الفصل التاسع والعشرون (خِطة دنيئة)

17.7K 1.4K 490
                                    

التفاعل يا جماعة الله يكرمكم🙆‍♀️♥

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنتَ المُغيثُ لمن ماتت عزائمهُ، وأنت الرحيم لمن قد هدَّهُ التعبُ♡•

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

•(الفصل التاسع والعشرون)
•(خِطة دنيئـة)
•(أبناء هارون)

الآلاف من الكلمات وقفت عاجزة على طرف شفتيها عقب تصريحه بتطليقها، لقد تخلَّى عنها حقًا، قطع كُل حِبال الوِد المُتصلة بينهما، هجر فؤادها وحرم عيناها من رؤيته، بينما هي لم تستطيع المُجازفة والتمسك به، وبأي وجهٍ من الأساس ستمنعه من الابتعاد عنها؟ بأي حقٍ ستُجبره أن يظل معها، خدعته؟ ربما، لكنها عشقته بكل جوارحها، عشقٌ لم تُبادله غيره، لكن يبدو بأن حقيقتها التي أخفتها عليه فاقت مستوى تحمُّله فقرر الإبتعاد.

توقفت أنفاس "ذكرى" وهي تنظر إلى تقاسيم وجهه بصدمة شقت العضو الماكث ما بين ضلوعها، لو قالت أن فؤادها تفتت لما كذبت، هي شعرت بصوت تمزيقه الذي صمَّ أذنها، كلمة واحدة منه كانت كافية لقلب حالها بأكمله، فتتحول من مُدللة صغيرة إلى فُتات مُحترقة، أرجعت خصلات شعرها التي ثارت كحالها تزامنًا مع اهتزازة رأسها بالنفي في عدم تصديق، وبخفوتٍ مذبوح همست:

_لأ.. لأ يا "يعقوب" لأ.

لم يكن حال "يعقوب" أقل منها، بل إن وضعه يزداد سوءًا عنها، جميع أعضاء جسده مُتصلبة بينما عيناه الخائنتان تُعانقاها رغم كل ما حدث وما سيحدث، فيما اقتربت منه مصعوقة تصرخ به وكأنها استوعبت ما رماه على أذنيها للتو:
_لأ يا "يعقوب" بالله عليك.. مش هقدر صدقني.. مش هتبعد عني أنا مش هسمحلك.

كفاها يقبضان على خاصته بكل قوتها، ترجوه بدموعٍ ألا يفعل، ألا يبتعد، ألا يقتل روحًا أحبت فتمزقت، لكن ماذا عن ألمه هو؟ ازدادت شهقاتها قوة وهي تتشدق بكلماتٍ مُبعثرة غير مُرتبة:
_والله العظيم ما كان بمزاجي، قسمًا بالله ما بمزاجي، هو استغلني في المرة الأولى ومكنتش في وعيي، المرة التانية كنت مراته بعد ما أبويا أجبرني أتجوزه عشان الفضيحة.

تعالىٰ نحيبها بقسوة وعادت لتسترسل ببكاءٍ يُمزق جماد الحجارة الساكنة:
_أنا مش وحشة والله يا "يعقوب"، إحنا جوازنا جِه فجأة وملحقتش أقولك، وبعد ما اتجوزنا كان صعب عليا أقولك حاجة زي دي، كل مرة كنت بقرر فيها إني خلاص هقولك كنت بخاف، مش سهل عليا آجي أقولك حاجة كل ما بفتكرها بتوجعني، يا "يعقوب" رد عليا أنت الوحيد اللي بتطمني!

ارتسم على جانب فمه ابتسامة ساخرة وهو يُطالعها بمرارة، قبل أن يردف بكلماتٍ تُقطر دمًا من قسوتها:
_أنا بطمك وأنتِ في المقابل عملتي إيه!

أبناء هارونOnde histórias criam vida. Descubra agora