الفصل الرابع والثلاثون (أو أشدُ قسوة)

24.6K 1.8K 583
                                    

المرة اللي فاتت كنت بقولكم ادعوا لجدتي بالشفاء، لكن المرادي جاية أقولكم ادعولها بالرحمة فضلًا.♥

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•(الفصل الرابع والثلاثون)
•(أو أشدُ قسوة)
•(أبناء هارون)

ثم ماذا؟!
ثم إنَّ جميع مشاعري مُبعثَرة!

اُنتُهِكَت، سُلِبَت، وأُخِذَت بالقوة حتى ذَبُلَت، أربع كلمات كانت تعكس حالة "تسنيم" الرثة بعد أن اعتدى عليها "حسن" وألقى عليها نظراتٍ مُتشفية استطاعت قرائتها بوضوح قبل أن يُحيطها الظلام، ومن بعدها لم تشعر بأي شيء، ولا حتى بحمل "حسن" لها ووضعه لها في سيارته التي انطلق بها بعيدًا حتى وصل إلى منطق نائية يمر بها عدد قليل من السيارات راميًا جسدها الملفوف بملائة مُهترئة على الطريق!

مرت الساعات حتى استطاعت فتح جفنيها المُنغلقين بصعوبة شديدة، تتأوه بألمٍ بالغ يضرب كل إنشٍ في أنحاء جسدها، وحتى الآن لم تعي للمكان الذي تضجع به، رمشت بأهدابها عدة مراتٍ لتعتاد الإضاءة فقابلها الكثير من الوجوه المُشوشة والغير واضحة، وبعد لحظات استطاعت تكوين الصورة كاملة، وأول مَن رأت كانت "ياسمين" التي انهمرت على وجهها تغمره بالقُبلات وصوت نحيبها يعلو في كلِ ركنٍ من أركان الغرفة.

ثانية مرت.. وثانيتان.. وشعرت "ياسمين" بجسدها يُدفَع بقوة من شقيقتها حتى كادت أن تصتدم بالأرض لولا أن لحقتها يد "ذكرى" التي ساندتها، لم يكن بالغرفة سوى الفتيات ومعهم "حنان" الذي أصرَّ عليها "بدير" من التواجد معها، ومع إلحاحه عليها وافقت وغادرت مكانها من أمام غرفة العناية المُحتجز بها "حمزة" الذي استقرت حالته وجاءت إلى هُنا.

انكمشت "تسنيم" على ذاتها تضم ركبتيها إلى معدتها وتُطالعهم بنظراتٍ هيستيرية خائفة، خصلات شعرها تلتصق بمظهر رَثّ على جبينها المُمتليء بالعرق، عيناها تصبان المزيد من الدموع وهي تبحث من بينهم عن شخصٍ بعينه، "حسن".. ذلك المُغتصب الذي دمَّرها بأقسىٰ ما يكون، الحقير المُنتهك الذي سلبها جسدها، اقتربت منها "ياسمين" مُجددًا لتضمها فصرخت بها "تسنيم" في المقابل:

_ابعدوا عنـــــي، محدش يقربلــــــي، سيبونـــــي في حالــــي بقـــى، ابعدوا عنـــــي، ابعــــــدوا.

ظلت تَصرخ بانهيار والجميع يُطالعها باندهاشٍ جَلي، دخل المُمرضين إليها بسرعة فطالعهم الطبيب المُشرف على حالتها وتحدث بعصبية:
_مين اللي دخلكم؟!! بعد إذنكم اخرجوا دلوقتي.

أبناء هارونWhere stories live. Discover now