنفٍ على الجدار الذي أمامه، ليسقط مُتهشمًا أمام ناظريه كالفُتات، نظر إلى نثرات الهاتف وصدره يعلو ويهبط بعصبية هائلة، لقد استطاعت ببضعة كلماتٍ فقط أن تتسبب في إحراق روحه بعدما كان يحتفل بنجاح خطته العظيمة.

أبناء هارونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن