الفصل التاسع عشر (حقيقة صادمة)

25K 2K 624
                                    

الفصل دا إهداء للجميلة (صفاء كمال) بمناسبة يوم ميلادها، كل سنة وأنتِ طيبة يا قمر♥♥♥🦋

متنسوش تفاعلكم فضلًا.♥

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله ﷺ يقول :

[مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلمُؤمِنِينَ وَلِلمُؤمِنَاتِ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤمِنٍ وَمُؤمِنَةٍ حَسَنَةً]

- رواه الهيثمي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(الفصل التاسع عشر)
•(أبـنـاء هـارون)
•(حقيقة صادمة)

"وأخَذتُ أنظُر للطريقِ مُعاتبًا
كيف انتهت بين الأسَى أيامي!"

كان "يعقوب" يجلس على الأريكة بمنزله الخاص يُراجع بعض حسابات العمل التي أهمهلها في الفترة الأخيرة، كان مُنكبًا على الأوراق ومُنهمكًا في قرائتها بكلِ تركيز، في نفس الأثناء أتت "ذكرى" حاملة لكوب من العصير الطازج ثم انحنت تضعه أمامه على الطاولة، وبعدها جاورته ناظرة لِمَ يفعل بكل فضول، رفع أنظاره إليها فوجدها تنتبه له، فضحك بخفة أن التقط كوب العصير وارتشف منه عدة رشفات قليلة:

_عاجبك الموضوع؟

انتبهت له وابتسمت بخفة وهي تُجيبه:
_أنا أصلًا مش فاهمة حاجة، وبعدين مش أنت شغال في محل جزارة؟! حسابات إيه بقى اللي أنت بتحسبها دي؟!

وضع الدفتر والقلم جانبًا، ثم استدار لها وتحدث ضاحكًا وهو يُناولها كوب العصير الخاص بها:
_وهو أنا عشان شغال في محل جزارة يبقى خلاص الدنيا كدا بقت سهلة؟! الموضوع أصعب مما تتخيلي.

اعتراها الفضول أكثر وتسائلت بحماس:
_طب ما تفهمني!

ضحك على حماستها، فعاد ليُمسك بالدفتر والقلم الذي وضعهما، ثم ثبت أنظاره عليهما وهو يقول:
_طيب قربي.

وبالفعل اقتربت منه حتى التصقت به، لترتسم ابتسامة خبيثة على ثغره أثناء قوله الماكر:
_قربي أكتر.

رفعت عيناها تُطالعه بشك، فلم ترى سوى خُبثه المُرتسم بوضوح على محياه، لتنكزه بغيظ في جانبه وهي تقول بضجر:
_بس يا "يعقوب" بقى وفهمني.

كتم ضحكته بصعوبة، ومن ثَم بدأ يشرح لها أساسيات المهنة التي تعتبرها سهلة كما تعتقد:

_بُصي يا ستي، حوار إن يكون عندك محل جِزارة دا مش سهل زي ما أنتِ مفكرة، لإن المشروع دا بيحتاج لراس مال كبيرة جدًا، الحوار مش بيعتمد على جاموسة أو اتنين إحنا بنشتريهم، بل ممكن توصل لإننا نشتري خمسة أو ستة في الشهر مثلًا، وأنتِ عارفة إن سعر البهايم في السوق مش رخيصة، أوقات الواحدة تبقى عاملة حوالي 70 ألف جنيه، وأوقات تانية توصل لـ 80 ألف، وساعات بترخص فبتوصل لـ 60 ألف، فلكِ أن تتخيلي مثلًا إن الجاموسة أو البقرة اللي هنشتريهم عاملة 70 ألف، لو ضربناهم في 6 هتوصل لكام؟! مش أقل من 420 ألف جنيه، دا غير العمولات ومصاريف الدبح والعُمال اللي شغالين معانا في المحلات، يعني الموضوع كله بحواراته، بسلطاته، ببابا غنوجه يقفل النص مليون جنيه في الشهر الواحد، علشان كدا لازم أحسب كويس أوي، أشوف المكسب أو الخسارة اللي هتجيلي من خلال المشروع دا، لو الخسارة أكتر من المكسب بيبقى لازم نشتغل على نفسنا أكتر علشان الغلطة في المجال دا بفورة، وهيقف على حِسها شغل ناس كتير.

أبناء هارونWhere stories live. Discover now